العدد 831 - الثلثاء 14 ديسمبر 2004م الموافق 02 ذي القعدة 1425هـ

«أبومازن» لم يستنكر «رفح» بحسب وصية البرغوثي

بينما لم يتأخر كثيرا الرد الفلسطيني على جريمة قتل الأطفال التي مارستها قوات الاحتلال الإسرائيلية خلال الأيام الأخيرة، وعلى خلفية العملية النوعية التي نفذتها المقاومة الفلسطينية حين فجرت موقعا عسكريا للاحتلال في رفح من خلال حفر نفق تحته، تناولت الصحف العبرية عملية رفح النوعية، فاتهم أكثر من معلق إسرائيلي «حزب الله» اللبناني بالتورط في العملية، لكن هؤلاء حملوا المسئولية للمخابرات الإسرائيلية التي أثبتت فشلها برأي الصحف العبرية. فيما لاحظ أحدهم أن رئيس اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية محمود عباس (أبومازن) لم يعلن أية إدانة لعملية رفح، مؤكدا أن «لا أبومازن ولا أعضاء قيادة السلطة الفلسطينية» يستطيعون أن يدينوا العملية التي نفذت في الأراضي المحتلة ضد جنود إسرائيليين، خصوصا أن مروان البرغوثي، أوصى (أبومازن) عند سحب ترشحه لرئاسة السلطة الفلسطينية، بالمزاوجة بين الانتفاضة والمفاوضات.

وكتبت «جيروزاليم بوست» خبرا افتتاحيا عن عملية رفح على الحدود مع مصر. وأكدت أن أحدا لم يتوقع عملية كهذه التي شددت على أنها نوعية ومتطورة، زعمت أنها تحمل بصمات «حزب الله». وأوضحت أن أسلوب تنفيذ العملية يشبه كثيرا الأساليب التي كان يلجأ الحزب إليها في عملياته. فهي كناية عن تفجير يليه هجوم مقاومين على موقع العملية وبعد ذلك يقع تفجير ثان. في كل الأحوال اعتبرت الصحيفة أن عملية رفح هي دليل واضح على أن الاستخبارات الإسرائيلية فشلت في تأدية مهماتها.

كما تشير العملية إلى أن جميع المواقع الإسرائيلية هي هدف متوقع لتفجيرات كبيرة وخصوصا ان مواقع جيش الاحتلال ظاهرة وهي شبيهة لحواجز القوات الإسرائيلية ومواقع «جيش لبنان الجنوبي» (جيش انطوان لحد المتعامل مع إسرائيل) التي سبق أن أقيمت في المنطقة الأمنية في جنوب لبنان. وإذ رجحت أن «إسرائيل» لن تلجأ إلى خطوة انتقامية فتشن حملة على رفح، وإنما ستمضي في استهداف من وصفتهم بـ «الإرهابيين» الفلسطينيين الذين يشكلون «قنابل موقوتة»، رأت انه من الواضح وضوح الشمس أن «حماس» و«فتح» لن توافقا أبدا على وقف العمليات ضد الجنود الإسرائيليين داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة.

واعتبرت انه بقدر ما يتم تسريع تنفيذ خطة فك الارتباط بقدر ما تتزايد قدرة الفلسطينيين على اعتبار هذا الأمر هروبا إسرائيليا. وختمت متوقعة أن تتزايد العمليات الفلسطينية ضد القوات الإسرائيلية على رغم أن «إسرائيل» برأي الصحيفة العبرية، تخضع لضغوط كثيرة من أجل أن تعطي السلام فرصة!.

وعلى خلفية العملية الفدائية النوعية أيضا، نقل عاموس هاريل في «هآرتس» تأكيد مصادر إسرائيلية رفيعة المستوى، أن «إسرائيل» لن تقف مكتوفة اليدين، وإنما سترد على هذا «الاعتداء» لكن بالطريقة المناسبة التي لا تسيء إليها بتاتا. وأوضحت المصادر أن الرد الإسرائيلي لن يقضي بتجميد قرار الإفراج عن حوالي 200 معتقل فلسطيني في السجون الإسرائيلية إنما قد يتم إقفال معبر رفح لفترة معينة ما سيشكل صفعة قوية لسكان غزة الذين يجدون في هذا المعبر منفذا وحيدا إلى العالم الخارجي. وعلق هاريل على العملية في مقالة أخرى نشرتها «هآرتس» أيضا لافتا إلى أنها تأتي في ظل السعي الدولي والمصري خصوصا إلى استئناف مفاوضات السلام من جهة والتحضيرات الإسرائيلية للانسحاب من غزة من جهة أخرى.

وأشار المعلق إلى أن هذا النوع من الهجمات سيستمر طالما لم يتم إيجاد حل لمشكلة الأنفاق في غزة. وأشار هاريل إلى أن هجوم رفح يظهر تخطيطا مسبقا ودقيقا من قبل «الإرهابيين» الفلسطينيين. حتى أن المعلق رجح تورط ما يزيد عن 12 شخصا في هذه العملية. وإذ أشار هاريل إلى أن «حزب الله» كان يزود من وصفها بالمنظمات «الإرهابية» الفلسطينية بخطط للهجمات إلا انه ألقى اللوم على جهاز الاستخبارات الإسرائيلي. مشيرا إلى ضرورة تكثيف جهود الاستخبارات لكشف هذه العمليات «الإرهابية» قبل وقوعها.

وختم هاريل مطالبا الجهات المعنية ببذل جهود حثيثة للسيطرة على الأوضاع الأمنية كي يتمكن الفلسطينيون والإسرائيليون من الاستفادة من فرصة غياب الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات ودخول مصر في المفاوضات كي يتوصلوا إلى حل، وإلا فإن دوامة العنف ستستمر إلى ما لا نهاية.

وكتب داني روبنشتاين في «هآرتس» تحليلا إخباريا خلص فيه إلى انه لم يكن بمقدور رئيس اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية محمود عباس (أبومازن) أن يدين عملية رفح التي أسفرت عن مقتل 4 جنود إسرائيليين وإصابة ما لا يقل عن 10 منهم. ولفت روبنشتاين إلى أن أحدا من الفلسطينيين لم يتوقع أن يندد أبومازن بالعملية خصوصا أنها نفذت في الأراضي المحتلة ضد جنود إسرائيليين. وأكد المعلق أن الفصائل الفلسطينية كافة تعتبر أن عملية كهذه شرعية على رغم أن (أبومازن) يبحث في محادثاته مع ممثلين من «حماس» من أجل التوصل إلى هدنة، فكرة وقف العمليات العسكرية حتى موعد الانتخابات الفلسطينية في التاسع من يناير/كانون الثاني المقبل.

ورأى روبنشتاين، ألا (أبومازن) ولا أعضاء قيادة السلطة الفلسطينية يستطيعون أن يدينوا عملية رفح وخصوصا أن البرغوثي، أوصى (أبومازن) عند سحب ترشحه للرئاسة، بمزاوجة الانتفاضة والمفاوضات وحثه على السير قدما في معارضة الاحتلال. وفي نص تحليلي آخر، أكد روبنشتاين، أن غالبية الفلسطينيين يرون انه من الممكن أن تتحسن أحوالهم في الفترة المقبلة. ولاحظ أن التفاؤل الذي سيطر على أميركا وأوروبا والدول العربية و«إسرائيل» بعد وفاة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، قد انعكس إيجابا على الفلسطينيين.

وأورد المعلق نتائج استطلاع للرأي أجراه مركز «القدس للإعلام والاتصالات» وقد تبين منه أن 60 في المئة من الفلسطينيين متفائلون كثيرا بالمستقبل الذي ينتظرهم في حين أن 45 في المئة فقط أبدوا تفاؤلهم في يونيو/ حزيران الماضي. كما أظهر الاستطلاع أن 52 في المئة يعارضون العمليات الانتحارية و57 في المئة من المستطلعين يؤيدون حل قيام دولتين. في كل الأحوال، رجح روبنشتاين أن حال التفاؤل هذه ناجمة عن كون (أبومازن) بات يلقى دعما كبيرا وهو يسيطر على الأوضاع حتى انه حاول جاهدا ألا يرتكب أخطاء. ولاحظ روبنشتاين أن حفاوة استقباله دوليا وخصوصا في الدول العربية يساعده كثيرا ويكسبه دعما فلسطينيا داخليا كبيرا. وختم روبنشتاين معتبرا انه لابد من إجراء تغييرات كثيرة في طريقة عمل السلطة الفلسطينية. مرجحا ان أبومازن سيبدأ هذه التغييرات بعد فوزه في الانتخابات وخصوصا إذا حصل على غالبية الأصوات ما يكسبه شرعية كبرى

العدد 831 - الثلثاء 14 ديسمبر 2004م الموافق 02 ذي القعدة 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً