اليوم يتوجه مواطنو أوكرانيا إلى صناديق الاقتراع في الجولة الثانية المعادة للانتخابات الرئاسية للاختيار بين ممثل الحكومة والمدعوم من روسيا رئيس الوزراء الحالي فيكتور يوكوفيتش وزعيم المعارضة فيكتور يوتشينكو، فيما يتبارى المتنافسان على ساحة مصارعة لأجل كسب مزيد من الأصوات التي تصب في صالحهما وخصوصاً في الجانب الشرقي لكييف الذي يدعم يوكوفيتش في حين تمثل الجهة الغربية التي تتخذ من اللون البرتقالي شعاراً درعاً ليوتشينكو الذي اتهم الاستخبارات بدس سم الديوكسين له في أحد الأطعمة الأمر الذي أكده أطباء كانوا عاينوا في مستشفى في العاصمة النمسوية فيينا.
قبل فترة الإعادة شاب كييف تظاهرات عارمة نادى بها زعيم المعارضة لرفض فوز يوكوفيتش رئيساً للبلاد خلفاً للرئيس المنتهية ولايته ليونيد كوتشما واجبرت التظاهرات المحكمة العليا على رفض النتيجة، في وقت أعربت موسكو على لسان رئيسها فلاديمير بوتين عن مخاوفها من مسعى أميركا من بسط هيمنتها وفرض عزلة دولية بين روسيا الأم وجمهورياتها السابقة على خلفية «أزمة جورجيا» وما أسفرت عنه الثورة الوردية التي تزعمها ميخائيل سكاشفيلي وأجبرت حينها الرئيس المخلوع ادوارد شيفارنادزه تحت ضغط المعارضة الديمقراطية إلى التخلي عن السلطة، وتنصيب سكاشفيلي رئيساً جديداً لجورجيا.
ويمثل تحذير بوتين من «ثورات حمراء أو زرقاء» يمكن أن تدفع منطقة الاتحاد السوفياتي السابق في نزاعات «على الطريقة اليوغوسلافية» مخاوف جدية من انقلاب معادلة أوروبا الحديثة وما تفرضه هيمنة القطب الواحد حينما يقر الطرف الآخر بالهزيمة وان كانت مبطنة.
إذاً... اليوم هو لحظة حاسمة في تاريخ أوروبا عامة وأوكرانيا وخصوصاً بين الخصمين في مسعى للفوز بكرسي الرئاسة أمام ترقب دولي يلاحظ التداعيات على العلاقات الروسية - الأميركية في بلورة سياسات مقبلة تؤثر على هيكل خريطة «أوروبا الحديثة»... وفي المقابل تصنيف وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد «أوروبا القديمة» على من وقف في صف الضد لحرب العراق... ونبوءة بوتين من سياسة خطة الانعزال
إقرأ أيضا لـ "أنور الحايكي"العدد 842 - السبت 25 ديسمبر 2004م الموافق 13 ذي القعدة 1425هـ