لم يأت تأهل المنتخب العماني وخروج منتخبنا لكرة القدم من فراغ بل للمستوى الذي قدمه كل فريق في المباراة والتي أبدع فيها العمانيون وصالوا وجالوا على رغم الأهداف التي سجلت في مرماهم.
ولعل الوصول إلى هذا الدور كان لعدة عوامل ذكرنا سابقا أهمها عودة الروح القتالية والنفسية لدى لاعبينا في مباراتهم مع المنتخب السعودي، لكن ذلك لم يكن في مباراة الدور النصف النهائي مع عمان فغابت هذه الأسلحة عن العمل.
ولهذه الخسارة الكثير من الأسباب من وجهة هذه النظر أولها المدرب الكرواتي ستريشكو الذي لعب هذه المباراة من دون فكر واضح وخطة قادرة على الفوز عطفا على أقواله التي كررها في اللقاءات التي كان يجريها ويؤكد من خلالها أن الأوراق مكشوفة وأنه وضع التكتيك المناسب للحد من خطورة الفريق العماني الذي على العكس من ذلك استطاع أن يمسك بزمام المبادرة وسيطر على مجريات المباراة ولعب كيفما يشاء في مدافعينا الذين تاهوا بسبب خطة المدرب.
إن التبديل الذي أجراه ستريشكو في منتصف الشوط الأول وإخراج حسين علي وإدخال صالح فرحان لهو الدليل على أن المدرب الكرواتي لم يفهم ولم يكتشف أوراق العمانيين كما يزعم فكان تبديله بداية الوقوع في مصيدة مدرب عمان التشيكي ماتشالا الذي عرف كيف يسير ستريشكو، ولعل هذا التغيير جاء لتعديل منطقة الوسط وإحلال التوازن أدى إلى ضياع الهجوم في كماشة الدفاع العماني وحيدا وأصبح هو أيضا تائها لا يعرف كيف يلعب وكأن المنتخب العماني لوحده يلعب.
ولعل المشاهد يرى كيف أن الكرات كانت غالبيتها لمصلحة لاعبي عمان وكأن منتخبنا قد يلعب ناقصاً عكس هدف المدرب من إدخال فرحان، ليأتي بعدها تبرير المدرب من أن الإجهاد هو السبب، إذ كانت هذه الأسطوانة تعمل منذ الدورة الماضية في الكويت واستمرت في الدورة الآسيوية في الصين ومازالت تتكرر!!، إذا فيما يعمل المدرب، هل على الجوانب الفنية فقط أو التكتيكية أم من الواجب عليه أن يعمل كذلك على الجانب البدني واللياقي للاعبين.
لقد أضاع المدرب الحلم بالفوز بكأس الخليج بتغييراته وتكتيكه التائه ورسمه لخطط اللعب وتوزيعه لمراكز اللاعبين، كما هو الحاصل مثلا في مركز محمد سالمين الجديد الذي لا يصلح له بتاتاً وهو الذي يبدع في مركز الوسط المهاجم والمساعد للمهاجمين، وكذلك لدور اللاعب راشد الدوسري، وخصوصا أن هؤلاء اللاعبين قدموا مستوى رائعاً في بطولة آسيا بمراكزهم القديمة وليست الحالية فلماذا يريد ستريشكو أن يبتكر ويصطنع لنفسه فكرا جديدا لا يصلح للاعبينا؟
حقيقة يستحق المنتخب العماني الصعود إلى النهائي ومنتخبنا الخروج بعد هذه العرض كما أكد بذلك ماتشالا الذي صرح بأن البحرين ستكون رابعا، ولعل هذا جانب من أخطاء ستريشكو المتواصلة والتي ستكون هدفنا أيضا في المرة المقبلة، من دون الدخول في الأحاديث بشأن إقصاء المدرب من تدريب المنتخب وجلب مدرب آخر وخصوصا في ظل اقتراب تصفيات ألمانيا 2006 التي تحتاج إلى الترتيب منذ الآن
إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"العدد 838 - الثلثاء 21 ديسمبر 2004م الموافق 09 ذي القعدة 1425هـ