وقَّعت مصر و«إسرائيل» والولايات المتحدة اتفاقا تجاريا أمس تستطيع مصر من خلاله تصدير المنتجات إلى السوق الأميركية من دون رسوم جمركية ما دام لدى القاهرة نسبة من السلع التي تحمل عبارة صنع في «إسرائيل».
ويؤكد المصريون طوال الفترة الماضية أنهم لا يسعون إلى تطبيع العلاقات مع «اسرائيل» إلا في حال التوصل إلى حل نهائي للقضية الفلسطينية وتحرير هذا البلد من الاحتلال على أساس الاتفاقات التي تم التوصل إليها والتي يفترض أن تنفذها تل أبيب، وهذا ما تقوم به القاهرة بالفعل فيما يتعلق بتحريك مسار السلام سياسيا لأن هذا هو الطريق الذي تراه القاهرة وغيرها من الدول التي ترى أن الحل لابد أن يكون سياسيا وليس عسكريا وهذا ما لا تطبقه «إسرائيل» وتتعامل المقاومة الفلسطينية معها على هذا الأساس.
فإذا كانت مصر «لا تسعى» إلى التطبيع مع «إسرائيل» حاليا، فلماذا ترتبط معها باتفاق تجاري يعتبر الأهم خلال عقدين من الزمان؟ إنها تفعل ذلك من أجل مصلحتها، ومصلحتها فقط، كما فعل الأردن الذي أقام مناطق صناعية مؤهلة باتفاقات مماثلة تقوم بتصدير منتجاتها إلى الولايات المتحدة بما قيمته 800 مليون دولار سنويا خلال خمس سنوات.
إذن مهما ادعت الدول العربية بأنها لا تطبع مع «إسرائيل»، باستثناء الدول التي تعترف بذلك، فهي تفعل ذلك، وهي بذلك لا تخدم الفلسطينيين بل تضرهم، فوجود حقيقة، وهي التعامل مع هذا الكيان كدولة يعطيه قوة أكبر إضافة إلى القوة التي يمنحها إياه الغرب والكثير من دول الشرق.
وبذلك سيكون صعبا إن لم يكن مستحيلا الضغط على «إسرائيل» للالتزام بالاتفاقات الموقعة والانسحاب من الأراضي المحتلة. فاللعبة السياسية وخصوصا بالنسبة لليهود لا يتم التعامل معها بالنوايا الحسنة، فكل ما يهمهم هو مصلحة «الساميين» وإن كان ذلك على حساب العالم كله وليس فقط الشعب الفلسطيني المظلوم
إقرأ أيضا لـ "خليل الأسود"العدد 831 - الثلثاء 14 ديسمبر 2004م الموافق 02 ذي القعدة 1425هـ