بعد هزيمتنا المرة أمام المنتخب العماني وخروجنا الحزين من الدور نصف النهائي دارت أحاديث خلال الأيام الماضية عن إقالة المدرب الكرواتي ستريشكو وكان مصدر هذه الأحاديث العاصمة القطرية الدوحة.
وبغض النظر عن الأخطاء التي ارتكبها المدرب خلال البطولة الخليجية والانتقادات الكثيرة التي وجهت له في الصحافة المحلية، فإن كل ذلك لا يبرر عملية إقالته ليس لأنه من أفضل المدربين الذين مروا على الكرة البحرينية فقط وإنما لحاجة المنتخب في الوقت الجاري إلى الاستقرار الفني، لأن أي مدرب آخر، يأتي في هذه المرحلة الحرجة لن يستطيع فعل شيء لأنه سيبدأ من الصفر بدل مواصلة البناء.
والإمكانات الفنية العالية التي يتمتع بها ستريشكو بشهادة مجموعة كبيرة من لاعبي المنتخب الذين تأقلموا معه خلال الفترة الماضية واستطاعوا إحراز المركز الثاني خليجياً في البطولة السابقة في الكويت وقدموا أروع المستويات إضافة إلى تحقيق المركز الرابع آسيوياً والتأهل إلى الدور الثاني من تصفيات كأس العالم وتحقيق أفضل ترتيب في التصنيف العالمي في تاريخ البحرين. كل ذلك لم يشفع لستريشكو بل طالب الكثير بإقالته ما يدل على النظرة العاطفية التي يتعامل بها الشارع الرياضي و«عقدة» الهزيمة التي يعيشها العقل العربي بحيث إنه يطالب دائما بسقوط أحد الرؤوس حتى يهدأ ويحقق توافقه النفسي. وبما أن المدرب هو الحلقة الأضعف بالمقارنة مع الجهاز الإداري واللاعبين ترى الجميع يطالب بالقصاص منه مع أول إخفاق وجعله شماعة لجميع الأخطاء.
وقبل أن نتخذ أي قرار يجب دراسته من جميع النواحي والمقارنة بين الإيجابيات التي سنجنيها من هذا القرار في مواجهة السلبيات التي سيخلفها. وفي هذا يجب أن نستفيد من تجارب الآخرين وخصوصا الدول القريبة منا، فالسعودية مثلا اعتمدت سياسة إقالة المدربين وتبديلهم مع كل هزيمة وكان نتاج ذلك في النهاية التدهور الكبير الذي تعيشه الكرة السعودية حاليا. أما المنتخب الذي هزمنا يوم الاثنين الماضي فإنه تعاقد مع المدرب التشيكي ماتشالا قبل ثلاث سنوات من أجل بناء فريق قوي ومنافس. وأمن اتحاد الكرة العماني للمدرب الاستقرار الكامل على رغم الإخفاقات التي حصلت في البداية، فالعمانيون لم ينافسوا على كأس البطولة الخليجية السابقة وفزنا عليهم في تلك الدورة. وخرج العمانيون من البطولة الآسيوية من الدور الأول وكذلك كان حالهم في تصفيات كأس العالم وكل ذلك لم يدفع الاتحاد العماني إلى إقالة المدرب وكان نتاج ذلك في النهاية منتخبا قويا وممتعا نال إعجاب الجميع.
ما نحتاجه في الوقت الجاري هو الاستقرار الفني والتعلم من الأخطاء بدل الانجرار وراء القرارات العاطفية التي قد نندم عليها في المستقبل. فالذين يتباكون على أيام سيدكا في الوقت الجاري كانوا أكبر المنتقدين له سابقاً وخصوصاً في التبديلات الكثيرة التي كان يجريها وكانوا من أكبر المطالبين بإقالته
إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"العدد 839 - الأربعاء 22 ديسمبر 2004م الموافق 10 ذي القعدة 1425هـ