يحتاج التعليق على إحدى الفعاليات إلى معرفة تامة باللعبة حتى يتمكن المعلق من إمتاع المشاهد بتعليقه الجاد والمعرفة التامة بمن يقوم بدور اللعبة. فمثلا عندما نشاهد الدوريات الأوروبية على إحدى القنوات الرياضية نستمتع بالتعليق من المعلق الذي يؤدي دوره بامتياز تام.
ربما يكون التعليق صعبا في بدايته، ولكن عندما يتأقلم المعلق مع الحدث يستطيع بعد ذلك أن يؤدي دوره كما يجب، فيقدم للمشاهد أفضل طاقاته ويستمتع بذلك المشاهد، ونحن نقدر دور «القناة الرياضية» بنقل الحدث الرياضي البحريني على القناة الرياضية، ولكن لدى المشاهد عتب كبير على المعلق الذي يعكس تماما طريقة الحدث المنقول.
وعندما تنقل إحدى مباريات دوري خليفة بن سلمان نستمتع وبشدة بأداء المعلق الرياضي الذي يقوم بدوره على أكمل وجه، ونشيد بحماسهم الكبير وتفاعلهم مع المباراة وخصوصا عندما تكون المباراة قوية بين فرق المقدمة، ولكن التعليق ينقلب رأسا على عقب عندما تنقل إحدى مباريات الصالات المغلقة وخصوصا كرة السلة اذ تكون المباراة في واد والمعلق في واد آخر!
وبعد أن يبذل الطاقم الرياضي في القناة الرياضية مجهودا كبيرا ويتبخر هذا المجهود عندما يعلق عليها من لا يعلم بأساسيات اللعبة أصلا ولا يعرف أسماء اللاعبين أساسا، وتكون المباراة مملة وليس لها قيمة بوجود معلق بهذا الحجم يجعل المباراة بمستوى متدن للغاية.
كنت أحد متابعي مباراة كرة السلة الأسبوع الماضي بين فريقين عريقين، وكانت المباراة حماسية جدا بينهما، وكنت أتمنى أن أكون موجودا في المباراة، إلا أن ارتباطي بالصحيفة جلعني أشاهدها على التلفاز، ولاحظت عدة مرات أخطاء فادحة للمعلق الذي أجبرنا على مشاهدة اللقاء من دون تعليق؛ نظرا إلى سوء معرفته الشخصية بأسماء اللاعبين وتخبطاته الواضحة تجاه المباراة ما أعطى المباراة سلبية كبيرة، فمن دون التعليق لا تحلو مشاهدة المباريات، فعلى القناة الرياضية أن تضع المعلق المناسب في المباراة المناسبة، وأن تدرك أن المشاهد غير راض عن أداء المعلقين في المباريات وليس أنا فقط وإنما المشاهدون أيضا، وأن ترى كيف ان القنوات الرياضية الأخرى تجلب معلقين رياضيين مثقفين في مجال لعبة معينة وتعينهم للتعليق على اللعبة فقط، ولا تجعل المعلق يقوم بدور التعليق على أكثر من لعبة.
اليوم نحن على موعد مع القناة الرياضية بنقل مباراة مهمة في كرة السلة وتجمع بين الأهلي والنويدرات، وستكون المباراة صعبة لكلا الفريقين، وخصوصا أن الأهلي يسعى للاحتفاظ بالصدارة من بوابة النويدرات، وأيضا النويدرات عليه الفوز اليوم للدخول ضمن الفرق الأربعة الكبار. فهل ستدرك القناة الرياضية صعوبة المباراة وتضع معلقا لديه المقدرة الكاملة على إخراج المباراة بالمستوى المطلوب للمشاهد الرياضي العزيز؟ أتمنى أن تضع القناة الرياضية المعلق المناسبة للمباراة المهمة اليوم.
لم أكن أتصور أن تحضر جماهير قليلة العدد في مباراة البسيتين الأخيرة مع العهد ضمن منافسات كأس الاتحاد الآسيوي وهو يمثل المملكة في مشواره الآسيوي، وكنت أتوقع أن تزحف الجماهير البحرينية لمؤازرة الفريق الأزرق في مشواره الآسيوي كونه يمثل المملكة وليس ناديه فقط.
أين ذهبت الجماهير البحرينية من مؤازرة ممثل الكرة البحرينية؟ وأين الروابط المعتاد حضورها للمباراة. كان الأجدر أن تدرس المؤسسة العامة للشباب والرياضة الموضوع وتضعه في الاعتبار حتى تجلب الجماهير للمدرجات لمؤازرة الفرق التي تمثل الكرة البحرينية ولا تدع الفريق البحريني يلعب على أرضه وكأنه غريب في دياره.
وعلى الإدارة المحرقاوية الإسراع بحل المشكلة الكبيرة على ما يبدو بين الإدارة وجماهير الذيب المحرقاوي حتى تعود المياه لمجاريها وتعود فاكهة المباريات لمكانها المناسب، فالجماهير المحرقاوية تعد أكبر رابطة جماهيرية في البحرين، وهي بالتأكيد حافز كبير لفوز فريقها مثلما عودتنا في مشوار الأحمر المحرقاوي العام الماضي عندما آزرته طوال مشواره الآسيوي، واستطاعت أن تكون اللاعب رقم 12 بحضورها الكثيف للملعب... لا تحلو المباريات من دون جماهير.
إقرأ أيضا لـ "محمد طوق"العدد 2386 - الأربعاء 18 مارس 2009م الموافق 21 ربيع الاول 1430هـ
