تواصلت أمس حملات البحث عن الناجين من آثار الزلزال المدمر الذي ضرب جزيرة سومطرة وخلف أمواج «تسونامي». وبلغت آخر حصيلة للضحايا أكثر من 55 ألف قتيل في دول جنوب آسيا فيما قال خبراء جيولوجيون إن تأثير «تسونامي» غير خريطة آسيا.

ففي إندونيسيا أعلن عن مقتل 27 ألفاً و147 على الأقل في شمال جزيرة سومطرة بينهم تسعة آلاف في باندا أتشيه و10 آلاف في مولابو. وفي سريلانكا قتل 17 ألفاً و640 على الأقل بينهم 73 أجنبياً بحسب ما ذكرت السلطات ومتمردو التاميل، وتشمل الحصيلة 1500 شخص كانوا في قطار غمرته الأمواج.

وفي الهند قتل 8500 على الأقل بينهم نحو 4500 في ولاية تاميل نادو (جنوب شرق) وأربعة آلاف آخرون على الأقل في أرخبيل اندامان ونيكوبار في خليج البنغال غير البعيد عن مركز الزلزال، لكن السلطات تخشى أن تكون الحصيلة أكبر من ذلك بكثير بسبب فقدان عشرات الآلاف من الأشخاص، بينهم ثلاثون ألفاً على الأقل في اندامان ونيكوبار.

وفي تايلند أعلن نائب وزير الداخلية سوتام سانغبراتوم عن سقوط 1516 قتيلاً بينهم أكثر من 700 أجنبي، بينما مازال 1200 شخص في عداد المفقودين، وبلغت الحصيلة في ماليزيا نحو 65 قتيلاً وعدد غير محدد من المفقودين و183 جريحاً وعدد كبير من المفقودين وخصوصاً في جزيرة بينانغ السياحية الأكثر تضرراً فيما لم يشر إلى مقتل سياح أجانب في بينانغ.

ووصل عدد الضحايا في ميانمار نحو 90 قتيلاً على الأقل بحسب منظمات إنسانية دولية في رانغون توقعت أن تكون الحصيلة النهائية أكثر من ذلك بكثير، أما المالديف فقتل فيها نحو 55 على الأقل واعتبر 68 في عداد المفقودين، وتغطي المياه ديفوشي بشكل كامل واحدة من أهم الجزر السياحية البالغ عددها 1200 جزيرة.

وفي بنغلاديش قتل أب وابنه في غرق سفينة سياحية، وفي إفريقيا وصل المد البحري إلى الساحل الشرقي للقارة، إذ عثر على جثث أربعين صياداً صومالياً الاثنين الماضي ولايزال 60 في عداد المفقودين وقد لقوا حتفهم على الأرجح، فيما مات عشرة أشخاص على الأقل غرقاً في تنزانيا. وفي كينيا غرق شخص على الأقل قرب مومباسا.

وأدى الزلزال إلى اهتزاز الأرض حول محورها وتحريك جزر سومطرة بسبب شدته حسبما أعلن خبراء جيولوجيون، وأوضح الخبير في المعهد الجيولوجي الأميركي كين هودنوت أن الزلزال أدى إلى إزاحة الجزر الأصغر في المنطقة نحو عشرين متراً.

وقال «استناداً إلى نماذج زلزالية يمكننا القول إن بعض الجزر الصغيرة في جنوب غرب سواحل سومطرة تحركت عشرين متراً باتجاه الجنوب الغربي». وأضاف أن الرأس الشمالي الغربي لسومطرة يمكن أن يكون تحرك باتجاه الجنوب الغربي نحو 36 متراً، وقال هذا الخبير إن «الزلزال غير الخريطة». وأضاف «استناداً إلى نماذج زلزالية يمكننا القول إن بعض الجزر الصغيرة في جنوب غرب سواحل سومطرة تحركت عشرين متراً باتجاه الجنوب الغربي»، موضحاً أنه «انزلاق كبير».

وقال متخصص في علم الزلازل إن موجات المد وصلت إلى نيوزيلندا التي تبعد أكثر من 8 آلاف كيلومتر من مركز الزلزال. وقال بمعهد العلوم الجيولوجية والنووية في ويلينغتون وورفيك سميث إن قياسات المد على ساحل فيوردلاند أوضحت أن مستوى البحر ارتفع بأكثر من 20 سنتيمتراً.

كما أفادت مصلحة الأرصاد الاسترالية أن أمواجاً عالية تصل إلى متر واحد لوحظت على طول الساحل الغربي لاستراليا بعد موجات المد العاتية التي ضربت الأحد جنوب وجنوب شرق آسيا.

وبدأت الأمواج في الارتفاع اعتباراً من بعد ظهر الأحد وتواصلت الاثنين على طول الساحل وطاولت جميع الجزر الاسترالية في المحيط، وقال مدير الأرصاد غاري فولي: «إن الموجات الأولى وصلت إلى الساحل الغربي وكانت لاتزال غير اعتيادية».

وصرح وزير الخارجية الألماني يوشكا فيشر بأنه يعتقد أن 100 ألماني على الأقل فقدوا نتيجة موجات المد في جنوب آسيا، فيما قالت الخارجية الفرنسية إن عدد الضحايا الفرنسيين بلغ عشرة قتلى لكن مازال هناك 18 آخرون مفقودين جرفتهم الأمواج العاتية. من جانبه قال وزير الدفاع الكندي بيل غراهام إن ثلاثة كنديين على الأقل سقطوا في الأمواج، كما أعلنت الخارجية اليابانية أن اثنين على الأقل من اليابانيين قتلا، وقالت إنها ستنشئ مركزاً لتحسين أجهزة الإنذار لدى الدول المجاورة في شهر مارس/ آذار المقبل.

فيما قال مسئولون بريطانيون إن 12 بريطانياً قتلوا ويخشى أن يكون بريطانيون كثيرون آخرون بين آلاف الأشخاص الذين لقوا حتفهم في موجات المد التي ضربت منتجعات سياحية شهيرة في أنحاء متفرقة من جنوب آسيا.

كما قال وزير الخارجية الأميركي كولن باول رداً على أسئلة محطات التلفزة الأميركية إن 11 أميركياً على الأقل قضوا في المد البحري الذي اجتاح جنوب وجنوب شرق آسيا الأحد. وأفاد باول أن «معلوماتنا الأخيرة تشير إلى مقتل 11 أميركياً... لقد جرح أميركيون كثر وليست لدينا معلومات عن مئات الآخرين»