العدد 833 - الخميس 16 ديسمبر 2004م الموافق 04 ذي القعدة 1425هـ

اتهامات أم تحريض؟

ابراهيم خالد ibrahim.khalid [at] alwasatnews.com

تزامن بدء الحملة الانتخابية في العراق مع حدوث انفجار ضخم في كربلاء استهدف مكتب ممثل المرجع الديني السيدعلي السيستاني وصدور تحذيرات واتهامات على لسان الرئيس الأميركي جورج بوش ووزير الدفاع العراقي حازم الشعلان ضد إيران وسورية بالتدخل في الشأن العراقي.

هذه التطورات والحوادث لا تنبئ بخير وتجعل العملية الانتخابية تدخل في باب تصفية الحسابات بين أطراف خارجية ولا تخدم الشعب العراقي في شيء، بل وتثير المخاوف من استغلال هذه العملية لفتح باب مواجهة أميركية من طرف وإيرانية سورية من الطرف الآخر تكون بغداد بمثابة القشة التي تقصم ظهر البعير فيها.

التداعيات تجعل المرء يتوجس خوفا من إثارة حرب أهلية في العراق بسبب الانتخابات وتكون هذه الحرب بداية لتدخل أميركي في إيران وسورية بعد إلصاق الاتهامات عليهما بأنهما السبب في تعطيل العملية الانتخابية و«التحول الديمقراطي» في العراق.

وعليه تكون قوى الشر المتربصة بالمنطقة ضربت ثلاثة عصافير بحجر واحد، والعصفور الأول هو تدمير العراق وتركه في غياهب التخلف ما يسهل السيطرة عليه والاستفادة من خيراته. والعصفور الثاني خلق مبرر لضرب إيران بعد فشل أميركا في استقطاب أوروبا لصفها في أزمة الملف النووي الإيراني. والعصفور الثالث هو سورية المهددة أصلا بالقرار 1956 الأمر الذي يصب في مصلحة الكيان الصهيوني ويجعل فلسطين ولبنان فريسة سهلة في يد الصهيونية.

وعليه يحق لنا أن نستفهم هل تهديدات واشنطن والاتهامات غير المبررة والسمجة للشعلان لجيران العراق يراد منها التحذير من التدخل في انتخابات العراق؟ أم هي حملة تحريض استفزازية لجر البلدين للتدخل الفعلي وهو ترجيح يدعمه حدوث انفجار كربلاء الذي ستليه بالطبع انفجارات واغتيالات أخرى

إقرأ أيضا لـ "ابراهيم خالد"

العدد 833 - الخميس 16 ديسمبر 2004م الموافق 04 ذي القعدة 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً