فيا ايها القمح عجّل بأعناقنا
ويا أيها النخل عجّل بمجد التراب
وعجّل بأعذاقنا في قطاف بليغ
نريد الوصول ولكنْ
أما كان أجدى
بأن تنتحي كي يمر على دمنا البحر؟
نقول اقترفناه في موجة الكستناء
نقول امتدحناه في خيمة جائعة...
تعال الينا ... الى الرث من نومنا والكوابيس
ان القوافل مذهلة
في مساء الصعاليك والمكمن الحر
مترعة بالسطوع الذي قد تأخر عن موعده...
ولوج الى الكنز في صحوه
تعال الى الهتك ... مرر بقاياك
في الشرفة الذابلة...
عرق في الصهيل وفي القهوة الشاحبة ...
عرق في البلاد ونخلتها الذاهبة...
أعيد الى النبع كل الذي قد مضت أو وشتْ
به سيرة التيه ... ليلته
وللشاهد كل الذي قد رأته الرؤى
وسبابة في نفير الوعيد
وللبرد ما قد تأجل من معطف أو دخان...
وللرعشة الجمر حتى الدخول الجديد
الى قهوة الضيف ... أفلاكه
وللشاهق الشرفة الصاعدة....
كانت الأرض مثقلة بالأغاني
هبطنا على سقف أسرارنا فانتحى
الأبيض الحر في طقسه والعناق
هبطنا على شرفة وزعوا ضوءها
كسرة للجياد وللشجر الهارب
الآن من قصده والندى
براقٌ يحط على ألفة الغيم
يمضي رخيّا الى أول الأغنية..
إقرأ أيضا لـ "جعفر الجمري"العدد 846 - الأربعاء 29 ديسمبر 2004م الموافق 17 ذي القعدة 1425هـ