العدد 831 - الثلثاء 14 ديسمبر 2004م الموافق 02 ذي القعدة 1425هـ

يا ليت كل المشروعات مثل جسور السوق المركزي!

حمد الغائب hamad.algayeb [at] alwasatnews.com

منوعات

تعودنا ومنذ زمن بعيد ألا نرى مشروعات كبيرة مثل التي نراها الآن منتشرة في أنحاء البلاد، بل هي مركزة في منطقة المنامة وضواحيها، وكل ما نراه هو عبارة عن بناء منازل خاصة أو كما تحب إدارة الإحصاء أن تسميها (فلل)! ولكن أن نرى مشروعا عدد عماله يفوق المئة عامل وعدد العربات تصل إلى الاربعين عربة من مختلف الأحجام والأشكال والوظائف هذا ما لم أره من قبل!

ولكن الأجدى من هذا أني وعلى مر السنين لم أر مشروعات كبيرة وإن رأيت فلم أر سرعة الإنجاز التي أنجز بها هذا الجسر، أو مجموعة الجسور هذه إن صح التعبير.

الموضوع في حد ذاته مجد ونافع أن نرى هذا البلد النفطي الزاخر ذا الاقتصاد المنتعش... أن نرى بنية تحتية ولو أنها محدودة ولكنها تتطور بهذا الشكل علما بأنها يجب أن تكون منذ زمن بعيد من أيام الطفرة النفطية، ولكننا راضون ونشجع هذه البوادر ونطلب المزيد، إضافة إلى توزع أماكنها وعدم اقتصارها على منطقة دون أخرى.

موضوعي الرئيسي ليس هذا الإطراء في البنية التحتية في حد ذاتها، بقدر ما هو التساؤل الذي يحيرني ومجموعة من الناس... هو مادام أنهم يستطيعون إنجاز المشروعات الضخمة مثل جسور دوار السوق المركزي بهذه السرعة الطرزانية التي تسابق الريح، وبهذه الكفاءة التي يرضونها ومتوافقين عليها بحشد هذا الأسطول من العمال وكرنفال السيارات التي تعمل ليل نهار لإنجاز هذا المشروع في هذه الفترة الزمنية المحدودة قبل اجتماعات قمة مجلس التعاون... فلماذا لا تكون سنة يمشون عليها في جميع المشروعات من هذا النوع... ولماذا تصبح زيارة مسئول أو اجتماع قمة أو مسابقة عالمية في البلد هي المعيارية في سرعة الإنجاز ناهيك عن موقع ونوعية المشروع؟!

وفي صلب الموضوع نفسه لنقارن سرعة إنجاز هذا المشروع وحجمه مع جاره مشروع كوبري منطقة السيف... فمع صغره مقارنة بالآخر إلا أنه لا يوجد حافز من الحوافز السالفة الذكر تشجعهم على سرعة الإنجاز... فعلينا أن نحسب الأشهر تلو الأشهر حتى نستخدم هذا الجسر، وخوفي أن تكون جسور دوار السوق المركزي قد صارت قديمة ودخلت لها الصيانة!

أعجب من منظر غريب... لماذا نرى عمال الصيانة والحفريات تخيم على الشوارع نفسه في كل مناسبة وطنية أو دولية، تارة بالترقيع وتارة بتغيير الطوب الأحمر وتارة بصباغة حتى البيوت المحيطة بهذا الشارع، واقتراحي البديهي هو أنه لو تحول موازنات الصيانة التي تكلف الكثير لعمل شوارع جديدة بدلا من تلك المسماة شوارع غير صالحة للاستخدام الآدمي البتة، في المناطق الداخلية لقرى شارع البديع وأزقة منطقة المحرق المسكينة!!

ما يؤكد لي ألا مشكلة مع الموازنة، هو ما نراه من كثرة صيانة للشوارع نفسها سنويا... والأجدى هو تحويل استخدام الموازنة من مكان إلى مكان أفضل وأجدى...

ومن دخل البحرين من الشوارع الرئيسية أول يوم وصوله إلى البلد... فإنه لن يتردد بدخول الأزقة والحواري أينما كانت منطقة سكنه... ليتفاجأ بهول المصيبة والخدعة التي انطلت عليه لمدة يوم واحد فقط من فارق بين الشوارع التي رآها أمس ويراها اليوم، ولن ندخل في تفاصيل تصاميم الشوارع والمجاري ومشكلة تجمع مياه الأمطار فيها وكأنها (تانكي) فهذا الحديث يطول وذو شجون... نلقاكم الاثنين المقبل

إقرأ أيضا لـ "حمد الغائب"

العدد 831 - الثلثاء 14 ديسمبر 2004م الموافق 02 ذي القعدة 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً