العدد 845 - الثلثاء 28 ديسمبر 2004م الموافق 16 ذي القعدة 1425هـ

مسكين أنت يا سوق... المحرق!

حمد الغائب hamad.algayeb [at] alwasatnews.com

منوعات

هناك جملة من الأماكن التي تمر عليها مرور الكرام، إلا أن هناك أماكن أخرى تجبرك الظروف المتعددة ومنها السكن أو العمل على المرور عليها يوميا من الطريق نفسه إلا إذا كان هناك من الحفريات أو تغيير للطوب الأحمر عليه، وإلا ما الداعي لزياراتك المكوكية اليومية لبقاع مزعجة بالنسبة إليك لا ناقة لك فيها ولا جمل؟! ومن هذه الطرق التي أمر عليها بشكل يومي والاضطرار هنا هو سببه السكن... وبطبيعة الحال الطريق المقصود هنا هو الشارع الحيوي الممتد في وسط سوق المحرق، والذي جعلني أشفق يومياً عليه من فرط الإفراط في الزينة!

نعم، الزينة التي تم وضعها في شهر رمضان المبارك، كانت جميلة وأعطت إيحاء جميلاً ونفساً آخر لهذا السوق العتيق المتجدد، كما أعطته لمسة رمضانية من خلال تلك الصور الخاصة بالشهر الكريم، كون هذا السوق لا غنى عن نسائنا من التبضع منه طوال العام وليس لموسم أفضلية على الآخر... ولكن أن تزور هذا الشارع نفسه الآن سيخال لك أنك تمشي تحت سقف خربة لأحد أسواق الشام العتيقة المليئة بالحبال والأسلاك، إذ كانت هذه الأسلاك والحبال مركبة في سوق المحرق المسكين بشكل مؤقت تخدم شهر رمضان المبارك وتخدم الاحتفالية بقدومه وانتهى مفعولها وصارت الى درجة من الخربة بحيث أنها بدلاً من أن تزين المكان أصبحت تشوهه لتعطي انطباعاً يعكس ما في نية القائمين عليه من هدف في ذلك الوقت.

وإن كان القائمون عليه يودون الاستمرار في ترك هذه الزينة لمناسبة أو غير مناسبة فأعتقد أنه يجب عليهم أن يقوموا بتركيبه بمواد أفضل من هذه المواد من أسلاك وحبال وطريقة تركيب أخرى أجمل غير تلك الطريقة البدائية على رغم الصرف المادي الكبير الذي صرفوه على هذه التجهيزات من أعمدة حديد بطول السوق وعرضه تصلح إلى تسقيف السوق وتكييفه في الصيف، وبطريقة أنظف من هذه الطريقة التي (شربكت) السوق من الحدايد والأحبال، وأن يكون هناك من الناس المختصة للصيانة كون الموجود حاليا شبراً مضيئاً من المصابيح وأمتاراً أخرى معطوبة وأخرى خلط حابلها بنابلها الهواء والمطر، وجهة تدلت أسلاكها وتعلقت وكأنها مصارين ذبائح في مسلخ، وصارت الحال في تلك السوق مسكينة يرثى لها وتصعب حتى على العدو قبل الصديق.

سيكون مشروع الزينة جميلاً لو أنهم أعطوه الاهتمام المناسب بعيداً عن السرعة والتسرع والعمل التجاري وقريباً من العمل الذي يصب في عمل بنية تحتية تناسب أي مشروع مماثل في المستقبل، بل ستكون أجمل لو أن التنسيق قد طالها من البداية من تصميم للزينة عرض على مهندسين ومتخصصين ولم تركب بهذه الطريقة وكأنها ألعاب نارية متناثرة في السماء.

إن إدارة المحرق متمثلة في المحافظة نفسها، ومتجسدة أكثر في شخص محافظ المحرق نفسه، هو حريص على أن تظهر محافظته بأجمل من غيرها إذ يستغل دائما وجود منطقة حيوية هي السوق لتنشيط محافظته وهذا من حقه، ومن هنا يتهافت المحرقيون لإبراز مشروعاتهم المحرقية في هذه البقعة من دون إسداء خدمة ما بعد البيع، وهي الصيانة والمتابعة ليتركوها إلى المناسبة المقبلة، فالمشروع الجديد كفيل بأن يقوم أقطابه على تنظيف ما خلفه السابقون ودواليك... فهل هذا صحيح؟

نلقاكم الاثنين المقبل..

إقرأ أيضا لـ "حمد الغائب"

العدد 845 - الثلثاء 28 ديسمبر 2004م الموافق 16 ذي القعدة 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً