زار مرزوق مع صديقه منطقة الجفير الجديدة لعله ينظر الى مستقبل واعد ينتظر البحرينيين، كون المنطقة تحتوي على مدينة جديدة هناك... وبعد ان تاه في المدينة عدة مرات، التفت الى صديقه ليحدثه...
مرزوق: هل هناك أية اشارة تدلنا على الطريق؟
صديق مرزوق: هناك اقتراح بنصب لوحة تقول «مرحبا بكم في غابة الجفير».
مرزوق: تصورت انها مدينة جديدة وليست غابة!
صديق مرزوق: لدينا في البحرين عقليات مبدعة في كل شيء، والابداع لدى بعض من أسسوا المدينة الجديدة تركز على تأسيسها من دون إعلان، وبيع اراضيها من دون إعلان، واقامة العمارات من دون إعلان، ومحاصرة الاهالي من دون إعلان، وعدم توفير مواقف سيارات من دون إعلان، وردم البحر بالقاذورات من دون إعلان، وسحب الكهرباء من الشبكة الوطنية من دون إعلان، وطمر معالم المنامة من دون إعلان...
مرزوق: ولماذا كل شيء من دون إعلان؟
صديق مرزوق: الابتكار هو ان تصنع شيئاً وتحلب منه الارباح، ومن ثم ترميه على الاخرين، واذا اعلنت خططك قبل ان تقوم بذلك فسيتم اكتشافك وستخسر الارباح، ولذلك اصبحت لدينا «غابة الجفير» من دون اعلان.
مرزوق: وأهالي الجفير...؟
صديق مرزوق: بحسب الخطة التي نُفذت من دون اعلان، فإن اهالي الجفير ليس لهم رأي، وليس لهم اي رب ولكن لهم متعة الضياع في غابة تحيط بهم... فالبحرين ليس فيها غابات، ولذلك كانت الفكرة ان يتم تأسيس غابة تحيط بالاهالي لكي يتفسحوا بين عمارات لا أول لها ولا آخر، ومن ثم يصلون الى الساحل المردوم لكي يتقيأوا بسبب الروائح الكريهة...
مرزوق: اذاً ماذا استفاد الاهالي؟
صديق مرزوق: إن الاهالي محرومون من كل شيء، فان ضياعهم في الغابة التي تحيط بهم هو تعبير مناسب لهم، كما انهم بحاجة الى ان يتقيأوا من شدة ما يصيبهم، ولذلك فان اصحاب الابتكار وفروا ساحلاً برائحة كريهة جدا تساعد الاهالي على التخلص مما في بطونهم بطريقة طبيعية بمجرد التمكن من الوصول الى الساحل...
مرزوق: اشكرك على توضيح الأمر، والآن عرفت قدرة البحرينيين على الابداع في كل شيء، لاسيما الابداع في جني الارباح الطائلة من خلال مشروعات متنوعة وفريدة، بما في ذلك تأسيس غابات اسمنتية... ونحن نتفوق بذلك على الاماراتيين الذين زرعوا 26 مليون نخلة في الصحراء وحولوا أرضهم الى جنة خضراء... أما نحن فسنريهم كيف نحول سواحلنا واراضينا الى جحيم، وبذلك نستطيع رؤية الجحيم في الجفير قبل قيام الساعة
إقرأ أيضا لـ "حظك يا مرزوق"العدد 833 - الخميس 16 ديسمبر 2004م الموافق 04 ذي القعدة 1425هـ