العدد 843 - الأحد 26 ديسمبر 2004م الموافق 14 ذي القعدة 1425هـ

جسر الشيخ خليفة وتساؤل عن الإنجازات

عبيدلي العبيدلي Ubaydli.Alubaydli [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

في الاحتفال الذي أقامته وزارة الأشغال والإسكان بمناسبة افتتاح جسر الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة ضمن احتفالات البلاد بالعيد الوطني وعيد الجلوس، ألقى وزير الأشغال والإسكان كلمة قال فيها «إن هذا يشكل نقلة نوعية مميزة للطرق الاستراتيجية لخدمة مملكتنا الحبيبة».

وأضاف الوزير قائلا «إن هذا الجسر تم إنجازه قبل الموعد المقرر له وبموازنة مالية أقل من تلك المرصودة له بواقع ستة ملايين ونصف المليون دينار لتصل كلفته الاجمالية الى أربعين مليون دينار».

وأشار إلى «ان الوزارة قامت بوضع خطة استراتيجية لتطوير شبكة الطرق في المملكة للعشرين سنة المقبلة حتى العام 2021 التي تتضمن خطة فورية لتنفيذ مشروعات التقاطعات الرئيسية المزدحمة حاليا بانشاء جسور علوية وأنفاق لتواكب متطلبات الحركة المرورية الحالية والمستقبلية».

يحضرنا عند قراءة خطاب الوزير تساؤلان: الأول هو كيف تم الإنجاز في وقت أقصر وبكلفة أقل؟ فنحن هنا امام احتمالين لا ثالث لهما، انه تم ذلك على حساب النوعية وهو أمر على ثقة مطلقة أنه من الأمور التي لا يقبل بها الوزير أو ان التقديرات الأولى التي تمت بموجبها الموافقة على الموازنة والوقت لم تكن خضعت للقوانين والأنظمة المطلوب تطبيقها عند إرساء مناقصة بهذا الحجم. وبالطبع ليس هناك من بوسعه ومن حقه الإجابة على هذا السؤال أفضل من الوزير نفسه.

أعتقد أننا في مرحلة شفافة تبيح لنا أن نضع مثل هذا التساؤل أمام الوزير لعل إجابته تضع حدا لأية تفسيرات أخرى، غير تلك التي اوردها.

في السياق ذاته نامل ان يسهم هذا الجسر كما أشار الوزير في كلمته إلى تسهيل حركة المرور وانسيابها وألا يؤدي إلى استحداث حالة اختناق مرورية أخرى عند طرفيه من جراء حركة المرور التي سيستحدثها. فمن المتوقع ان يشهد الجسر نظرا للحاجة إلى قناة اتصال بين جزيرتي المحرق والمنامة كثافة مرورية عالية من شأنها ان تخلق تلك الاختناقات عند نهايتيه.

أما التساؤل الثاني فهو طالما أن الوزارة نجحت مشكورة في تحقيق مثل هذين الإنجازين (تقصير الوقت وخفض الكلفة في آن)، لماذا لا تضع يدها على مشروعات بناء الطرق الأخرى التي تجاوز إنجازها الوقت المتفق عليه عند إرساء المناقصة. بل أن عشمنا في الوزير يتجاوز هذه المرة السؤال ليصل إلى المناشده كي يسارع لوضع حد لمعاناة المواطنين من اختناقات السير في شوارع استراتيجية مهمة من بينها الاختناق المتكرر أكثر من مرة يوميا عند الإشارة الضوئية على شارع الشيخ عيسى عند إشارة تقاطعه مع شارع الخدمات في توبلي. وما يحدث ليس أكثر من نموذج لاختناقات مرورية تتكرر مشاهدها في الكثير من الطرق الرئسية في المملكة والتي لا يجد المواطن أي تبرير منطقي لها

إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"

العدد 843 - الأحد 26 ديسمبر 2004م الموافق 14 ذي القعدة 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً