واصلت فرق الإغاثة أمس حملات البحث في المناطق المنكوبة التي تعرضت لأمواج «تسونامي» وبلغت آخر حصيلة للضحايا أكثر من 55 ألفاً.
وقال الخبير في المعهد الجيولوجي الأميركي كين هودنوت إن الزلزال أدى إلى إزاحة الجزر الأصغر في المنطقة حوالي عشرين مترا، في حين أعربت منظمة الصحة العالمية عن مخاوفها من أن تحصد الأوبئة عدداً مماثلاً من الضحايا. وأكد مشرف على مركز الدراسات الزلزالية في السعودية أنه لا خوف على الجزيرة العربية من توابع الزلزال لأن هذا النوع يحصل في المحيطات المفتوحة.
على صعيد متصل، يعيش الماليزيون حالياً رعباً حقيقياً بعد أن ترددت أنباء عن احتمال حدوث ضربة ثانية لـ «زلزال القرن» للمنطقة.
من جانب آخر قال مصدر مسئول في وزارة الخارجية التايلندية في اتصال هاتفي أجرته «الوسط» أمس إنه تم العثور على 19 بحرينياً بينما لايزال يجري البحث عن مصير 25 شخصاً. في الوقت نفسه لم تحمل القوائم الماليزية أية أسماء بحرينية حتى الآن بينما أبلغ مواطن بحريني من مدينة مدراس الهندية أهله بوضعه المستقر عبر السفارة الهندية في المنامة. كما أكدت عائلة محمد حسن الجشي سلامة ابنها وزوجته اللذين ذهبا في رحلة لقضاء شهر العسل في تايلند.
وفي اتصال هاتفي لـ «الوسط»: قال سكرتير أول في سفارة البحرين لدى الكويت عيسى الذوادي «إن عدداً من العائلات البحرينية تأكدت السفارة الكويتية في بانكوك من نجاتهم من كارثة أمواج تسونامي»، لافتاً إلى أنهم نزحوا إلى مناطق آمنة لم يطلها الزلزال ليكملوا سياحتهم هناك قبل تقرير العودة إلى البحرين.
إلى ذلك أكد مصدر مسئول في وزارة الخارجية لـ «الوسط» أمس أن سبب تأجيل زيارة وزير الخارجية الهندي نتوار سينغ المقررة للمنامة «اضطرارية» بسبب حادث أمواج تسونامي في جنوب شرق آسيا.
في حين قال القائم بأعمال السفارة الهندية اج آر موهي «إن موعداً آخر» سيتم الترتيب له في وقت قريب بين الجانبين الهندي والبحريني. وأضاف «لولا هذه الحوادث الطبيعية التي عصفت بالمنطقة لما أُجّلت هذه الزيارة التي جاءت لتستكمل الحوارات التي بدأها سمو رئيس الوزراء في يناير/ كانون الثاني». وكان من المقرر أن يصل سينغ إلى المنامة اليوم في زيارة تستمر يومين، في إطار جولة له في المنطقة قادته إلى الإمارات وسلطنة عُمان.
بينانغ - ندى الوادي
يعيش الماليزيون حالياً رعباً حقيقياً بعد أن ترددت أنباء عن احتمال حدوث ضربة ثانية لـ «زلزال القرن» للمنطقة. ومنذ انتهاء فترة الزلزال صباح الأحد الماضي، وحتى اللحظة، تتردد بين الفينة والأخرى أنباء عن احتمال وقوع زلزال آخر في أوقات معينة، الأمر الذي يستدعي بقاء السكان في مناطق مفتوحة تحسباً لضربة مفاجئة. وفي بينانغ، الجزيرة الأكثر تضرراً من الزلزال في ماليزيا، شاعت في المدينة أحاديث عن ضحايا لم يتم حصرهم، وعن أرقام فاقت بكثير الأرقام التي ذكرتها وسائل الإعلام الرسمية والتي تقدر الضحايا بـ 51 قتيلاً و98 جريحاً، وأكثر من مئة فقيد.
وكان الرعب من «تسونامي» (الموج العالي) على أشده بين سكان جزيرة بينانغ، وخصوصاً لسكان السواحل، وترددت الكثير من القصص عن ضحايا تسونامي الذين اتجهوا إلى شواطئ باتوفرنغي على سواحل جزيرة بينانغ في صبيحة العطلة الأسبوعية (الأحد)، وكانوا ضحية للموج العالي الذي أنتجته الهزة الأرضية التي ضربت المنطقة، والذي أطلقت عليه الصحافة المحلية في ماليزيا المصطلح الياباني (تسونامي)، فضلاً عن ممارسي الرياضة على شواطئ تلك المنطقة بمن فيهم عائلات وأطفال. ولم ينجُ الكثير من صيادي السمك الذين خرجوا بقواربهم في صبيحة ذلك اليوم من موجات تسونامي أيضاً، إذ تسبب الموج في إغراق قواربهم بمن فيها بعد أن غاصت في البحر.
وقدرت مصادر طول موجات «تسونامي» التي أغرقت المنطقة بخمسة أمتار أو يزيد، فيما قدرها البعض بطول شجر جوز الهند المشهور في المنطقة مرتين. الكارثة التي تشهدها ماليزيا لأول مرة في تاريخها، استدعت تحركاً واسع النطاق من السلطات، إذ أعلن نائب رئيس الوزراء الماليزي داتو سيري نجيب رازق أمس الأول أن ماليزيا متنبهة لاحتمال وقوع موجة أخرى من تسونامي، ومن توابع زلزال آخر.
ونصح الماليزيين الذين غادروا منازلهم في السواحل بالبقاء بعيدين عن مناطق الكارثة حتى يتم التحقق مما ستؤول إليه الأمور، وخصوصاً أن العلماء أعلنوا أن وضع جزيرة سومطرة القريبة من ماليزيا والتي شهدت أعداداً كبيرة من الضحايا مازال غير مستقر. كما أعلن دفع الحكومة تعويضات إلى أهالي القتلى والجرحى والمفقودين. ويتوزع عدد الضحايا الـ 51 في ماليزيا بين جزيرة بينانغ (37 ضحية)، كدا (10)، بوالابيرلس (3) وسيلانغور (1).
يذكر أن الزلزال ضرب جزيرة بينانغ الساعة التاسعة من صباح الأحد الماضي، واستمر لفترة جعلت الكثير من المناطق في الجزيرة تشعر به، فيما بدأت موجات (تسونامي) بالاندفاع نحو الشواطئ في نحو الساعة الواحدة والربع ظهراً جارفة معها ما في البحر وما على الشاطئ ومخلفة أضراراً جسيمة.
الرياض - أ ش أ
أكد المشرف على مركز الدراسات الزلزالية بجامعة الملك عبدالعزيز بالسعودية عبدالله العمري أنه لا خوف على الجزيرة العربية من توابع الزلزال الأخير الذي ضرب منطقة جنوب آسيا، لأن هذا النوع يحصل في المحيطات المفتوحة ومن النادر حدوث مثل ذلك في البحر الأحمر أو الخليج العربي.
وقال العمري إنه تم تسجيل الزلزال في المحطة الدولية بمنطقة الرين بجانب القويعية بالسعودية والتابعة لمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، كما سجلت المحطة التوابع الزلزالية على امتداد حدود الصفيحة الواقعة بين شمال سومطرة حتى جزيرة أندمان بدرجات زلزالية مختلفة.
وأوضح أنه يعد أعنف زلزال بعد زلزال آلاسكا الذي وقع العام 1964، وخامس أعنف زلزال حدث منذ ما يزيد على 100 عام. من جهته طمأن مساعد رئيس الهيئة السعودية للمساحة الجيولوجية ماهر إدريس أهالي المناطق الشرقية من السعودية من عدم وجود أية خطر من الزلزال، وقلل إدريس من تأثير هذا الزلزال، مبيناً في الوقت ذاته أن ما تعرضت له سلطنة عمان من أمواج ارتدادية يرجع سببه إلى وقوعها على بحر مفتوح هو بحر العرب، وهو الشيء الذي يسمح للأمواج العاتية بالوصول إليها، بينما وقوع المملكة داخل منطقة الخليج يجعل وصول هذه الأمواج مستحيلاً. وأرجع إدريس حدوث أمواج مدمرة بهذا الشكل إلى تحرك القشرة الأرضية في البحر، وبالتالي تشكل الأمواج التي ترتفع من 20 إلى 60 متراً والتي تدمر كل ما يقف في طريقها، وهي لا تحدث سوى في البحار المفتوحة والمحيطات. ونفى أن يكون لزلزال شرق آسيا أي تأثير على المملكة أو الدول المجاورة لها، مؤكداً في الوقت نفسه أن تأثير الزلازل محلي على رغم شدة تأثيره، وهو لا ينتقل من دولة إلى أخرى وما حدث في شرق آسيا أن الأمواج هي التي جعلت تأثيره يمتد لعدة دول، مشيراً في الوقت نفسه إلى أنه لم يشاهد طيلة حياته زلزالاً مدمراً بهذا الشكل.
الوسط - ريم خليفة
قال مصدر مسئول في وزارة الخارجية التايلندية في اتصال هاتفي أجرته «الوسط» أمس انه تم العثور على تسعة عشر من البحرينيين بينما لايزال يجرى البحث عن مصير خمسة وعشرين شخصاً آخرين.
كما نوه المصدر إلى ان غادة القصاب المتزوجة من مواطن إماراتي «تطلب من الصحافة عدم تكرار اسمها وانها هي وزوجها في وضع آمن وبخير».
إلى ذلك فتحت السفارة التايلندية في المنامة خطاً ساخناً طوال اليوم لكل من يريد ان يستفسر عن أقاربه في تايلند من جراء كارثة أمواج «تسونامي».
في حين أكدت أسرة محمد حسن الجشي لـ «الوسط» أن ابنهم هيثم مع زوجته سمر سعيد السماك اللذين يقضيان فترة شهر العسل في تايلند «بخير وعلى اتصال دائم بهم».
في حين لايزال يحيط الغموض بمصير أحد البحرينيين إذ لم يتصل بأهله حتى الآن بحسب ما أفاد أحد أقاربه.
وعلى صعيد متصل أكد القائم بأعمال السفارة الهندية في المنامة اج آر موهي لـ «الوسط» ان مواطناً بحرينياً موجوداً في مدينة مدراس الهندية طمأن أهله على حالته عبر السفارة إضافة إلى أعداد ليست بقليلة من الهنود التي مازالت تتواصل للسؤال عن أقاربهم.
في حين لم تصل إلى القوائم الماليزية أية أسماء بحرينية حتى الآن على رغم أن عدداً من الأهالي اتصل للسؤال عن أحوال بعض أقاربهم ممن يقضون إجازة الأعياد بحسب ما أفاد به متحدث باسم السفارة الماليزية في المنامة.
وقد حصلت «الوسط» على القائمة التايلندية التي ضمت أسماء بحرينية جديدة إضافة إلى الأسماء الأخرى والموجودين في جزيرة «بوكت»:
1) اعتدال الطواش
2) أحمد شريف وزوجته وابنيه (لم يتسن الحصول على أسمائهم)
3) محمد عبدالله الرشدان
4) دعيج جاسم بوصفر
5) محمد علي الحايكي
6) عادل بوخوة
7) زهيرة علي عجاوي
8) فارس عادل بوخوة
9) ملك عادل بوخوة
10) رمضان عيسى الحساني
11) عبدالهادي حبيب موسى
12) محمد مصطفى السيد
13) يوسف صلاح محمد وزوجته (لم يتسن الحصول على اسمها)
14) مرتضى عباس حاجي
15) نبيل يوسف عبدالله
16) أسامة بحر
17) هبة إبراهيم
18) إبراهيم أسامة بحر
19) عبدالكريم العنزور
20) رنا ناجي خلف
21) يوسف عبدالكريم العنزور
22) حسن عبدالرحمن
العدد 845 - الثلثاء 28 ديسمبر 2004م الموافق 16 ذي القعدة 1425هـ