هل حقاً يقصد ما يعنيه رئيس مجلس النواب خليفة الظهراني حين تكلم عن الأيام العصيبة؟ فهو يتكلم عن أن منحة 50 ألف برميل التي تعطى لنا من حقل أبوسعفة قد ألغيت، وكل المتابعين الاقتصاديين يؤكدون أن حقل أبوسعفة نتقاسمه بالمناصفة بيننا وبين السعودية، وتعطى لنا قيمة 150 ألف برميل بعد خصم المصروفات، إذ تتولى شركة «أرامكو» السعودية كل عمليات التنقيب عن النفط، فعن أية منحة يتكلم الظهراني وهل هي داخلة في الموازنة؟
يبني الظهراني على كلامه السابق ما يريد أن يصل إليه من أننا مقبلون على أيام عصيبة، وأن علينا ألا نغتر بارتفاع أسعار النفط، وهذا الكلام العفوي المرتجل لا يقدم ولا يؤخر، فأسعار النفط تعني زيادة في موازنة الدولة وزيادة في الخدمات ورفاه المواطن، وهذا ما لم يتحقق منه شيء، ولكي نستوثق من صدقية هذا الكلام المرتجل، يجب أن تكون هناك لجنة محايدة للاطلاع على الوضع الاقتصادي في البلاد، وحتى لو أخذ الظهراني هذا الكلام من جهات قريبة ومتنفذة، فهو يعبّر عن رأي صاحبه، ولا يعبّر عن الحقيقة الكاملة.
هناك مشروعات استثمارية ضخمة شقت البحر شقاً في سبيل إقامتها وتدشينها، ولو أُريد لها أن تخدم الصالح العام ورفاه المواطن، ولا تخدم فئة محدودة، فسنعيش كما ينبغي لنا أن نعيش، إلا أننا نجد الظهراني يواصل نظرية «الأيام العصيبة»، فيعطي الحق للمجلس الذي لم يدافع عن حقوق المواطن، بل زاده أعباء على أعبائه بأن يخفض «رواتب الموظفين» فيعتدي على حق مكتسب وفق كل القوانين والدساتير، ونحن نصدِّق الظهراني في كلامه من منطلق تجربة مريرة مع هذا المجلس، ويبدو أن الأيام العصيبة سنعيشها فعلاً مع مجلس النواب، ولن نعيش الأيام الجميلة التي وعدنا بها جلالة الملك
العدد 846 - الأربعاء 29 ديسمبر 2004م الموافق 17 ذي القعدة 1425هـ
