أعلن الأمين العام للمجلس العام للبنوك والمؤسسات الإسلامية عزالدين خوجة ان إجراءات تأسيس مصرف إسلامي عالمي يبلغ رأس ماله المدفوع نحو ملياري دولار سيتم الانتهاء منها في نهاية النصف الأول من العام المقبل ومن المتوقع أن يبدأ نشاطه قبل نهاية العام 2005.
وقال خوجة في حديث مع «الوسط» أن المجلس العام انتهى من دراسة الجدوى الاقتصادية لتأسيس «البنك الإسلامي الدولي» وهو الأول من نوعه في العالم «والحمد لله كانت الدراسة مبشرة ومشجعة والمؤشرات أكدت الحاجة المهمة إلى تأسيس مثل هذا المصرف الذي سيسد ثغرة كبيرة في الصناعة المالية الإسلامية».
وأضاف يقول إن المصرف سيساهم كذلك «بشكل فعال في الاستثمار في السوق الأولية وكذلك لعب دور أساسي كصانع للسوق الثانوي» في الدول الإسلامية. كما سيكون له دور بارز في إدارة السيولة بين المؤسسات المالية الإسلامية.
وعلى رغم انتشار المصارف والمؤسسات المالية الإسلامية في المنطقة إلا أنها تفتقر إلى عنصر رئيسي وهو قوة رأس المال ما يحد من قدرتها على منافسة المصارف التقليدية في الأسواق العالمية خصوصاً في ظل الاندماجات التي حدثت بين بعض المصارف لتكوين قاعدة رأس مالية تكون قادرة على مواكبة التطور في سوق التمويل الدولية.
ويقول مصرفيون إن المصارف والمؤسسات الإسلامية تواجهها بعض التحديات من ضمنها عدم استثمار السيولة التي لديها خصوصاً قصيرة الأجل وقلة أدوات الاستثمار. كما أن عدم وجود سوق مالية إسلامية لرأس المال يضع عقبات أمام المصارف والمؤسسات المالية لا توجد أمام المصارف التقليدية التي تستطيع استثمار أموالها في أدوات مالية موجودة في الأسواق.
وتعمل المصارف والمؤسسات الإسلامية طبقا للشريعة الإسلامية التي تحرم الفائدة باعتبارها ربا بينما الفائدة هي أساس النظام المصرفي الغربي الذي تسير عليه المصارف التقليدية.
ويعمل في البحرين وحدها نحو 26 مصرفاً ومؤسسة مالية إسلامية تبلغ الموجودات فيها نحو 10 مليارات دولار إلى جانب 23 مصرفا تجاريا و53 وحدة مصرفية خارجية.
وقال خوجة «بنهاية النصف الأول من العام 2005 لابد أن تستكمل إجراءات تأسيس المصرف ومن المتوقع أن يبدأ نشاطه قبل نهاية العام المقبل».
وأضاف يقول «في الفترة المقبلة سيتم الاتصال بمختلف الجهات ذات العلاقة وسيعرض المشروع على مختلف الدول الإسلامية». ومضى يقول «من المتوقع حدوث ذلك في شهر يناير/ كانون الثاني».
ورد على سؤال بشأن رأس المال المدفوع للمصرف المقترح فقال خوجة: «المبلغ المستهدف هو مليارا دولار» وأن المجلس سيبدأ التحرك في الأسابيع القليلة المقبلة لاستقطاب المساهمين الذين سيكون لهم دور فعال.
وتطرق خوجة إلى البنك الإسلامي للتنمية ومقره جدة فقال إن «المصرف يعتبر الأب الروحي للصناعة المصرفية الإسلامية وهناك دعم كامل من البنك الإسلامي (للمصرف الجديد) وله دور أساسي في إنشاء المؤسسات الإسلامية السابقة الداعمة للعمل المصرفي الإسلامي مثل المجلس العام للمصارف الإسلامية».
وأضاف يقول هناك مصارف ومؤسسات مالية أبدت رغبتها في المشاركة في تأسيس البنك الإسلامي الدولي «وسيتم الكشف عنها في حينه».
ويقول مصرفيون إن المصرف الدولي المقترح والذي سيكون مقره البحرين سيساعد الدول الإسلامية على تمويل تجارتها مع شركائها الأوروبيين الرئيسيين وكذلك الولايات المتحدة الأميركية.
وتنتشر أكثر من 270 مؤسسة مالية إسلامية في العالم تخدم أكثر من 1,2 مليار مسلم ويقول مصرفيون إن الصيرفة الإسلامية تنمو بنحو 10 إلى 15 في المئة سنويا خصوصاً في المنطقة العربية.
وكان المجلس العام للبنوك الإسلامية قد أعلن في وقت سابق من الشهر الجاري إن النمو استمر في السنوات الخمس الماضية وبلغ متوسطه 24 في المئة في وقت زاد فيه حجم القاعدة الرأس مالية للمصارف والمؤسسات المالية الإسلامية إلى 3,4 مليارات دولار في نهاية العام 2003.
كما صعدت الأصول إلى 49,5 مليار دولار في نهاية العام 2003 مقابل 22,5 مليار دولار قبل خمس سنوات
العدد 845 - الثلثاء 28 ديسمبر 2004م الموافق 16 ذي القعدة 1425هـ