قضية مهمة أثارها حديثاً رئيس جمعية البحرين الشبابية الشاب علي شرفي عندما قال في اتصال هاتفي «إن الجمعيات الشبابية تواجه مشكلة كبيرة في العلاقات، فعادة ما تكون العلاقات بين الجمعيات قائمة على الاتصالات واللقاءات التي يجريها رؤساء الجمعيات فقط، في حين أن الاتصالات واللقاءات بين أعضاء هذه الجمعيات شبه محدودة وربما لا تكاد تذكر».
قد أتفق كثيراً مع ما طرحه شرفي، ولكنني أخالفه الرأي عندما يؤكد مسئولية القيادات ودورها في معالجة هذه المشكلة. فعلى رغم أهمية الإقرار بوجود مسئولية مشتركة ملقاة على جميع القيادات في التنظيمات الشبابية في مد الجسور وبناء علاقات مع مختلف الجمعيات فإن هناك مسئولية أخرى ملقاة على عاتق أعضاء الجمعيات الشبابية الذين يملكون من السلطة والتأثير الشيء الكثير كونهم يشكلون أعضاء الجمعية العمومية.
ولكن يبدو أن هناك توجه لدى بعض قيادات الجمعيات الشبابية لتهميش أعضائهم وعدم إعطائهم الفرصة للمساهمة في صنع القرار الشبابي داخل هذه الجمعيات. وهذه المشكلة قد تدفع الكثير من الأعضاء للخروج على تنظيماتهم والبحث عن تنظيمات أخرى، وهو ما يفسر قيام وتأسيس عدد من الجمعيات الشبابية الموجودة حالياً.
فالدور الذي يجب أن يقوم به أعضاء الجمعيات ينبغي أن يكون متوازناً، بمعنى أن هناك مسئوليات مشتركة داخل كل جمعية يتقاسمها أعضاء مجلس الإدارة مع أعضائهم لا أن يقوم أعضاء مجلس الإدارة مثلاً بإصدار القرارات وتنفيذها من دون إشراك بقية الأعضاء الأمر الذي يعني شكلاً من أشكال الاستبداد والاستئثار بسلطة القرار.
وعودة مرة أخرى للموضوع الأساسي الذي لابد من توضيح الملاحظات السابقة قبل الإشارة إليه. ففي بداية تأسيس الجمعيات الشبابية كانت هناك اجتماعات دورية بين قيادات الجمعيات الشبابية وكان الهدف الأول منها هو التنسيق بين جميع التنظيمات الشبابية في إقامة الفعاليات والبرامج حتى لا تتعارض مع بعضها بعضاً في الأوقات والمواعيد وقد ساهمت تلك الآلية في خلق فرصة ممتازة لمشاركة جميع أعضاء التنظيمات الشبابية في البرامج التي تقيمها مختلف الجمعيات ما ساعد على زيادة التعارف بين الشباب وتكوين صداقات جديدة والتعرف على الهموم والمشكلات الشبابية المشتركة.
إلا أنه بعد فترة توقفت تلك الاجتماعات بسبب الخلافات الشخصية بين بعض القيادات وهو ما جعل البرامج والفعاليات تتضارب في مواعيدها وخلق بالمقابل شكلاً من أشكال العداء والتنافس غير الشريف بين أعضاء الجمعيات. ومن هنا جاءت الحاجة إلى إعادة الآلية القديمة التي كانت موجودة بين القيادات، ولكن هذه المرة يجب على أعضاء الجمعيات الشبابية الضغط على إداراتهم بقدر الإمكان لضمان استمرار اللقاءات بين جميع الجمعيات وأعضائها
العدد 836 - الأحد 19 ديسمبر 2004م الموافق 07 ذي القعدة 1425هـ