العدد 833 - الخميس 16 ديسمبر 2004م الموافق 04 ذي القعدة 1425هـ

مجتمعنا وكوفي عنان

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

في رسالة للأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان بمناسبة اليوم الدولي للمتطوعين، المصادف للخامس من ديسمبر/ كانون الأول، تصورته أحد العاملين في مؤسساتنا الخيرية التطوعية، التي تنتشر في ربوع هذا الوطن الصغير، وتعكس روحه الحقيقية المعبّرة عن طيبة معدن هذا الشعب. ومما قاله في سياق تأكيده ضرورة إشراك الناس في العمل التطوعي إذا ما أريد تنفيذ الأهداف التنموية للألفية، إذ «مازال العمل التطوعي يشكّل وسيلة قوية ومثمرة في هذا المسعى» كما قال.

ومما أضافه: «إن العمل التطوعي يجعل الناس العاديين قادرين على إنجاز مهمات خارقة للعادة... وكل ما يحتاج إليه المرء هو الرغبة في اقتسام الوقت أو مشاطرة الآخرين إحدى المهارات أو الأفكار الجيدة».

وانتهى كوفي عنان إلى مناشدة الحكومات والمجتمع المدني تهيئة الناس لمزيد من الفرص للتطوع، و«لنعترف بالدور الذي يؤديه المتطوعون في عملية التنمية، والمساهمة الجبارة في سبيل بناء مستقبل أكثر أمناً».

ولو أجريتم استطلاعاً على العاملين في المجال التطوعي، وسألتموهم عن أمانيهم لما زادوا شيئاً على هذه الكلمات المعبرة عن واقع الحال. ولكن ما نعيشه على أرض الواقع لا يصبّ في هذا الاتجاه، فعلى رغم معرفتنا رسمياً وشعبياً بالدور الكبير للعمل التطوعي في مجتمعنا، فإنه لايزال هناك إحجام عن دعم هذه الأعمال. فماذا يعني أن يقتطع أحد أكبر المصارف الوطنية مبلغ دينار من الزبائن الذين يحولون من حساباتهم إلى الصناديق الخيرية، ولم يتراجع عنه إلاّ بأسلوب ملتوٍ وعقيم، بفرض التحويل مرة كل عام، بحيث تسبّب هذا القرار الخاطئ في حرمان الصناديق الخيرية من أكثر من نصف التحويلات المالية من الجمهور، وهو ما أصاب مواردها المالية المحدودة بضربةٍ موجعةٍ منذ تطبيق هذا القرار قبل أكثر من عام، ولم يتسنّ لها التشافي من تبعاته حتى الآن.

وطوال الشهور الماضية، كلما التقيت عدداً من العاملين في الصناديق الخيرية، كنت أطرح عليهم هذا السؤال: إلى أيّ مدى تضرّرتم من فرض قرار المصرف المذكور؟ فتكون الاجابات كالتالي: بنسبة 50 في المئة، 65 في المئة، 70 في المئة. وهو ما يعني ضربةً شديدةً مؤلمةً لمواردها المالية ما ينعكس حتماً على التبرعات التي تتلقاها الأسر والعوائل المعوزة في هذا البلد، والتي تعتمد كثيراً على هذه المؤسسات التطوعية في مصروفها الشهري أو توفير مستلزمات أطفالها المدرسية، أو مؤونة شهر رمضان المبارك، أو علاج مرضاها... كل ذلك لم يأخذه المصرف المذكور عندما اتخذ القرار الخاطئ، الذي مازال تعاني من آثاره السلبية آلاف العوائل التي تعيش في قاع المجتمع.

كوفي عنان يدعو إلى الاعتراف بالدور الجبّار لهذه المؤسسات التطوعية ودعمها وتوفير الفرص لتوسعة عملها، وبعض مديري المصارف المترفين يعملون على تحطيمها وتقليص موازناتها وتقطيع أجنحتها، وليذهب الفقراء والشرائح الدنيا في هذا البلد إلى الجحيم

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 833 - الخميس 16 ديسمبر 2004م الموافق 04 ذي القعدة 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً