هزت موجة أسوأ زلزال يشهده العالم منذ أكثر من أربعين عاما، والتي اجتاحت مناطق واسعة من جنوب شرق آسيا أمس، وأدت إلى وفاة نحو 16 ألف شخص. هزت معها مجتمع المال والأعمال وضربت السياحة التي تعتمد عليها الدول التي ضربتها الزلازل اعتمادأ كبيراً في دخولها الوطنية.
ومع انخراط رجال الدفاع المدني في عمليات إنقاذ الضحايا هبطت على الفور أسعار الأسهم والعملات الآسيوية أمس ولمس الين الياباني أدنى مستوى في 18 شهرا أمام اليورو متراجعا مع باقي العملات الآسيوية الأخرى بينما يسعى المتعاملون لتقييم الآثار الاقتصادية المترتبة على الكارثة.
وفي السياق هبطت أسهم الشركات العاملة في مجالات صناعة السفر والسياحة في الوقت الذي تحصي فيه المنطقة خسائرها من أمواج المد التي دمرت مناطق من سريلانكا وجنوب شرق الهند وتايلاند واندونيسيا وماليزيا.
وذكرت وكالات الأنباء أن الأسهم التايلاندية انخفضت 1,5 في المئة لتقود الأسهم الخاسرة في آسيا متأثرة بهبوط سهم الخطوط الجوية التايلاندية 3,5 في المئة. وفقد سهم الخطوط السنغافورية 1,7 في المئة من قيمته بينما هبط سهم شركة الطيران الاقتصادي الماليزية «اير اسيا بي.اتش. دي» 2,3 في المئة وسط توقعات بأن الدمار سيؤثر على حركة السفر في المنطقة.
ويرى محللون أن مملكة تايلاند - التي فقدت أسرتها المالكة أحد أحفاد الملك - هي الأشد تضررا. إذ ضربت الكارثة قلب صناعة السياحة هناك في بلد تمثل السياحة ما بين 5 و6 في المئة من النشاط الاقتصادي لها. ومع تهاوى البنايات والمنازل تهاوي المؤشر القياسي لبورصة الأسهم في تايلاند 14 في المئة ليصبح على قدم المساواة مع الصين كأسوأ بورصات المنطقة أداء. في حين تراجع مؤشر نيكي للأسهم اليابانية 0,03 في المئة كما انخفض مؤشر «ام. اس. سي. اي» الواسع النطاق لأسهم دول آسيا المطلة على المحيط الهادي باستثناء اليابان 0,2 في المئة بعد أن بلغ أعلى مستوى في خمس سنوات تقريبا عند بدء التعامل. وانخفضت الأسهم في بورصة سنغافورة 4ر0 في المئة وفي بورصة كوريا الجنوبية 0,3 في المئة وفي تايوان 0,6 في المئة وفي ماليزيا 0,5 في المئة. غير أن الأسهم استقرت في اندونيسيا دون تغيير.
وعلى رغم أن أمواج المد لم تصب اليابان ولا كوريا الجنوبية ولا تايوان فقد شاع القلق بين المستثمرين هناك بشأن حجم الكارثة.
وتتابعت هزات الزلازل لتضرب مجتمع المال والأعمال والتجارة بعد أن ضربت وبعنف البنيات والمنازل لتعمق من جراح الاقتصاد الآسيوي الذي بدأ يسترد القليل من عافيته خلال العام الجاري
العدد 844 - الإثنين 27 ديسمبر 2004م الموافق 15 ذي القعدة 1425هـ