العدد 839 - الأربعاء 22 ديسمبر 2004م الموافق 10 ذي القعدة 1425هـ

ممدوح عدوان إلى مثواه الأخير

شيع الشاعر ممدوح عدوان يوم الثلثاء الماضي إلى مثواه الأخير. وانطلقت جنازته من مستشفى الأسد الجامعي في دمشق متجهة إلى قريته قرب حماة وسط سورية إذ ووري جثمانه الثرى.

وشهدت باحة المستشفى جموعا غفيرة من رجالات الأدب والثقافة والصحافة والفن والسياسة جاءت لتعزي أو لتشارك في مراسم التشييع، بينما تصدرت السيارة التي تنقله باقة ورود باسم وزارة الثقافة.

وبالقرب من زوجته التي وقفت ترقب المشهد بصمت عاجزة عن الكلام، نعى وزير الإعلام مهدي دخل الله الكاتب بوصفه « فارس آخر يترجل» ورأى دخل الله في وفاة عدوان «مناسبة حزينة وخسارة كبيرة للثقافة العربية عموما والسورية خصوصاً لأن المشكلة ليست في رحيل أشخاص وأدباء كبار من حجم عدوان بقدر أن ليس هناك أجيال جديدة تأخذ الراية من هؤلاء الفرسان».

وأضاف «لقد رحل في وقت الثقافة بحاجة إلى أعمال من كان مثله فهو من جيل نكسة حزيران وجيل التمرد والغضب والبحث عن قلق الإنسان وجوهر أزمتنا التي تبدأ من دائرة إنسان القرية لتتوسع دوائرها إلى العالمية».

وقال دخل الله «بعد سعدالله ونوس وهاني الراهب ها هو فارس آخر يترجل. إنها خسارة كبيرة للوطن».

بدوره طالب الكاتب خلف الجراد «إعادة دراسة وتحليل أعمال عدوان، مشيراً إلى انه في مقدمة من كسر النمطية والقوالب الجاهزة ليس للخروج عن المألوف، وإنما لتبيان وجود رؤى أخرى غير السائدة معتبراً انه سيخلد بأعماله الكبيرة».

وقال الجراد قد «لا يتفق المرء دائماً مع أطروحات عدوان، وهذا أمر طبيعي ولكن وجدانياً فإن الراحل كان رمزاً كبيراً من رموز الشجاعة الفكرية، وكان له رصيد كبير جداً بين زملائه على اختلاف نتاجهم الأدبي».

وأضاف «كان جريئاً وشجاعاً ومع الفقراء وكان مبدعاً ككاتب ومترجم ناجح وأديب جماهيري مهم».

نقيب الصحافيين صابر فلحوط أكد أن عدوان «أضاف الكلمة الحادة والناقدة والشجاعة في ما كتبه من صحافة مؤكداً تميزه في كل إنتاجه النثري والشعري وانحيازه المستمر للفقراء، وفقدنا برحيله فارساً عملاقاً».

المعارض عضو لجان المجتمع المدني ميشال كيلو قال إن «رحيل عدوان خسارة كبيرة للأدب والموقف الشجاع وللشجاعة الجديدة المبدعة في جيل الستينات، وهو أحد رموزه في كل المجالات».

وأضاف «إنها خسارة للموقف الأدبي المحب للحياة والمقاوم لمن يعرف كيف يعيش ويختار. إنها خسارة كبيرة أن نتساقط الواحد تلو الآخر».

وكان عدوان رحل أمس الأول عن عمر يناهز 63 عاماً بعد صراع مرير مع مرض السرطان مخلفا نحو 80 عملاً بين مسرحية وترجمة وديوان شعري.

ويحمل عدوان إجازة في الأدب الانجليزي وهو متزوج وله ابنان وصدر له قبل شهرين آخر أعماله الشعرية بعنوان «حياة متناثرة».

وله مساهمات نقدية وأدبية بارزة على الساحة الثقافية العربية. كما حصل الكاتب الراحل عدوان على الكثير من الجوائز الثقافية والأدبية تقديراً لعطاءاته الكبيرة للثقافة العربية. صدرت له ترجمات منها: «مذكرات كازانتزاكيس» و«تقرير إلى غريكو» وترجمة لملحمة «الإلياذة»، كما أنجز جزءًا من ملحمة «الاوديسة» لهوميروس





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً