لا نبالغ اذا ما قلنا ان قطاع السياحة هو القطاع الذي يبيض ذهباً كل صباح وكل نهار وكل ليل... منجم آخر من مناجم الذهب والفضة والالماس، يدر مالاً، ينتج فرص عمل كبرى. هذا الشريان الذهبي اذا لم يطور بالاسلوب العلمي والوطني والاخلاقي قد يتراجع الى الخلف فتكون عائداته صغيرة قياسا بالماضي. واليوم نتكلم عن الجانب الخلقي ومدى ضعف ادارة السياحة. لكي نفتح هذه المغارة المكتنزة بالمال لا نحتاج لا إلى علاء الدين ولا المصباح السحري ولا علي بابا والاربعين صديقاً... كل ما في المسألة... اقرأ المرسوم واقرأ التعميمات الادارية واللوائح الداخلية لهذا القطاع ومن ثم افرك عينيك كل صباح وكل نهار وكل ليل وتتبع المعلومات... اقرأ الوثائق، اقرأ ملابسات الظروف ستقترب من معرفة الحقيقة. أتعجّب كثيرا من غياب الوزارة عن الممارسات التي تحدث واحيانا تقول: هي لا تعلم او تنفي صحة ما حدث. كلنا يطمح في بحرين جميلة تحفظ السياحة وتشجع المستثمرين وهذا ما نطالب به. هل تذكرون قصة المثليين التي كتبت عنها صحيفة «الوسط» في حينها؟ لقد اقيمت الدنيا ولم تقعد ووزير الاعلام نفى صحة الخبر الذي طرحته «الوسط». الآن سأطرح بين ايديكم وثيقة تثبت الأمر. وزارة الداخلية كانت يقظة لمثل هذه القضايا وقامت بمسئوليتها إذ اخبرت الوزارة بالحفلة قبل ان تحدث ليتخذوا اجراءً ولكن على رغم ذلك وزارة الإعلام لم تقم بأي موقف بل راحت تنفي ما طرحته «الوسط» على رغم علمها بالحفلة قبل ان تقام وبعد ان اقيمت. الرسالة مبتعثة من قبل المدير العام في وزارة الداخلية.
الوثيقة:
الرقم: ود/أع/ت م ج/ 38.
التاريخ:2/7/2003.
تنص الرسالة بالآتي: «السيد الفاضل... بوزارة الاعلام، الموضوع: حفل الجنس الثالث بفندق (...) اود ان اعلمكم انه بتاريخ 11/6/ 2003 وردت معلومات إلى قسم حماية الآداب العامة تفيد بأن حفلا مزمع اقامته بقاعة (...) بفندق (...) مساء اليوم الخميس الموافق 12/6/2003 ويخصص لما يسمى بالجنس الثالث، وعليه فقد تم اجراء التحريات عن هذه المعلومات والتي اكدت صحتها وعلى الفور تم الاتصال بمدير إدارة المرافق السياحية في وزارة الاعلام وابلاغه بهذه المعلومات والذي افاد بأن إدارة السياحة لا تصرح بمثل هذه الحفلات وانه سيراقب هذا الحفل بواسطة مفتشي إدارة السياحة وفي حال التأكد من وقوع مخالفات سيتخذ الاجراءات المتبعة في هذا الشأن.
وفي حوالي الساعة العاشرة من مساء يوم الخميس الموافق 12/6/2003 الموعد المحدد لاقامة الحفل - والكلام مازال للمدير العام في وزارة الداخلية - شوهد حضور مجموعة من الشباب والرجال البحرينيين وغيرهم من جنسيات دول مجلس التعاون (قطريين - سعوديين - كويتيين) من المتشبهين بالنساء ويضعون المساحيق النسائية على وجوههم، كما حضرت مجموعة أخرى من الرجال والنساء البحرينيين والمغاربة والسعوديين بقصد مشاهدة الحفل، إذ كان رسم الدخول يتراوح ما بين 20 و30 ديناراً بحرينياً للفرد، وبدأ الحفل وتتضمن فقراته قيام مجموعة من الاشخاص الذين يطلق عليهم الجنس الثالث بالرقص مع مجموعة اخرى من الاشخاص الحضور على انغام فرقة فنية مكونة من مطرب يعزف العود وعازف اورج واشخاص يحملون الدفوف ولم تحدث ثمة مخالفات منافية للآداب العامة وكان التنقيط بالنقود يوضع في الدف واستمر الحفل حتى الساعة الرابعة والنصف من فجر يوم الجمعة الموافق 13/6/2003.
واستمراراً للتحريات وجمع المعلومات بشأن هذا الحفل تبين أن ادارة الفندق (المذكور) كانت على علم مسبق بهذا الحفل ونوعه، ارسل هذا الكتاب إلى سيادتكم للتفضل بالاطلاع واتخاذ ما ترونه مناسبا وإعلامنا بالنتيجة». انتهى نص الرسالة التي بعثها المدير العام في وزارة الداخلية. الادارة العامة للتحقيقات والمباحث الجنائية.
السؤال: أين هو الوزير من هذه الرسالة؟ لماذا تم الحفل على رغم علم الوزارة بالإخطار الذي ارسلته وزارة الداخلية؟ اين المفتشون؟ ولماذا نفى الوزير في حينها صحة ما ذكرته «الوسط» وهذه الوثيقة تثبت علم الوزارة وكذلك صحة خبر إقامة الحفل علماً أن الداخلية اتصلت بإدارة السياحة؟
إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"العدد 844 - الإثنين 27 ديسمبر 2004م الموافق 15 ذي القعدة 1425هـ