هناك مساع وتوجهات من أجل التشجير ومن أجل حماية بيئتنا... لكن في الوقت نفسه نجد أن هناك مساعي تمقت هذه الجهود التي سرعان ما تقلع هذه الاشجار من دون أدنى مسئولية لتحط محلها اسلحة الخرسانة المسلحة.
مناسبة الحديث هو تلك الحملة التي أطلقتها شركة المنيوم البحرين(ألبا) الجمعة الماضي وبكلفة أربعة آلاف دينار... هي حملة مشكورة وبادرة طيبة، لكن نأمل ألا تلقى أشجارهم إلى مصير مقهور وتذهب جهود الحملة في مهب الريح بعد بضع سنوات.
قد تحمل هذه الحملات رمزية رائعة للتوعية البيئية التي نحتاجها فعلاً، لكننا نعتقد اننا نحتاج الى مبالغ اكبر حتى ننقذ ما يمكن انقاذه،لأن بيئتنا بحاجة لذلك، فمن دون الوعي والمال وقوى ضاغطة من المجتمع حتما سنلقى الأمراض والموت البطيء لسوء التخطيط وخصوصا ان أهل البحرين والمقيمين يكتظون في مساحات صغيرة من جزيرتنا الكبيرة.
وبما ان جزرنا الكثيرة والمتناثرة هنا وهناك التي لا نعرفها إلا من خلال الرسم الجغرافي لاتزال غير مأهولة، فقد تدفع الظروف يوماً بما لا تشتهي النفوس بتوافد البحرينيين عليها من دون رحمة ان أصبحوا محاطين بجدران الاسمنت ولافتات الأملاك الخاصة وبحر تفوح منه آهات السمك والروبيان من موت متعمد، الى أراض تخلو من أية نخلة بحرينية تعزز موقعها وهويتها.
كل يوم نكتب... وكل يوم تسد الآذان عن سماع مطالب بالحق في العيش في بيئة خضراء وجميلة... لماذا نحرم من ذلك؟ ولماذا لا نستكشف جزرنا؟
لن تكفي حملات التشجير، ولن تكفي حملات التنظيف، مادام البعض لايزال يسد آذانه من دون وعي أو اهتمام
إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"العدد 844 - الإثنين 27 ديسمبر 2004م الموافق 15 ذي القعدة 1425هـ