العدد 834 - الجمعة 17 ديسمبر 2004م الموافق 05 ذي القعدة 1425هـ

المواطن البحريني بين الخبز في الوطن والبسكويت في الغربة

سيد ضياء الموسوي comments [at] alwasatnews.com

هذه الأيام أيام عيد... عيد للوطن وعيد لكل مواطن وعلى رغم قساوة البرد، احتشد الجمهور البحريني على عفويته وعلى رغم منغصات الحياة ليحتفل بهذا العيد، فقد أقيمت يوم الخميس احتفالات كبرى بالعيد الوطني وعروض للفرق الشعبية وأخرى للألعاب النارية والليزر بالقرية التراثية في متحف البحرين الوطني وفي شارع أحمد الفاتح أقيمت فعاليات الاحتفالات، منها كرنفال مسيرة «الخير والوفاء» وعرض لموسيقى فرق الأمن العام وقوة الدفاع. كل على طريقته الخاصة لكن الجميع جاء ليقول للبحرين نحن نحبك وان العيد الوطني هو عيد للجميع.

لاشك أن الأعوام الثلاثين التي مر بها البحرينيون من غياب الديمقراطية جعلت اناساً هنا أو اناساً هناك يشعرون بالبرود أحياناً تجاه المناسبات الرسمية لكن هناك مفهوماً بدأ يتغير في ظل الانفتاح الذي مرت به البحرين في السنوات الأخيرة... بدأ الناس - ولو نسبياً - يشعرون ان هناك محاولات لتحسين وضعهم المعيشي وإزالة سياسة التهميش التي مورست طوال الـ 30 عاماً في الشركات والوزارات.

هنا لابد من طرح ملاحظات... أولاً: يجب عدم الخلط في الموضوع، فالاحتفال بالعيد الوطني احتفال مهم ينبغي ان ينخرط فيه الجميع وذلك لا يتنافى مع أحقية مطلب هنا أو هناك. وإيصال الرسائل المفعمة بالوطنية مهم جداً بالنسبة إلى السلطة وبالنسبة إلى الناس... السلطة ستعزز الحب الوطني عندما تضخ مزيداً من الخدمات في القرى حتى لا ينطبق على المواطن البحريني قول الإمام علي (ع): «الفقر في الوطن غربة والغنى في الغربة وطن» لأنه بقدر ما يتم توفير الخبز تتوافر الوطنية أما بالنسبة إلى الناس، ففي هذه الأعوام هناك رسائل وطنية بعثت ومازالت تبعث... الإجماع على إنجاح الميثاق الوطني أكبر رسالة وطنية. وبدأنا هذه السنوات نشهد أبناءنا كيف يؤسسون لذلك. أضرب مثالاً تفاعل قرية السنابس وإقامة مشروع الجدارية الزاهية بالألوان على شارع السنابس وهي رسالة جميلة لتخليد الألوان التراثية والأصيلة في البحرين وقد حضر الحفل الختامي جمع من الوزراء. هؤلاء الشباب عبر جمعية الإسكافي لتجميل البحرين أخذوا على عاتقهم توصيل رسالة السلام إلى العالم وإلى الوطن... بين فترة وأخرى هم في مشروع وطني جميل يلون البحرين بأجمل الألوان وهم الآن في طور إكمال أكبر نصب تذكاري في العالم (نصب النخيل التذكاري) قرب ضاحية السيف... هذه رسالة وطنية يبعثها أبناؤنا للناس وللعالم وللدولة فيجب ان يشجعوا، ان يحتضنوا. قبل شهر دعيت إلى مهرجان لفرقة الولاء البحرينية إذ أقامت احتفالاً رائعاً في نادي طيران الخليج وقد بقي هؤلاء الأبناء 5 شهور وهم يعدون لأوبريت الشوق وهو يتكلم عن البحرين وعن البحر والصياد واللؤلؤ والأصالة... حضرت الأوبريت وكان من الحاضرين الوكيل المساعد لوزارة الإعلام وكان الأوبريت في منتهى الجمال وفي آخر ليلة تم إنشاد نشيدة وطنية عن البحرين وراح أطفال الرياض البحرينية والجمهور يشاركون المنشدين في ترديد النشيدة إذ لقيت شهرة كبيرة... هذه الإضاءات الوطنية يجب ان تشجع والتشجيع يكون بالضخ المادي والمعنوي لهؤلاء وببث أعمالهم في التلفزيون... هذه الأمور يجب ان توصل إلى السلطة بأن هناك مبادرات جيدة في هذا الاتجاه. اعتقد ان السلطة إذا قامت بتأهيل القرى والمدن واستوعبت أكبر عدد من المواطنين في الأعمال والمشروعات المقبلة كمرفأ البحرين المالي وبدأت تتغير شوارع القرى المهمولة كجدحفص وبوري وسار والدراز ومدينة عيسى ستكسب الناس وستقطع الطريق على أي نظرة تشاؤمية تقول: لم يحدث شيء جديد خلال هذه السنوات الثلاث. الحق يقال: حدث تغير في طبيعة الحريات، بدأنا نشهد إصلاحات في شوارع بعض قرانا، نشعر بالأمان حتى في منتصف الليل ولا نخشى من القائنا في السجن، بدأت تتحرك بعض المشروعات الإسكانية ولكن كي ننصف الحقيقة لابد ان نقول: ان المشروعات مازالت بطيئة ولم تستوعب إلا خمس الحاجات الخدمية والحياتية والمعيشية والوظيفية من وضع قرانا. وعلى رغم ذلك نقول: شيء أفضل من لا شيء وعلينا ان نطالب بالحقوق ولكن بالعقل والإنصاف والتوازن

إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"

العدد 834 - الجمعة 17 ديسمبر 2004م الموافق 05 ذي القعدة 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً