العدد 845 - الثلثاء 28 ديسمبر 2004م الموافق 16 ذي القعدة 1425هـ

عندما تختلط أوراق واتهامات المنتخب

عبدالرسول حسين Rasool.Hussain [at] alwasatnews.com

رياضة

منذ خسارة منتخبنا الكروي أمام عمان (2/3) في نصف نهائي كأس «خليجي 17» والشارع الرياضي وصحافتنا تضج أحاديث وأقاويل وتأويلات كثيرة ومتباينة حتى وصلت إلى حد اختلاط وتبعثر أوراق الموضوع وإطلاق الاتهامات إلى مختلف الأطراف.

ولعل السؤال الذي يفرض نفسه عند كل إخفاق كروي... «لماذا يحلو لنا الجدل وكثرة التفسيرات والاتهامات لكل من تطوله ألسنتنا وأقلامنا لدرجة نشعر فيها اننا نتعامل على طريقة تصفية الحسابات للمسئول والإداري والمدرب واللاعب»؟

أليس من الأجدى أن تكون لدينا «ثقافة مواجهة الإخفاق» و«ثقافة التعامل مع الانتصار» وهي للأسف معادلة صعبة دفعنا ثمنها باهظاً في الكثير من المناسبات، ونستشهد هنا بما جرى لمنتخبنا في «خليجي 17»... إذ ضعنا جميعاً في «نشوة الانتصار الكبير» على السعودية (3/صفر) ولم نفق منها إلا بعد «صدمة الخسارة» أمام عمان وفي كلتا الحالتين عجزنا عن التعامل معها فظل كل يغني على ليلاه.

ومن بين الأوراق الكثيرة التي تناثرت في ملف إخفاقنا الخليجي، نقتطف منها الآتي:

أولاً: هناك من ألمح إلى عملية قطرية منظمة للتأثير على منتخبنا الكروي قبل «خليجي 17» عبر احتراف 14 لاعباً بحرينياً في أندية قطر، ونحن هنا لا نرى افتراضاً لذلك الاتجاه الذي يندرج تحت عدوى «المؤامرة» التي تعاني منها العواطف العربية.

فهناك سبعة لاعبين أساسيين من منتخب عمان احترفوا في الأندية السعودية بعد كأس آسيا في الصين وهي الفترة نفسها التي احترف فيها اللاعبون البحرينيون في أندية قطر، لكننا رأينا تألق هذا السباعي العماني وتميزه وتأثيره على فريقه وكاد يقوده إلى الإنجاز التاريخي لولا ركلات الحظ الترجيحية وبينهم «الهداف الفلتة» عماد الحوسني والميمني وفايل.

لكنني أذهب في اتجاه تأثير الاحتراف من حيث عدم نجاحنا في التعامل مع معطياته الفنية والنفسية وهو الأمر الذي كنا كصحافة نوجهه إلى الجهازين الإداري والفني للمنتخب حتى قبل مباراة سورية في دمشق ضمن تصفيات مونديال 2006.

قبل احتراف لاعبي المنتخب كان الجمهور والإعلام يطالبان باحتراف اللاعبين أو تفريغهم، فلماذا تغيرت تلك النظرة الآن؟!

ثانياً: هناك من وجه انتقاداته إلى مساعد مدرب المنتخب - وتحديداً «جاسم محمد»، وهنا نقول: أليس جاسم نفسه من عمل مساعداً لمدرب المنتخب طوال السنوات الأربع الماضية التي شهدت قفزة وتطور المنتخب، فلماذا لم تظهر تلك الانتقادات التي قللت من إمكانات وقدرات جاسم طوال السنوات الماضية؟... ألم نقل اننا نتعامل بـ «ثقافة ردود الفعل العاطفية... عند الإخفاقات».

لا ندافع عن أحد هنا ولا نطلق «عبارات تخديرية» لكننا نطالب بوضع الأمور في نصابها والتعامل الإيجابي ووضع الحلول للسلبيات والأخطاء التي بدرت من كل من له علاقة بالمنتخب بدلاً من استثمار «ألسنتنا وأقلامنا» في توجيه الانتقادات والاتهامات غير البناءة والتي يراها البعض وسيلة للانجراف مع حال الغضب الجماهيري التي من مسئولية الإعلام تجفيفها وطمأنتها بالحلول التفاؤلية التي تجعلنا نمسك بزمام الأمور قبل انفلاتها وحينها يفوت الفوت ولا ينفع الصوت

إقرأ أيضا لـ "عبدالرسول حسين"

العدد 845 - الثلثاء 28 ديسمبر 2004م الموافق 16 ذي القعدة 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً