الحجاج لن يشاهدوا الجمرات «الأسطوانية»، كما كانت عليه في الأعوام السابقة، بل جداراً سميكاً بعرض قدره 22 متراً، وبارتفاع يصل إلى 25 متراً بحيث تصبح الجمرة الحقيقية مخفية وسط هذا الجدار المجوف وربما لن يتمكن الحاج من رؤيتها كما ذكر شهود عيان استطاعوا مشاهدة الجمرات الثلاث. وبحسب إدارة حملة «لبيك» التي استطاعت التقاط بعض الصور للجمرات الجديدة، استبدلت الجمرات الثلاث لتصبح كل واحدة منها جدارا مجوفا بعد أن كانت اسطوانة. الهدف الذي أعلن عنه المسئولون السعوديون هو القضاء على الازدحام حول الجمرات الثلاث، الذي عادة ما يتسبب في تدافع يسقط ضحيته عشرات من الحجاج في كل عام تقريباً.

الشغل الشاغل لحجاج البحرين هذا العام هو الكيفية التي سيرمون بها «الشيطان الجديد»، والفتاوى التي تبين الموقف الشرعي لأداء هذا الركن الأساسي في الحج، وبذلك بدأت الاستفسارات ترسل إلى الفقهاء ومن بينهم كان السيدعلي السيستاني الذي قال: «إذا كان جزء من الجدار المستحدث يقع في مكان العمود السابق فلابد من رمي ذلك الجزء مع تيسر تشخيصه» ورأت هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية جواز الرمي على الكيفية الجديدة، وذلك تيسيراً للحجاج.

البحرينيون يتساءلون عن كيفية «الرمي» هذا العام

تغيير الجمرات من عمود إلى جدار عرضه 22 متراً

الوسط - عقيل ميرزا

يبدو أن الحظ لن يحالف حجاج بيت الله الحرام ليرموا الشيطان الذي رماه آباؤهم وأجدادهم، وسيرمون شيطاناً جديداً تختلف صورته عن الشيطان السابق اختلافا جذرياً، لأنهم لن يروا الجمرات «الأسطوانية» كما كانت عليه في الأعوام السابقة، بل سيرون بدل الجمرة الواحدة جداراً سميكاً بعرض قدره 22 متراً، وبارتفاع قدره يصل إلى 25 متراً بحيث تصبح الجمرة الحقيقية مخفية وسط هذا الجدار المجوف وبحيث لا يتمكن الحاج من رؤيتها، هذا بحسب شهود عيان استطاعوا مشاهدة الجمرات الثلاث ومنهم إدارة حملة «لبيك» التي استطاعت التقاط بعض الصور للجمرات الجديدة، وبذلك يتم استبدال الجمرات الثلاث لتصبح كل واحدة منها جداراً مجوفاً بعد أن كانت أسطوانة.

الهدف الذي أعلنه المسئولون السعوديون هو القضاء على الازدحام حول الجمرات الثلاث والذي عادة ما يتسبب في تدافع يروح ضحيته عدد من الحجاج في كل عام تقريباً، وبينوا أن التوسعة جاءت برخصة من هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية.

الشغل الشاغل لحجاج البحرين هذا العام هو الكيفية التي سيرمون بها الشيطان الجديد، والفتاوى التي تبين الموقف الشرعي لأداء هذا الركن الأساسي في الحج وبذلك بدأت الاستفسارات الفقهية تتجه إلى الفقهاء ومن بينهم السيدعلي السيستاني الذي قال «إذا كان جزء من الجدار المستحدث يقع في مكان العمود السابق فلابد من رمي ذلك الجزء مع تيسر تشخيصه ولو بالاستعانة بأهل الخبرة قبل أيام الرمي، وإن لم يتيسر التشخيص فالأحوط لزوماً رعاية الاحتياط بتكرار الرمي إلا ما يكون منه حرجياً أو ضرورياً.

رئيس بعثة الحج الشيخ عدنان القطان اعتبر أن ما حدث من تغيير في الجمرات هو «تسهيل على الحاج ويجب أن يؤخذ من هذا الباب وليس من باب آخر، وعلى الحجاج أن ييسروا على أنفسهم لأن في مسألة الحج سعة ومرونة وخصوصاً أن الحج لم يعد كالسابق، إذ كان الحجاج في بعض سنين الحج في زمن النبي (ص) لا يتعدون 100 حاج، أما الآن فتصل أعداد الحجاج إلى ثلاثة ملايين حاج، ولا يمكن أبداً الحج بالطريقة السابقة».

ونصح القطان الحجاج الذين يريدون الاستنان بسنة النبي في الرمي الذهاب إلى الجمرات قبيل المغرب أي بعد الذروة «لأن في الزوال زوال لهم».

ويأتي الدافع لتغيير الجمرات بحسب ما أكده المسئولون السعوديون مبنياً على ثلاثة عناصر هي «العدد الكبير للحجاج أنفسهم، والموقع المحصور الذي لا يمكن استبداله، والوقت المحدد للرمي».

وتقوم حملة «لبيك» بتدريب حجاجها على رمي الجمرات الجديدة من خلال عمل مجسم شبيه لها وقال صاحب حملة لبيك علي الكاظم «بعد هذا التغيير الذي سيري الحجاج شكلاً جديداً غير الذي رأوه سابقاً من المحتم علينا أن نشرح لحجاجنا هذا التغيير الذي قمنا بمعاينته منتصف الشهر الجاري وقمنا كذلك بتصويره حتى تسهل العملية لدى الحجاج».

وأضاف الكاظم «مازلنا ننتظر آراء مختلف العلماء بشأن هذه المسألة لتتمكن لجان الإرشاد في كل الحملات من توضيح المسألة إلى الحجاج، وقمنا بمخاطبة الحوزات العلمية في البحرين، لإعطائنا الرأي الشرعي من خلال مخاطبة الفقهاء».

وذكرت الجهات المسئولة في الصحافة السعودية أن مشروع تطوير الجمرات صمم على أحدث المستويات العالمية ويحتوي على ممرات واسعة وأنفاق وسلالم ومصاعد للعجزة والمقعدين ويستوعب في المرحلة الأولى ثلاثة ملايين رامٍ في اليوم وخمسة ملايين رامٍ في المرحلة الثانية.

يذكر أن الجسر الخاص بالجمرات الحالي يصل طوله إلى 600 متر ويمتد عرضه إلى 40 متراً من جميع الجهات وهو عبارة عن طابقين ويبدأ الدخول لجسر الجمرات من الجهة الشرقية من الجسر من جهة مخيمات الحجيج إذ توجد على الجسر ثلاثة أحواض تأخذ حالياً الشكل الدائري وتتراوح أقطارها ما بين 12 و15م تقريباً وتصل حالة الكثافة المتوسطة لعدد الراجمين إلى (114,000) شخص في الساعة الواحدة وطبقاً للمعلومات الموجودة لدى معهد خادم الحرمين الشريفين فإن أقصر وقت شرعي للرجم نحو خمس ساعات ونصف الساعة والطاقة الاستيعابية للجسر في الكثافة المتوسطة نحو 114,000 رامٍ في الساعة، والطاقة الاستيعابية للجسر في أعلى كثافة تصل إلى 627,000 رامٍ في الساعة، إذ يصل عدد الرامين في اليوم الذين يستوعبهم الجسر مليوناً ومئة ألف رامٍ، وبما أن نسبة الرامين أعلى الجسر تمثل 52 في المئة من إجمالي الرامين، فإن إجمالي الطاقة الاستيعابية لمنطقة الجمرات (الدور الأرضي والدور العلوي) تصل إلى 1,205,692 رامياً وإذا كان عدد الحجاج يزيد على مليوني حاج وبحسب إحصاءات المعهد و20 في المئة منهم يوكل غيره في الرمي نجد أن أعداد الحجاج القادرين على الرمي تزيد على الطاقة الاستيعابية لمنطقة الجمرات بأكثر من 20 في المئة تقريباً، وهذا يعطي مؤشراً بمستوى الزحام، ويؤكد الحاجة إلى حلول عاجلة، ولا يحيط بالجسر سوى شارعين ويستغلان في الحركة وحركة الاسعافات وسيارات الخدمات والمشاة ولا يخدمان الجسر بطريقة مناسبة