أعلن وزير الخارجية السعودي، الأمير سعود الفيصل، أمس الأول في خطوة بدت مفاجئة، سحب السفير السعودي في ليبيا وطرد السفير الليبي في المملكة وذلك رداً على مؤامرة اغتيال ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي. وقررت السعودية الاكتفاء بهذا الإجراء تقديراً للشعب الليبي خصوصاً مع قرب موسم الحج، وحتى لا يكون هناك ما يعطل أو يسبب أي نوع من التعطيل للحجاج.
وفقاً للمعلومات التي أوردتها الفضائيات ووكالات الأنباء، فإن المؤامرة مضى عليها شهران منذ وقعت واعترف بالاشتراك فيها عبدالرحمن العمودي المعتقل حالياً في الولايات المتحدة الأميركية وبالتعاون مع معارضين سعوديين في لندن وليبيا.
فيبدو أن حكومة المملكة العربية السعودية قامت خلال هذه الفترة بإجراءات التحقيق في القضية للوصول إلى قرار فيها، غير أنه لم تظهر على السطح أية إشارات تدل على هذه التحقيقات تجعل الموضوع بالنسبة إلى المتابع يبدو طبيعياً وأنه يتحرك في مساره الطبيعي، فهل هذا ما حدث أم أن هناك أسباباً أخرى أدت إلى اتخاذ هذا الإجراء الآن؟
والنقطة الأخرى الملفتة هي، إذا كان الموضوع يتعلق بأمر خطير وصفه الفيصل بـ «البشع» وهو محاولة اغتيال ولي العهد، فلماذا يكون الإجراء ضد ليبيا مخففاً لهذه الدرجة؟ ألا يفترض أن تأخذ القضية حجماً أكبر وأبعاداً أكثر؟ التسامح أمر رائع، ولكن أمراً كهذا يحتاج حزماً مما ظهر
إقرأ أيضا لـ "خليل الأسود"العدد 840 - الخميس 23 ديسمبر 2004م الموافق 11 ذي القعدة 1425هـ