«في البداية ظنننا أن الأمر هجوم إرهابي، ثم أتت الموجة وركضنا أبعد ما استطعنا»، «البحر انقض على اليابسة وابتلع الأرض» هذه هي تعبيرات الناجين منه. كان المشهد واحدا في سريلانكا وإندونيسيا والهند وتايلند وماليزيا وجزر المالديف. فالزلزال العنيف الذي كان مركزه تحت سطح الماء قبالة ساحل جزيرة سومطرة الإندونيسية، أحدث أمواجا ضخمة تعرف بـ «تسونامي» وهي كلمة يابانية الأصل وتعني أمواج الموانئ، نشرت الموت والدمار لدى ارتطامها القوي بسواحل هذه البلدان.
قوة الزلزال 8,9 درجات على مقياس ريختر، وهو الخامس في العالم من حيث القوة منذ قرن، والأعنف منذ نحو 40 سنة. وعلى اليابسة شعر به أيضا سكان في سنغافورة وبنغلاديش وصولا إلى الصومال وتنزانيا واليمن وسلطنة عمان. والزلزال ليس هو المسبب الوحيد لحدوث «تسونامي» لكنها الأغلب، يضاف إليها الانهيارات الصخرية، والثورات البركانية، وأيضا تأثيرات سقوط الأجسام الفضائية كالنيازك.
وحيال هذه الكارثة الإنسانية يقف العالم مذهولا يراقب تصاعد أعداد القتلى عبر ما تفيده وكالات الأنباء المحلية والدولية. وتشير آخر حصيلة إلى أن عدد القتلى الإجمالي بلغ أكثر من 28 ألف شخص. وحذرت حكومات الدول المنكوبة من أن عدد القتلى قد يقترب من 60 ألف شخص بسبب تعذر الوصول إلى بعض المناطق المتضررة في الوقت الراهن.
وشكلت الكارثة بعدا عميقا في الذاكرة الآسيوية ذلك أنها صادفت اليوم نفسه من العام الماضي الذي ضرب زلزال بلدة بم الإيرانية التاريخية ودمر 80 في المئة منها وأدى إلى مقتل 30 ألف نسمة. اللهم لا نطلب رد القضاء ولكن نرجو اللطف فيه
إقرأ أيضا لـ "ايمان عباس"العدد 845 - الثلثاء 28 ديسمبر 2004م الموافق 16 ذي القعدة 1425هـ