العدد 833 - الخميس 16 ديسمبر 2004م الموافق 04 ذي القعدة 1425هـ

الفوز على الأخضر يطفئ الغضب

هادي الموسوي hadi.ebrahim [at] alwasatnews.com

رياضة

لا أدري من أين أبدأ، وعن أية نقطة أتحدث، فالحوادث في خليجي (17) كثيرة ومليئة بالغرابة والعجب، فمنتخبنا الوطني لكرة القدم وضع نفسه في موقع لا يحسد عليه وهو يلام كثيراً على ذلك نتيجة تفريطه نقاطاً كانت في متناول يديه من مباراتين، فراح يبعثر أوراقه ويربك حاله حتى صار مجروحاً لا يلوي على شيء، هذا الفريق الذي أود أن أتحدث عنه سيكون أمام محطة يصعب اجتيازها لكثرة الحواجز والعقبات فيها، والجميع يدرك ويعلم أن اجتيازها يحتاج إلى أمور لو تحققت فلن يكن في الأمر صعوبة، نحن نعتقد أن الفريق إذا ما أراد اجتياز محطة الأخضر (الصعبة) جداً لأنها الوسيلة الوحيدة ولن ينفعنا غير الفوز وهذه البطاقة لها ثمنها وخصوصيتها تحتاج إلى تضحية كبيرة من أبنائنا في الملعب، بداية من الجهاز الفني الذي عليه قراءة الأخضر قراءة فنية تكتيكية، قراءة في طريقته وكيفية تحركات لاعبيه ومعرفة مصدر الخطورة ونقاط القوة والضعف في الفريق، كيف تُدار هجماته وكيف نضع اللوازم لإبطال مفعولها، كيف نجري التبديل والتوقيت مهم جداً واللاعب المشار إليه بالتبديل هو الأهم، وأيضاً وضع القائمة الأساسية في المباراة يأخذ حيزاً كبيراً من الأهمية لأن مباراة بهذا الوزن الكبير من الأهمية تحتاج إلى من يستطيع أن يضبط أعصابه ويلتزم بالهدوء الفني مطبقاً للأمور الفنية من دون إسفاف وأن تكون الجدية والانضباط من سمات من الجهاز الفني في المباراة، وأن تكون الروح القتالية هي المبعث الأول لآمال المتطلعين بقوة نحو التأهل الذي يحتاج أيضاً إلى نوايا كبيرة لتحقيق الفوز ولا بديل عنه أبداً، وهذا الأمر يحتاج إلى من يعرف طريق المرمى من نظرات سريعة وخاطفة، يحتاج إلى وضع كل في مركزه الطبيعي بل يحتاج إلى علاج نفسي قبل كل ذلك حتى تدار العملية بعقلية قيادية تضع لمساتها الأخيرة بحنانية ترفع عن صدور أبنائنا الضغط والعصبة والتوجه بنفس مفتوحة نحو الأمل المنشود وهو التأهل ولا يمكن إحرازه في ظل السلبية الموجودة الآن في الفريق ونحن نثق بقدرات نجومنا في المستطيل الأخضر، فالتركيز مهم لهم أثناء المباراة التي تحتاج فيها إلى لاعب صانع ألعاب وقائد داخل الملعب يكون خير عون لزملائه اللاعبين ويجب عدم إغفال الغضب الجماهيري الذي يجتاح البحرين بأكمله، هذا الغضب يحتاج إلى فوز يطفئ سعيره ويبدله بالفرح والسعادة ونحن نعلم جيداً بأن جماهيرنا الحبيبة والوفية لها الحق بأن «تزعل» وأن تغضب لأنها من فرط حبها وعشقها للفريق تتمنى له كل الخير والفوز دائماً ولكن عندما يخذلها الأبناء فتصاب برد فعل سلبية وهي متفاوتة فيما بينها واللاعبون مدركون تماماً لهذه الأمور.

فعلى أبناء النجوم أن يفتحوا صفحة جديدة مع جماهيرهم وأن يثقوا بقدراتهم الفنية أمام حامل اللقب لأنهم كما نعتقد لديهم الكثير لم يقدموه، وليجعلوا من الفوز اليوم بإذن الله تعالى مصالحة مع أنفسهم أولاً ومع جماهيرهم المتعطشة إلى إنجاز يطفئ غضبها ويرفع عن كاهلها الضغوط النفسية والعودة إلى جو البطولة مرة أخرى، فالاعلاميون والجمهور هنا في الدوحة مازالوا ينتظرون عودتكم القوية إلى مستواكم المتطور وإلى روحكم القتالية لكي تنالوا ما تصبوا إليه وحينها إذا تحققت هذه الأمور فإن الفوز ليس بعسير على أبنائنا ولكن قبل كل شيء فليتوكلوا على رب الجنة والناس ويعقدوا أمورهم بالتوكل عليه وحده الموفق إلى كل خير ويا نجومنا شدو الحيل

إقرأ أيضا لـ "هادي الموسوي"

العدد 833 - الخميس 16 ديسمبر 2004م الموافق 04 ذي القعدة 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً