حزمت سورية أمس الأول أمرها بشأن السلام الكامل، فبدأت استعدادها لاستقبال «ضيوف السلام»، إذ أخذت بإعداد «فاكهة مائدة السلام» - طبقاً لكرم الضيافة العربية - فدمشق ليست أقل من شقيقاتها في تقديم «فاكهة حلوة المذاق». فمصر قدمت الجاسوس الإسرائيلي مقبلاً تمهيدياً للطبق الرئيسي «الكويز»، فيما وافق الأردن على تعديل البروتوكول التجاري الأردني- الإسرائيلي بهدف تلبية متطلبات الاتحاد الأوروبي تمهيداً لاتفاق التجارة الحرة بين تل أبيب وعمان. أما سورية فقدمت «التفاح» مقابل عملية السلام.
فيما كشفت المصادر المطلعة أن المرشح الديمقراطي السابق للرئاسة الأميركية السيناتور جون كيري سيقوم في وقت لاحق بزيارة لدمشق يلتقي خلالها مسئولين سوريين لإزاحة الغيوم عن سماء العلاقات السورية - الأميركية، أعلنت مديرة إدارة الإعلام الخارجي في وزارة الخارجية السورية بشرى كنفاني أن «دمشق وافقت عبر مكتب الممثل المقيم للأمم المتحدة في دمشق، على وصول 15 ألف طن من التفاح من منطقة الجولان المحتلة إلى الأراضي السورية مشترطة أن يصل عبر نقط الحدود السورية - الأردنية، غير أن (إسرائيل) رفضت هذا الشرط، كما لم تستجب لسبب أو لآخر لاقتراح سورية على الأردن الذي يستورد عادة التفاح من دمشق، أن يشتري تفاح المزارعين السوريين في الجولان ويحسم الكمية التي يشتريها منهم من مشترياته من سورية».
هدية مصر والأردن قبلت ووقعت «الكويز» والحمد لله، أما سورية فلم تقبل هديتها، ترى لماذا رفضت «الفاكهة»؟ أَ خشي «ضيوف السلام» أن تغلب حموضة التفاح الأخضر السوري على حلاوته، أم كانوا يتوقعون مقبلا غراماته تقاس بالعملة الذهبية؟
إقرأ أيضا لـ "ايمان عباس"العدد 841 - الجمعة 24 ديسمبر 2004م الموافق 12 ذي القعدة 1425هـ