قبل أشهر خلت تطرقت إلى وزارة الاعلام وخصوصا في شقها السياحي وكذلك الاعلامي، حملت مصباحاً وسرت في أروقة القطاع السياحي بحثاً عن الحقيقة وكنت أحمل الحلم الذي طالما راود البحرينيين الاصلاحيين ممن راحوا يبحثون عن سياحة تحمل بعداً وطنياً وأخلاقياً وكذلك اقتصادياً، فالحفاظ على السياحة حفاظ على اقتصاد البحرين، لأن السياحة تعتبر مورداً مهماً من موارد البحرين الاقتصادية، ولكن يبقى السؤال: كيف نحافظ على السياحة من دون أن نهرّب المستثمرين؟ كيف نصوغ القانون السياحي الذي غاب منذ سنين؟ وما المعايير التي يجب تطبيقها على القطاع الفندقي والمطاعم السياحية... الخ؟.
طرقت الباب قبل أشهر وفتحته فتفاجأت بقضايا وتجاوزات وما بينها استقرت أقوال وهموم مفعمة بشكاوى، بعضها يتعلق بمسائل ترتبط بابتزاز هنا وابتزاز هناك. وفنادق تشكو عدم الانصاف وأخرى وصلت قضيتها إلى المحاكم بدعوى استخدام سلاح الرشوة ثم تبين أن من قام بالشكاية لم يمتلك دليلاً ثم تراجعت الشكوى... واذا بالسحر ينقلب والساحر يبحث عنه وهكذا تداخلت الأمور.
أما بالنسبة الى الشقق المفروشة فهل هي الأخرى تتحرك وفق المعايير؟ وما عددها؟ وسؤال آخر: هل الوزارة تمتلك استراتيجية واضحة عن القطاع السياحي؟ واذا كانت، أين هي؟ وهل هنالك من يشجع السياحة النظيفة؟ هل هناك من يدفع باتجاه سياحة المؤتمرات والسياحة العائلية واقامة برامج سياحية عبر جولات سياحية لمعالم البحرين؟ ولأن فورمولا 1 على الابواب هل ستكون هناك حركة تصحيحية لأخطاء العام الماضي؟
كثير من الأسئلة والاستفهامات طرقت بها ابواب السياحة قبل أشهر سمعت اجابات هنا واجابات هناك. وتوقفت طيلة هذه الفترة بحثاً عن الحقيقة لأن الهدف هو التصحيح وتحري الدقة ليكون التصحيح مبنيا على معلومات دقيقة وإن طالت المدة، الآن دخلت النيابة العامة على الخط وسارت الأمور باتجاهات أخرى، واذا ثبتت صحة أداء المنحى الجديد ستسير الأمور الى مواقع أخرى وستنهار نظرية «عدم التزوير» وبالتالي انهيار غالبية التقارير التي رفعت وسيكون وزير الاعلام في حال لا يحسد عليها وخصوصا أن الوزارة تلقت شكوى من مسئول رفيع المستوى (مستثمر في قطاع السياحة) أوصل للوزارة رسالة شكوى مؤثرة ومثيرة وهذا المستثمر كان يمتلك علاقة وطيدة وتاريخية مع المسئولين فإذا صحت شكواه ودقة المعلومات التي طرحها في الرسالة المذيلة باسمه ستكون بمثابة الشرارة التي تفتح باب السياحة على مصراعيه وستكون تماماً كموقف للمسئول الذي صرح بالإفلاس الاكتواري في التأمينات والتقاعد تحت قبة البرلمان ففتح بابا واسعا في قضية التأمينات والتقاعد.
قطاع السياحة قطاع مهم يجب أن يطور ويدعم بما يتناسب مع آفاق البلاد الاقتصادية والدينية، ويتناسب مع المعايير الخلقية. أعلم أني مازلت اتحدث في العموميات والناس والمسئولون يبحثون عن لغة الحقائق والارقام والوثائق وهذا ما أحرص عليه وسأقوم به في الأيام المقبلة.
هل السياحة فعلا كانت بمثابة مصباح علاءالدين السحري الذي يجلب المال وكل شيء؟ وهل يوجد فعلا فيها ملائكة وعفاريت؟ ومن هو «السندباد» الذي كان يبحث عن اللؤلؤة؟ تلك قضايا سنتحدث عنها لاحقا مع قهوة كل صباح
إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"العدد 841 - الجمعة 24 ديسمبر 2004م الموافق 12 ذي القعدة 1425هـ