قال مسئول كبير بالبنك المركزي السعودي يوم الاثنين ان المملكة تتوقع اقتصادا عالميا منتعشا في العام 2005 بما يحافظ على الطلب على نفطها وصادراتها من البتروكيماويات خلال العام المقبل وما بعده.
وقال نائب محافظ مؤسسة النقد العربي السعودي محمد الجاسر لـ «رويترز» في مقابلة «الاقتصاد العالمي وهو مهم بالنسبة لنا سيظل كما يبدو يبلي بلاء حسنا في العام 2005. الصين واسيا والولايات المتحدة يتوقع لها أن تواصل اداءها الجيد بل وحتى أوروبا يبدو انها ستستمر في تحقيق نمو طيب». واضاف «ومن هنا فان الطلب على منتجاتنا سواء كانت النفط أو البتروكيماويات أو غيرها سيستمر. ومع اتجاه اقتصادنا الى تصدير المزيد فمن المتوقع ان نشهد عاما طيبا في 2005». وفي وقت سابق من هذا الشهر اعلنت المملكة التي تعد اكبر مصدر للنفط في العالم عن موازنة موسعة لعام 2005 بعدما جنت اضخم عائدات نفطية منذ الطفرة النفطية قبل اكثر من 20 عاما.
واسهمت هذه العائدات في تحقيق الاقتصاد السعودي معدل نمو بلغ سبعة في المئة وخمسة في المئة على الترتيب خلال العامين الاخيرين. ويقول مسئولون ان من المنتظر أن تؤدي الاصلاحات الداخلية والانتعاش الاقتصادي العالمي الى استمرار النمو السعودي.
وامتنع الجاسر عن التكهن بنسبة النمو الاقتصادي المتوقعة للعام المقبل أو بمبلغ عائدات النفط ولكنه قال «انني أميل الى التفاؤل أكثر من التشاؤم». وقال الجاسر ان الاصلاحات الداخلية ومن بينها انشاء هيئة لسوق رأس المال، وتوقع تدفق اكتتابات الاسهم الاولية على السوق من شأنهما ايضا أن يعززا الاقتصاد السعودي في عام 2005.
ومن جهة اخرى قال الجاسر ان انخفاض سعر الدولار لا يسبب قلقا كبيرا للمملكة لان المصدرين الاوروبيين واليابانيين يمتصون جزءا كبيرا من هذا الانخفاض للابقاء على القدرة التنافسية لسلعهم.
وتربط السعودية الريال بالدولار كما انها تسعر نفطها الخام بالدولار.
وقال الجاسر ان القيمة الحالية للدولار «ليست مقلقة» واضاف ان المملكة لا تفكر بجدية في التخلي عن ربط عملتها ونفطها بالدولار.
وقال «لاعلم لى بأي تفكير جدي في التحول الى اليورو وهذا يرجع جزئيا الى اننا لم نر الى الان أي تحليل يتمتع بالصدقية يشير الى ان هناك خسارة ملموسة لنا بسبب ربط النفط بالدولار». وقال ان المستوردين السعوديين ايضا لا يشعرون ايضا بتأثير شديد لارتفاع اليورو والين لان اوروبا واليابان تمتصان جزءا ملموسا من الفارق من اجل الحفاظ على حصتهما بالسوق وعلى قدراتهما التنافسية
العدد 838 - الثلثاء 21 ديسمبر 2004م الموافق 09 ذي القعدة 1425هـ