أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون أمس انه سيجتمع مع من سيتم انتخابه لرئاسة السلطة الفلسطينية، في وقت سخر فيه رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية محمود عباس (أبومازن) من الانتقادات الإسرائيلية لتصريحاته الأخيرة. وتعهدت حركة «فتح» بمحاربة الانفلات الأمني بينما نجا ناشطان فلسطينيان من هجوم إسرائيلي على سيارتهما.
وقال شارون خلال اجتماعه بالسيناتور الأميركي جوزيف ليبرمان: انه سيلتقي برئيس السلطة الفلسطينية الذي سيتم انتخابه لاحقاً لتنسيق قضايا أمنية تمهيداً للانفصال. وأضاف «ان (إسرائيل) ستنفذ الانفصال في كل الأحوال ومن ثم ستطمح إلى العودة إلى مسار خريطة الطريق»، وكرر شرطه وهو وقف ما يسميه «الإرهاب». وكان ليبرمان التقى في وقت سابق أمس أبومازن ورئيس الوزراء أحمد قريع ووزير شئون المفاوضات صائب عريقات. وأشار ليبرمان إلى ان «أبومازن يطالب (إسرائيل) بوقف بناء الجدار ووقف إطلاق النار والإفراج عن الأسرى وإعادة قسم من اللاجئين». وأكد قريع عقب اللقاء «أن أفضل وسيلة للخروج من الوضع الحالي هو الدعوة إلى مؤتمر دولي للسلام يلزم الطرفين بجدول زمني لإنهاء جميع القضايا وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة خلال العام 2005 وفق ما نصت عليه خريطة الطريق». وأشاد ليبرمان بالأداء المميز للقيادة الفلسطينية ورغبتها في فرض سيادة القانون، ودعا قريع إلى زيارة للولايات المتحدة للقاء أعضاء الكونغرس الأميركي والمنظمات اليهودية الأميركية لبدء فصل جديد من العلاقات الثنائية.
إلى ذلك حوَّلت الحكومة الأميركية أمس مساعدات تبلغ 20 مليون دولار إلى السلطة الفلسطينية بهدف المساعدة في الانتخابات في خطوة تعد تعبيراً على ثقة واشنطن في الإصلاحات الاقتصادية الفلسطينية.
من جانبه سخر (أبومازن) أمس من الانتقادات التي وجهها وزير خارجية «إسرائيل» سيلفان شالوم لتصريحاته بشأن اللاجئين والقدس المحتلة. وقال أبومازن الذي كان يتحدث أمام نحو 2000 شخص ضمن حملته الانتخابية: «سمعت (انتقادات) وزير الخارجية الإسرائيلية لأنني تحدثت عن القدس واللاجئين، ولكن عماذا يريدوننا ان نتحدث كي لا نخيب آمالهم». وكان شالوم أعلن أمس الأول ان الخطاب الذي ألقاه أبومازن لمناسبة انطلاق حملته الانتخابية «لا يبشر بالخير... وانه لا يمكن الترويج لأوهام بشأن مسألة القدس واللاجئين».
في غضون ذلك، أعلنت حركة «فتح» في بيان أمس تعهدها العمل بجدية للنهوض بالوضع الاقتصادي الفلسطيني ومعالجة حال الانفلات الأمني في الأراضي الفلسطينية. وقالت الحركة: ان «حجم العبء الوطني والمالي والاقتصادي يتطلب العمل بشكل حثيث ومتواصل وتوظيف كل الإمكانات الوطنية وسبل الدعم العربي والدولي لاجتياز هذه المحنة». وكان مئات الفلسطينيين شاركوا مساء الاثنين في تظاهرة في غزة طالبوا خلالها بإنهاء الفوضى وحال الفلتان الأمني.
من جانبها رجحت مصادر استخبارية إسرائيلية ألا توقف حركة «حماس» عملياتها المسلحة ضد «إسرائيل» بعد انتخابات السلطة الفلسطينية الا أنها ستدرس احتمال تقليص نطاقها.
شارون مني بهزيمة سياسية
ومني شارون أمس بهزيمة سياسية بعدما أسقطت لجنة القانون والدستور في الكنيست مشروع قانون تطبيق خطة فك الارتباط. ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن مصدر في مكتب شارون قوله ان رئيس التحالف الحكومي في الكنيست غدعون ساعر، أفشل مشروع القانون في لجنة القانون والدستور بعد ان عارضه ساعر نفسه وثلاثة نواب آخرون من أعضاء اللجنة وينتمون إلى الليكود.
شريط استيطاني جديد غربي الجدار
أعلنت كتلة السلام الإسرائيلية أمس وجود مخطط لقوات الاحتلال في تكثيف قضم الأراضي الفلسطينية، وبناء المستعمرات الجديدة من خلال تسمين تلك القائمة، وإضافة أحياء ملاصقة لها وخصوصاً في المناطق المحاذية للخط الفاصل بين أراضي عامي 1948 و1967 ضمن استراتيجية لتعديله بشكل واسع.
ميدانياً، قال شهود عيان ان طائرة إسرائيلية بلا طيار أطلقت صاروخاً على سيارة تقل ناشطين من «حماس» في غزة أمس الا أنه لم تلحق بهما إصابات بالغة. وأضافوا ان بعض المارة أصيبوا بجروح طفيفة في الحادث الذي وقع في خان يونس. وأصيب خمسة فلسطينيين بنيران الاحتلال في نابلس، بينما اعتقل ثلاثة أشقاء من عائلة أبوعرب، من مخيم الأمعري في رام الله.
وأفاد شهود عيان في المسجد الأقصى المبارك أن مستوطناً يهودياً قام بعد ظهر أمس باقتحام المسجد المبارك من باب المغاربة وهو يحمل زجاجة من الخمر، وسار باتجاه المتحف الإسلامي غرباً، وهو يحتسي الخمر على مرأى من الناس، ثم قام بكسر زجاجة الخمر قبالة المتحف في المسجد.
دبلوماسياً يقوم وزير الخارجية التركي عبدالله غول بزيارة للأراضي الفلسطينية المحتلة و«إسرائيل» يومي الرابع والخامس من الشهر المقبل.
القاهرة - د ب ا
وصل وزير شئون الأمن السابق بالسلطة الفلسطينية محمد دحلان إلى القاهرة أمس في زيارة تستغرق يومين لبحث الإفراج عن أمين سر حركة فتح المسجون في «إسرائيل» مروان البرغوثي. وقالت مصادر فلسطينية في القاهرة إنه من المتوقع أن يطلع دحلان المسئولين المصريين على ما دار في زيارته الأخيرة للبرغوثي في سجنه في إطار المساعي المبذولة للإفراج عنه على أن تلعب مصر دورا رئيسيا في ذلك. وسيناقش دحلان تطورات الأوضاع قبل إجراء انتخابات الرئاسة في الاراضي الفلسطينية. في الوقت نفسه أنهى الرئيس السابق لجهاز الأمن الفلسطيني في قطاع غزة موسى عرفات زيارة لمصر متوجها إلى عمّان اذ التقى خلالها عدداً من المسئولين المصريين
العدد 845 - الثلثاء 28 ديسمبر 2004م الموافق 16 ذي القعدة 1425هـ