أزهقت الأسبوع الجاري أرواح بريئة في كربلاء والنجف في هجوم نفذ بدم بارد على المواطنين العزل الذين «لا ناقة لهم ولا جمل» في صراع السلطة. وجاءت الهجمات بعد فترة ليست بالبعيدة من تهديد لزعيم «الجهاد والتوحيد» المتشدد أبومصعب الزرقاوي، يوحي بأن تنظيمه لن يستطيع أن يصل إلى مآربه إلا عبر زرع الفتنة بين الطوائف. وجاءت الهجمات أيضا بعد أيام من اتهامات وزير الدفاع حازم الشعلان بأن القوائم الشيعية للانتخابات (وهي قوائم الغالبية التي ذاقت الأمرين من قبل ومن بعد) هي قوائم إيرانية، مهددا بأنه وزمرته لن يسمحوا بأن تسيطر هذه القوائم على الأمور ومستقبل العراق!
وهناك طرف ثالث، يتمثل في استخبارات جهات أجنبية ودول الجوار، متهم بتحريك الاضطرابات، بالإضافة إلى عملاء الرئيس المخلوع صدام حسين، وحتى تشير أصابع الاتهام إلى «الموساد» الإسرائيلي بمساعدة «سي آي أيه».
لكن السؤال الذي يدور في مخيلة كل متابع للشأن العراقي، ما هو ذنب المواطن العادي في أن تهاجمه السيارات المفخخة؟ ويوجه السؤال إلى كل المتهمين، فأي «توحيد وأي جهاد» يتحدث عنه الزرقاوي وهو يوجه سلاحه إلى صدور مسلمين ينطقون بالشهادتين. ألم يقل الرسول (ص) «لايزال المسلم في سعة من أمره حتى يقتل؟» ثم نتساءل عن تهديدات الشعلان التي أعقبها في اليوم نفسه هجوم على كربلاء أصيب فيه الشيخ الكربلائي. أليس من حق المواطنين أن يقاضوا هذا الوزير؟
ويأتي السؤال عن مصلحة دول الجوار في عدم الاستقرار في العراق. أليس العراق جزءا من منظومة المنطقة وعدم الاستقرار فيه يبرر إطالة أمد الاحتلال الذي ترفضه شعوبها؟
على المواطن العراقي أن يكون فطنا، وأن يحمي نفسه بنفسه. ولا تستطيع قوة على ظهر الأرض أيا كانت أن تنال منه إذا لم تجد سندا من إرهابيين بالداخل. والمطلوب منه أن يستأصل عملاء الداخل قبل كل شيء إذا أراد أن ينعم بالأمن والاستقرار
إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"العدد 839 - الأربعاء 22 ديسمبر 2004م الموافق 10 ذي القعدة 1425هـ