مرة أخرى ينوي سجناء جو المركزي القيام بإضراب جديد، ليضاف إلى سلسلة إضراباتهم المتعاقبة، مرة أخرى تلوح ذكريات إضرابهم الشهير في اغسطس/ آب العام الماضي، مرة أخرى تُطرح المطالب ذاتها، واللهجة ذاتها، مع تغير بسيط في أساليب الإضراب.
يقوم اليوم سجناء جو، قسم رقم (1) بالاضراب، وعُرف هذا القسم بالتحديد بحاله السيئ، إذ كان مخصصا للمعتقلين السياسيين في حوادث التسعينات، وبات ذلك القسم خاليا بعد الانفراج السياسي، إلى ان نقلت فيه العناصر النشطة والمحرضة على الاضرابات المتتالية التي مر بها السجن.
تلخصت مطالب السجناء العام الماضي وفي هذا العام على «إعادة النظر في الأحكام التعسفية والغيابية - على حد تعبيرهم - والسماح للجهات الحقوقية بزيارة السجن، للاطلاع على أوضاعهم، وتوفير التعليم والتثقيف، وتوفير المرشدين الاجتماعيين والنفسيين، ووقف التعذيب النفسي والجسدي، وفصل المرضى عن الاصحاء، وفصل الفئات العمرية عن بعضها بعضاً، والفصل ما بين أصحاب القضايا المختلفة».
ما يدعو للاستغراب أن بعض السجناء ابدى رضاه عن تحسن اوضاعهم في السجن، بعد قدوم الوزير الجديد، ومع ذلك فأنباء الاضرابات لابد ان تتسرب من فترة لأخرى!. وذلك يُشكك في حجم الاصلاح داخل السجن، فلماذا يجبر السجناء أنفسهم على الاضراب والدخول في مشادات ومصادمات مع إدارة السجن، مادام كل شيء على ما يرام وعلى أكمل وجه؟!
طالبت الجمعيات الحقوقية منذ العام الماضي بزيارة السجن (جو تحديداً)، للاطلاع على أحوالهم، بل عقدت صفقة العام الماضي ما بين الداخلية والنواب والجمعيات الحقوقية على أن تقنع الجمعيات والنواب السجناء بفك الاضراب (الذي دام 14 يوما) بشرط السماح لهم بدخول السجن، ففك الاضراب ولم تر الجمعيات الحقوقية رائحة السجن حتى!
الجمعيات الحقوقية خمدت ومازالت خامدة، ومازالت الصحافة تنقل التنبؤات من هنا وهناك، لعدم وجود المعلومات الدقيقة، فلا الداخلية قابلة بفك حصون سجونها للحقوقيين، ولا الحقوقيون قادرون على الضغط لفك تلك الحصون، والمُحصلة هي استمرار القلاقل والإضرابات! والاصرار على تحصين الحصون
العدد 841 - الجمعة 24 ديسمبر 2004م الموافق 12 ذي القعدة 1425هـ