العدد 834 - الجمعة 17 ديسمبر 2004م الموافق 05 ذي القعدة 1425هـ

تمر الأعياد والبحرين نظيفة

عبير إبراهيم abeer.ahmed [at] alwasatnews.com

سنة وراء سنة ونحن نترقب هذا اليوم... البعض يجده فرصة لتجديد عهد الولاء لوطن ما فتئ يحبه على رغم كل ما يمكن أن يعترض طريق ذلك الحب من محطات للجرح والألم... والبعض الآخر يجد فيه متنفسا لمكنون الوفاء الساكن بين ضلوعه فلا يعدم السبيل إلى تسطيره في ملاحم شعرية تنثر على صفحات الصحف اليومية أو تلحن بأعذب وتر وتنشر أغنية سرعان ما تتلقاها الألسن وتبقى تردد بأعلاها صوت يمتزج معه لحن القلوب المتشوقة فعلا للوطن حتى وهي ساكنة أرضه، فما بالك بأولئك الذين كتبت عليهم الغربة لأي غرض وبأية وسيلة فلا أحسب حالهم إلا كما قال الشاعر:

وطني ولو شغلت بالخلد عنه نازعتني إليه في الخلد نفسي

كثير من الرسائل وصلتني تعجب لحال البحرين المزدانة في ثوب عرسها... شوارع تنطق بالنظافة... أعلام ترفرف في كل مكان... خضار أشجارها متناسق مع طوبها الأحمر الزاهي وكأنه غسل للتو... الطرقات والجسور المعبدة بعد أن ظلت طوال السنة مثارا للغبار والأتربة وإزعاج المواطنين... الشوارع التي تكاد أنوارها تعشي بصر عينيك بعد أن ظلت طوال العام مكتسية سواد الليل وعتمته... وسؤالهم: لماذا لا تبقى البحرين مزدانة هكذا طوال السنة؟ وهل أصبحت «النظافة» رمزا للأعياد فقط، أي كما يقال «استحمام العيد الكبير» يكون في السنة مرة واحدة فقط، أو متى ما زارنا ضيف «ثقيل مكانة»؟!... نحن نريد بحريننا نظيفة طوال العام... نظيفة من الظاهر والباطن!

وإن كنا نلمس الظاهر بأعيننا، فالباطن قد لا يدركه الكثيرون وإن هو سائر في طريقه إلى العلن فبات مكشوفا إلا على من أصيبت عيناه بغشاوة وأبى علاجها!

خطوات الإصلاح التي وضع دعائمها صاحب الجلالة لا يمكن لأي أحد أن يتنكر لها أو ينكر فضلها في نقل شعب ووطن من حال إلى حال حلم طويلا بالوصول إليه، بل إلى جزء منه ولكنه جوبه بحواجز حصينة وسلاسل من حديد... ولكن تلك الخطوات لا شك أنها بحاجة إلى دعم وإسناد من الشعب... فمشوار الألف ميل يبدأ بخطوة ونحن اختزلنا عدة خطوات في خطوة واحدة كان جلالته القائد الأساسي فيها، وجاء دورنا الآن لنكمل المشوار الذي يحتاج منا إلى رص الصفوف بالقلب والقالب وليس من طرف واحد فقط... وليكون لنا ذلك، لا شك أننا بحاجة إلى إصلاح من الداخل... داخل نفوسنا أولاً، ثم داخل نفوس الآخرين المتخفين وراء كراسي يتعلق مصيرنا كلنا بها.

الفساد الإداري... ذلك السرطان المستشري في كثير من الوزارات والمؤسسات والهيئات التي نحن على علاقة مباشرة بها، وتربطنا بها أواصر فرضت علينا كون كل شيء في حياتنا هذه مرتبطا بنظام وإجراءات وقوانين وضعت لهذه الجهات ولا يمكن تجاوزها أبدا... إلا أن الظاهر - ولن نقول الباطن كونه كما ذكرنا مستشريا - أن هناك قوانين عدة تمرر من تحت اللحاف وتضعنا نحن في مأزق «من أنت؟ ومن تكون؟ وهل تعرف أو تجمعك صلة بفلان وفلان من الناس (الكبارية)»؟!

فمشوارنا إذاً يبدأ باستئصال تلك الغدة السرطانية التي إن لم نكشف مستودعاتها ستحرق كل أخضر ويابس في مسيرتنا التي بدأنا خطواتها بثبات حاول زعزعته الكثيرون ولكنا كنا لهم بالمرصاد، وإن لم نواصل على ثباتنا وإيماننا بالفكرة التي تبنيناها لتكون لنا البداية في مشوارنا نحو بحرين «نظيفة» من كل شائبة آدمية وغير آدمية سنبقى ننتظر يوما في السنة نتزين فيه بأرقى الحلي ونتعطر بأزكى الروائح وداخلنا تأكله العفونة التي أوشكت أن تطغي على كل جميل فينا... فهل ستمر الأعياد وبحريننا نظيفة حقا وليس منظرا؟

مع القراء

قارئ بعث بإيميل يستفسر عن سر الهزات الأرضية التي داهمت البلاد قبل أيام وشعر بها نفر من المواطنين، والتي يقال إن مصدرها بعض المناورات أو التدريبات العسكرية... ويستنكر على الجهات المعنية عدم تنبيه المواطنين إلى أنه ستكون هناك تدريبات وأنها ستصدر أصواتاً أو تحدث هزات كي يكونوا على بينة من أمرهم ويبعدوا القلق والخوف عن قلوبهم وقلوب عيالهم التي ارتعبت من تلك الهزات، أضف إلى ذلك أن يتأهب المواطنون ويستعدون لمواجهة أي «خراب» قد يحل عليهم... ولسان حال هذا المواطن يقول: «العوض على الله في فرن الوالدة المفضل الذي كسر بابه من قوة الهزة»

إقرأ أيضا لـ "عبير إبراهيم"

العدد 834 - الجمعة 17 ديسمبر 2004م الموافق 05 ذي القعدة 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً