بات كثير من الأصوات الآن تنادي بإقالة الجهاز الفني للمنتخب الوطني لكرة القدم بعد الخروج خالي الوفاض من كأس الخليج التي أقيمت في الدوحة، والحصول فقط على الميدالية البرونزية التي لا تشبع ولا تغني من شيء.
وعلى رغم كوننا تحدثنا عن الأخطاء التي وقع فيها الجهاز الفني من وجهة نظرنا من قبل، وجزمنا أن هذه الخسارة لم تقع أسبابها على شخص واحد فقط وهو المدرب، وإنما يتحمل الفريق بكامله العرض المتواضع في مباراة الدور قبل النهائي مع المنتخب العماني.
إلا أننا ومن منطلق المحافظة على المكتسبات الماضية التي حققها المدرب والفريق بالتشكيلة نفسها نجد أنفسنا ملزمين لمتابعة المشوار معاً حتى الوصول إلى التصفيات الآسيوية المقبلة التي تعتبر الآن أهم من كأس الخليج التي انتهت.
ولربما أصبح جميع النقّاد الآن المطالبين بمغادرة الجهاز الفني يغلبون النقد العاطفي على الأمور الواقعية أمراً أخطر بكثير، وخصوصاً أن المرحلة المقبلة تتطلب الكثير من الاطمئنان النفسي للفريق بكامله واللاعبين بالذات المعنيين بالموضوع.
فلو رجعنا قليلاً إلى الوراء لنسترجع أن اللاعبين يعتبرون أناساً عاديين يتقبلون النقد البناء والهدّام، إلا أننا وفي هذه المرحلة وبمحاولاتنا الكثيرة في المطالبة بإقالة الجهاز الفني سيكون أمراً من الصعب علينا حله وجعل اللاعبين يتقبلونه سريعاً في ظل اقتراب المرحلة الحاسمة من التصفيات الآسيوية.
وقد أكون جازماً أن أكثر الأصوات ستكون ضدي في هذا الكلام، إلا أنه يجب علينا أن ننظر إلى الواقع ونحكم بالمعطيات التي توجد لدينا، فهل يا ترى سيكون المدرب الجديد قادراً على التفاهم مع اللاعبين في ظل الثلاثة أيام التي يسمح بها الاتحاد الدولي للاعبين المحترفين في الانضمام إلى تدريبات منتخبات بلدهم باعتبار وجود 14 لاعباً في الدوري القطري، أم هل سيكون للمدرب الذي سيكون مجبراً بالتأكيد في ظل وقوعه في وقت حاسم قادراً على تبديل تشكيلة الفريق وإدخال العناصر الواجب أن تلعب في نظر الجمهور الغاضب، أم ان المدرب الجديد ستكون له العصا السحرية التي تنقل المنتخب إلى ألمانيا والمرور بالتالي بسهولة أمام اليابان وإيران؟
لا أعتقد من ناحيتي أن يكون المدرب الجديد في حال تسلمه قيادة دفة المنتخب في التصفيات الآسيوية قادراً على فعل شيء يذكر، ولن يكون ذا نفع بالنسبة إلى لاعبي المنتخب الذين دائماً ما كانوا يرددون من أن المدرب الحالي الكرواتي ستريشكو هو الأصلح للكرة البحرينية وهو الذي حقق إنجازاً لم تحصل عليه الكرة في المملكة في أي وقت سابق.
فالمدرب ستريشكو قدم الكثير قبل هذه البطولة، إلا أنه في هذه الدورة لم يكن يملك في بعض المباريات الحظ الذي عاند اللاعبين ليعطيهم إياه، وبالتالي لو حدث ذلك سيكون هذا المدرب هو الأفضل في نظر هذه الفئة، إلا أن الفريق قدم مستوى جيداً وخصوصاً في الدور الأول وكان سوء التقدير ملازماً للفريق طوال البطولة.
عموماً فإن المرحلة المقبلة تحتم علينا أن نكون يداً واحدة ونحافظ على ما حققه الفريق في الماضي، ووجود المدرب ستريشكو في هذه المرحلة سيعتبر ضرورياً
إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"العدد 846 - الأربعاء 29 ديسمبر 2004م الموافق 17 ذي القعدة 1425هـ