العدد 831 - الثلثاء 14 ديسمبر 2004م الموافق 02 ذي القعدة 1425هـ

مهرجان البحرين الغنائي... أصوات تبحث عن همسة نغم

للعام الثاني على التوالي

الوسط - محرر الشئون الثقافية 

تحديث: 12 مايو 2017

لمهرجان البحرين الغنائي محبوه ومتابعوه، هذه التجربة التي بدأت العام الماضي، والتي ستدشن فعالياتها للمرة الثانية مع الاحتفال بالعيد الوطني المجيد تعد تجربة غنية يمكن التعويل عليها في خلق حال استنفار قادرة على الخروج بوجوه شبابية غنائية جديدة وخصوصا أن هذه التجربة ملتقى لتعاون بين أكثر من فن من الفنون، اذ إن هناك المؤدي أو المغني وكاتب الأغنية والملحن الى جانب الموزع والعازف. فهي تظاهرة فنية يمكن أن تكون بداية جيدة لشيء مختلف وخصوصا أنها تضم هذا العام مسابقة للأغنية العاطفية إلى جانب الوطنية. ومن المهم هنا أن نستطلع الآراء حيالها، والأشياء التي يمكن التعويل على الخروج بها من هذا المهرجان.

يقول الملحن الموسيقي محمد الحداد «لا أعتقد بداية أن الفنان يسعى من أجل الظهور فقط، وصحيح أنه يسعى من أجل الحصول على فرصته، ولكن على الفنان أن يفكر مرات كثيرة قبل إقدامه على المشاركة ليتساءل عن الاضافة التي سيجنيها منها، اذ إن التساءل هنا: هل أن هذه المشاركة ستضيف الى رصيده الفني شيئا يذكر. واقامة مهرجان غنائي في البحرين يشارك فيه الفنانون الشباب شيء جميل بدلا من حال التذمر التي يعيشها الفنانون الشباب، فان يقدم الغناء والكلمات وتساهم فرقة البحرين في قيادة وتوزيع أغنيات المشاركين فتلك فرصة لم تتوافر للشباب من قبل. ولكن من المهم أن تقرر لجنة التحكيم الأعمال الجيدة في المهرجان حتى يظهر بالشكل المطلوب ويثبت فاعليته. فنحن وراء كل فرصة تتاح للشباب وليس بالضرورة أن تكون مشاركتنا في تقديم أغنية أو موسيقى، بل حتى عن طريق توزيع الأغنيات المشاركة».

ويضيف سلام زيمان وهو عازف بفرقة البحرين للموسيقى عن المهرجان «أجد أن مهرجان البحرين الغنائي هو فعالية مهمة لا شك، ونحن محتاجون الى هذا النوع من الفعاليات كونها فعالية وطنية تنمي حب الوطن، وكونها فعالية مهمة قادرة على الظهور بابداعات شبابية بحرينية، اذ إن المشاركة ستكون بحرينية، فالمشاركون بحرينيون والأغنيات بحرينية والتوزيع بحريني وكل ذلك شيء جديد يدفع للمشاركة. وهذا المهرجان الغنائي لا شك في أنه يتيح الفرصة لكل من يحب ذلك من الفنانين وكتاب الأغنية فالمجال مفتوح لكل بحريني يود المشاركة. ولكن أتصور أن الخروج من المهرجان بشيء جيد يخدم الفنانين الشباب مقترن بالاعداد الجديد للمهرجان، اما اذا جاء المهرجان من دون اعداد جيد فلن يقدم الكثير، فأنا أشعر بازاء هذا المهرجان وكأن الأمور تجري بشكل سريع، فالمهرجان في تصوري كان محتاجا الى اعداد وتنظيم أكبر يليق بهذه الفعالية لتخرج الكلمات والألحان من فم المغني ومن فم الفرقة بشكل أفضل. اذ لو أن ذلك حدث لكان بامكاننا التمرن على العزف أفضل مما نحن عليه الآن».

بينما يبدي الشاعر سعد الجميري نفوره من المشاركة في هذا المهرجان في دورته الحالية والسبب يقول عنه الجميري «ان المشاركة في هذه الفعاليات المهمة التي تقام في البحرين احتفالا بالمناسبات الوطنية لا شك أنه واجب علينا ونحن نسعى اليه ولكن ما يحدث الينا احيانا يدفعنا الى التوقف عن المشاركة فما حدث لي أنا شخصيا كان حريا بامتناعي عن المشاركة هذا العام، فقد تقدمت العام الماضي بمشاركتين الأولى بقصيدة والثانية كانت عبارة عن قصيدة وتلحين وغناء وكنت أطمح الى الحصول على المركز الأول بها، اذ كانت بشهادة كبار الموسيقيين مشاركة متميزة ولكن للأسف لم يتحقق لي ذلك. والغريب أنها ليست المرة الأولى التي أشارك فيها في مثل هذه الفعاليات، ومع ذلك أجد أناسا تقبل مشاركاتهم وغيرهم وهذا سبب عدم مشاركتي هذا العام».

وكذلك الشاعر فيصل الفهد لم يشارك في المهرجان ولكن أسبابه مختلفة حين يوضح الفهد «لم أرغب في المشاركة في هذا العام ولا في العام السابق والسبب أن لدي طموحا في التعامل مع ملحن ومغني له وزنه كالفنان خالد الشيخ مثلا، ذلك أني اذا أردت المشاركة فعلي البحث عن فنان يستطيع أن يحفزني لتقديم الجيد والجميل. لذلك فأنا أرى أن المهرجان السابق مثلا لم تكن كلمات أغنياته بتلك الدرجة من الجمال اذ كانت كلمات الأغنيات بسيطة ولم تكن بالشكل المطلوب وحتى تتضح فكرتي أكثر أرى مقارنتها بغيرها في المشاركات الخارجية فهي كلمات لا يبدو أن صاحبها كتبها باهتمام وانما كتبت بسرعة كما يظهر على عكس ما يقدم مثلا في المملكة العربية السعودية حين تتم الاحتفالات هناك لنشعر بعظيم الفرق بين الكلمات هنا وهناك فالكلمات هنا كانت أشبه ما تكون بالخواطر، والمسألة لا تتعلق فقط بكلمات الأغنية وانما حتى بمشاركة الفنان نفسه اذ يشارك هناك الفنان الكبير بينما هنا يقتصر هذا المهرجان على الوجود الشبابية الأمر الذي يحفز على العطاء الكبير. لذلك أتمنى أن يتم الانتباه الى الوجوه المشاركة في المهرجان».

غير أن الشاعر إياد المريسي يؤكد مشاركته بقوله «لقد شاركت في هذه الدورة من المهرجان الغنائي بثلاثة أعمال وأجد أن هذه الفعالية تظاهرة ثقافية مهمة تقوم بحركة انعاش سواء في الوسط الفني أو الثقافي، ولكن من المهم أن تعنى لجنة التحكيم بإظهار الصوت والكلمات واللحن الجيد وباظهار من يستحق الظهور فان ذلك يعكس وجه الأغنية البحرينية في الخارج. فكما أورد لي أحد الفنانين بأن لجان التحكيم قد تدخل في المسابقة أحيانا الأمر الذي يعد تكرارا لبعض الأسماء بوضع معين. وكل ما نحتاج اليه لانجاح هذا المهرجان هو صدق العاطفة فالكلمات التي شاركت في أغنيات المهرجان من المهم أن تكون صادقة في عاطفتها. اذ وجدنا في المهرجان السابق أن هناك نصوصا جامدة لا تستطيع التفاعل معها وبالتالي لا تستطيع أن تحتفظ بها الذاكرة على عكس قصائد كثيرة مضى عليها الوقت الطويل الا أننا لانزال نحفظها عن ظهر قلب».

الاختصاصي والباحث في مجال الموسيقى البحرينية ابراهيم راشد الدوسري أثنى على هذه التجربة ولكنه وجدها تجربة غير مكتملة، فهو يقول «ان تجربة مهرجان البحرين الغنائي تجربة مهمة ومثمرة والجميل فيها بروز وجوه شبابية جديدة تحمل أصواتا جيدة وذلك جانب ايجابي يحسب للمهرجان ويعود الفضل فيه الى وزارة الاعلام. لكن الأمر المؤكد أن هناك خامات جيدة قد تكون بمستوى الخامات الجيدة المكتشفة فهي تحتاج الى خطوات واضحة لاظهارها وتحتاج الى آليات على مستوى مشروع للنهوض بها وبالأغنية البحرينية، فهذه المواهب التي ظهرت انما هي نتيجة لمجهود ذاتي من فرقة البحرين للموسيقى. فمن المهم أن تكون لدى وزارة الاعلام آليات معينة وخطة مدروسة بهذا الخصوص وخصوصاً أننا في مرحلة اصلاحية ومن المفترض أن يشمل الاصلاح جميع الجوانب فالأغنية جزء من الثقافة وما هو موجود من أعمال ما هي الا مسابقات يمكن أن تنمو، ولكن ليس كمشروع على مستوى المملكة يحفظ هذا التاريخ الغنائي العريق الذي يمتد من ابن فارس منذ أوائل القرن الماضي».

وكذلك الأمر مع قائد فرقة البحرين للموسيقى خليفة زيمان الذي يوضح وجهة نظره بقوله «هي خطوة في الاتجاه الصحيح أسوة بالمهرجانات الغنائية في كل دول العالم. وهي خطوة لو تم استثمارها بشكل جيد فستحقق لنا أصواتا جيدة وفنانين متميزين، كذلك ستشكل لنا فنيين قادرين على فرز الأصوات الجيدة. كما أن هذه الفعالية خلقت التنافس بين الموزعين وكتاب الأغنية والموسيقيين وكل ذلك له أهميته التي أفرزها هذا المهرجان الذي ظهر هذا العام فقط بالأغنية العاطفية الى جانب الوطنية. لكن من الصعب فيما أرى أن يدخل الفنانون الكبار في هذه المسابقة من الصعب أن تجعلهم في مصاف الفنانين الشباب ليكون ترتيبهم الأول أو الثاني أو الثالث ولكن يمكن تلافي هذا الأمر وننعم بمشاركة الفنانين الكبار على هامش المهرجان نفسه كما يحدث في جميع المهرجانات خارج البحرين فتكون في كل ليلة من ليالي المهرجان وصلة على هامش المهرجان لأحد الفنانين الكبار»





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً