العدد 846 - الأربعاء 29 ديسمبر 2004م الموافق 17 ذي القعدة 1425هـ

منتدى للتنافسية والمستقبل

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

نختتم العام 2004 ونحن نتطلع الى العام 2005 بأمل جديد، أمل يتمثل في تحريك الجهود المخلصة باتجاه تحديد مواصفات المستقبل الذي ننشده وتحديد الخطة التنفيذية لتحقيق ذلك المستقبل.

في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل سينعقد «منتدى المستقبل» في البحرين. وهذا المنتدى هو أحد نتاجات قمة الدول الثماني في «سي آيلاند» بفلوريدا في الولايات المتحدة في يونيو/ حزيران الماضي والتي ضمت عددا من قادة المنطقة. وقد اجتمع ممثلو الدول الثماني ودول المنطقة في المغرب قبل فترة وجيزة ووافقوا على عقد الاجتماع المقبل في البحرين. وكان من المفترض أن يضم المنتدى ممثلين عن الحكومات وعن أصحاب الأعمال وعن المجتمع المدني من بلدان الدول الثماني وبلدان المنطقة، ولكن ممثلي حكومات المنطقة استطاعوا تحجيم دور أصحاب الأعمال والمجتمع المدني إلى أقل مما هو متوقع في الاجتماع الاول، ولا شك أنهم سيحاولون القيام بالأمر ذاته عندما يجتمعون في البحرين في نوفمبر المقبل.

وفي أبريل/ نيسان المقبل سيعقد منتدى الاقتصاد العالمي (دافوس) اجتماعا في الدوحة لنشر التقرير الثاني بشأن القدرة التنافسية للدول العربية. ولقد كان التقرير الأول عن العام 2002 (الذي صدر في 2003) كالصاعقة. فقد خلص التقرير إلى تدني البيئة التحتية للبلدان العربية وعدم ملاءمة بيئة قطاع العمال والتدخل المفرط للحكومة في النشاط الاقتصادي باعتباره سببا رئيسيا لتخلف بلداننا. والتدخل المفرط للحكومة سمة جامعة لدولنا بصورة عامة، وكل وزير لديه صلاحيات امبراطورية عظمى في وزارته يتسلط بها على غيره من الناس من دون حدود عقلانية تشجع على النهوض بالاقتصاد.

في ضوء هذا التقرير المزري، تشكل «مجلس الأعمال العربي» من القيادات التنفيذية في العالم العربي (انتخب في يونيو الماضي رجل الأعمال المصري شفيق جبر رئيسا للمجلس والمصرفي البحريني خالد جناحي نائبا للرئيس)، وقد أصبح لمجلس الأعمال العربي صوت عالمي بصورة مباشرة، وهو يشارك الآن - منطلقاً من جنيف - في الحوارات الدولية والإقليمية الساعية إلى دمقرطة البلدان العربية وتحريك الاقتصاد ومكافحة الفساد من خلال تفعيل حكم القانون الملتزم بالضوابط الدولية المعترف بها.

تحرك المصريون وأنشأوا مجلسا وطنيا يجمع عقولا مصرية معترفا بها للمساعدة في تحديد الخلل وطرح الرؤى للخروج من المأزق الذي نقبع فيه، وهناك تحرك أردني بالاتجاه نفسه، وحديثاً بدأت الإمارات السعى إلى إنشاء مجلس وطني للغرض نفسه. وعلى رغم أن خبرات بحرينية شاركت في تأسيس مجلس الأعمال العربي، وعلى رغم أن البحرين ستحتضن اجتماع منتدى المستقبل (الذي يشارك فيه مجلس الأعمال العربي)، فإنه لم تتحرك الجهود لتأسيس منتدى وطني يراعي موضوع التنافسية ويناقش مستقبل البحرين بالاعتماد على عقول البلاد الملتزمة بالضوابط الدولية وغير الخاضعة لـ «التدخل الحكومي المفرط» الذي حدده التقرير الأول، وقال إنه أحد الأسباب الرئيسية في تخلف بلداننا عن الركب المتقدم في عالم اليوم.

غرفة تجارة وصناعة البحرين تفكر في طرح فكرة تجمع بعض العقول المنتجة والمستقلة والملتزمة بالضوابط الدولية، ولكن الجهود مازالت لم تظهر إلى العلن بشكل واضح. إن ما هو مأمول منا جميعاً في العام 2005 هو أن ننطلق بأفكارنا ونطرح ما لدينا من أجل مستقبل بلادنا. فكل واحد منا عليه دين لهذا البلد الطيب، وعليه أن يبذل الجهد من أجله. وهذا الكلام يعكس ثقافة تنتشر لدى البعض الذي يرى في بلده «بقرة حلوباً» يحلبها حتى الموت لإشباع جشعه غير المحدود

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 846 - الأربعاء 29 ديسمبر 2004م الموافق 17 ذي القعدة 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً