كانت الفرحة فرحتين أمس ما بين فرحة منتخبنا بالفوز الكبير والتاريخي على نظيره السعودي 3/صفر وبين فرحة البلاد بالعيد الوطني.

ولم يكن أكثر المتفائلين بالفريق البحريني ولا أكثر المتشائمين بالفريق السعودي توقع هذا العدد من الأهداف التي لم يتعرض إليها المنتخب السعودي على الصعيدين الخليجي والعربي منذ سنوات طويلة، وخصوصاً ان القلق والخوف كان مسيطراً على غالبية عشاق الأحمر في المباراة المصيرية.

وفي مباراة حاسمة ومصيرية كانت هناك عوامل ومقومات ترسم طريق الفوز وأبرزها الروح العالية والإصرار والرغبة الجادة والهدوء والتركيز وهي أمور كانت حاضرة في منتخبنا أمس والتي عوّضت بعض النواحي الفنية وغياب بعض نجوم المنتخب عن فورمتهم المعهودة.

المرزوقي كان أبرز نجوم منتخبنا أمس، ليس بهدفه بل بروحه وأدائه الجاد، ومحمد حبيل وطلال يوسف وحسين بيليه ومحمد سالمين، ظهروا بصورة أفضل عما كانوا عليه في المباراتين الأوليين فيما مازال علاء حبيل بعيداً عن فورمته الفنية والنفسية.

ونجح مدرب منتخبنا ستريشكو في وضع الخطة المحكمة وخصوصاً في وسط الملعب وكان خط الدفاع من أبرز خطوط الفريق بـ (عقله) قبل (صلابته) بقيادة (العاقل) حسين بابا الذي أقرأ في استخلاصه لكرة خطيرة من المهاجم السعودي السويد خلال الشوط الأول فكر كروي عالي!

في المقابل يبدو ان ستريشكو (راهن) على ورقة سلمان عيسى (الظهير) عندما أشركه مهاجماً بدلاً من علاء حبيل في توقيت صعب اعترض فيه الكثيرون على هذا التبديل وخصوصاً بعد ما حدث عندما أشرك المدافع محمد سيدعدنان بدلاً من المهاجم علاء في لقاء الكويت، لكن الأمور «مشت» هذه المرة مع ستريشكو فنجح سلمان في تسجيل الهدف الثاني، إذ ان هذا التبديل «المغامرة» أربك الحسابات السعودية بعد خروج علاء ولم يعط الدفاع السعودي تركيزه على سلمان!

أعتقد ان منتخبنا أكمل الآن نصف مبارياته في خليجي (17) وتبقى أمامه النصف الآخر في مباراة نصف النهائي أمام عمان التي نأمل ان تعطى الاهتمام والتركيز والاعداد الجيد فنياً ونفسياً واستثمار فوزنا على السعودية كدافع معنوي وثقة بعد تجاوزنا عثرات البداية والابتعاد عن الإفراط في الثقة والفرحة. ووسط فرحة القدم لا ننسى انتصارات منتخباتنا للطائرة والسلة واليد في خليجي 17 والتي تثير الفرح ونأمل أن تتوج بالانجازات وعروسها «كأس الخليج» وقولوا يا رب