في كل عام وفي هذا الشهر تحديداً تلبس البحرين حلة الاحتفالات والفعاليات الكثيرة... بل وتبدو البلد في حركة مستمرة بشكل لا يمكن ان يتجاهلها المواطن والمقيم ما يعطي نكهة خاصة وصورة أخرى عن البحرين.
ومع ذلك فإن عملية جذب العامة للاحتفالات لاتزال تحتاج إلى التطوير وخصوصاً فيما يتعلق بمناسبة الاحتفال بعيدي الوطن والجلوس.
فكل ما نشهده للأسف لا يصل إلى مستوى الطموح وتطلعات المواطن الذي يبحث على الدوام عن الرقي والأسلوب المتميز في عملية التنسيق وجذبه إلى مثل هذه الفعاليات التي تصرف عليها الدولة الكثير!
فعندما نشهد كرنفال الشارع في البحرين على سبيل المثال نجده ليس بمستوى الكرنفال الذي كان ينظم في نهاية السبعينات في بلد مثل الكويت ولا هو في مستوى كرنفالات مهرجانات دبي المختلفة... وهي نماذج حبذت طرحها لقربها الجغرافي... فماذا لو طرحنا كرنفالات الشارع التي تنظمها أصغر مدينة في بريطانيا!
للأسف كل ما نلمسه على أرض الواقع مختلف وغير مرض لافتقاره إلى هاجس التنسيق وإلى الأدوات الحقيقية لإقامة كرنفال الشارع المتعدد الألوان والأشكال وحتى الإيقاع... فتطبيق لون واحد وجامد لا جدوى منه في مثل هذه الكرنفالات.
فإن أردنا بحق أن نبهج الصغير قبل الكبير ونعزز مفهوم حب الوطن فعلى المنظمين إعادة النظر في طرق الاحتفال بالعيد الوطني تحديداً وذلك عبر الابتعاد عن تلك الأساليب المكررة التي فقدت بريقها في طلتها على شاشة التلفزيون المحلي لتنتقل بالطريقة نفسها والإيقاع نفسه على أرض الشارع.
ألهذه الدرجة تفتقر البحرين إلى الإبداع وشيء قليل من الذوق... أم علينا وعلى أبنائنا هضم هذا الذوق المتدني إلى أجل غير مسمى
إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"العدد 834 - الجمعة 17 ديسمبر 2004م الموافق 05 ذي القعدة 1425هـ