العدد 2386 - الأربعاء 18 مارس 2009م الموافق 21 ربيع الاول 1430هـ

أعمال سعودية تعرض في مزاد «كريستيز»

لأول مرة في تاريخ المزادات الدولية

تعرض دار كريستيز خلال مزاد الأعمال الدولية الحديثة والمعاصرة، الذي تنظمه في 29 أبريل/ نيسان المقبل في دبي، المجموعة الفنية الأولى لعدد من الفنانين السعوديين. وتعد هذه هي المرة الأولى التي تعرض فيها أعمال فنية من المملكة العربية السعودية خلال أحد المزادات الدولية. وسيضم أعمالا خاصة بستة من الفنانين السعوديين المعاصرين بما فيها الأعمال الخاصة بكل من أحمد ماطر آل زياد عسيري، ولولوه الحمود التي تعكس الحيوية التي تتسم بها المواهب الفنية السعودية الشابة.

وفي معرض تعليقه على الموضوع، قال وليام لوري، اختصاصي دار كريستيز المسئول عن المزاد: «قمنا خلال المزاد الذي نظمته الدار في شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي بتقديم عدد من الفنانين الأتراك لأول مرة، وتمكنا الآن خلال هذا الموسم من اختيار مجموعة مميزة من الأعمال الفنية التي تعود لعدد من الفنانين السعوديين المعاصرين، وكنت قد اطلعت على أعمالهم لأول مرة في لندن خلال معرض «حافة الصحراء» الذي نظمته غاليري بروناي في كلية الدراسات الشرقية والإفريقية التابعة لجامعة لندن عند نهاية العام الماضي، ووجدنا أن «هذه الأعمال ستشكل مواهب فنية أضافية على مزاداتنا التي تتضمن أعمالا فنية مصرية، وتركية، وإيرانية، وأخرى من لبنان، وشمال إفريقيا، وسوريا، والعراق، والمغرب وعدد من الأعمال الغربية».

من ناحيته قال مايكل حجا، المدير العام لدار كريستيز في الشرق الأوسط: «يعزى الكثير من النمو الذي شهدت السوق الفنية في منطقة الخليج وتحديدا دبي إلى هواة شراء واقتناء الأعمال الفنية الحديثة والمعاصرة الذين بدأت اهتماماتهم تركز على الأعمال الفنية التي تتمحور مواضيعها حول الجوار والمحيط الذي يعيشون فيه وضمها لمجموعاتهم الفنية الخاصة. ومع التطور والنمو الفني الحاصل، أصبحت السوق أكبر وأوسع، حيث أنها لم تعد تعتمد على مجموعة واحدة من المشترين، أو منطقة أو بلد محدد في العالم. وقد لاحظنا ازديادا كبيرا في أعداد المشترين خلال المزادات التي نظمتها الدار في منطقة الشرق الأوسط، حيث شكل المشترون من المنطقة خلال مزاد دبي في السنة الماضية نسبة 75 في المئة من مجمل المشترين، وهو ارتفاع ملحوظ من النسبة التي شهدتها مزادات السنوات السابقة والتي بلغت نسبة 50 في المئة. ومن خلال تقديم هذه الفئة الفنية من الأعمال الفنية السعودية، فإننا نأمل الاستمرار بهذا التوجه وتعزز وصول مزاداتنا لهواة شراء واقتناء الأعمال الفنية من جميع أنحاء المنطقة.


قسم خاص بالأعمال السعودية

ولد أحمد ماطر آل زياد عسيري، هو دكتور، ومصور مختص بالمشاهد الطبيعية، ورجل أعمال، في مدينة أبها بمنطقة عسير في العام 1979، وهو أحد أشهر الفنانين السعوديين الشباب، وسيقدم أحمد أحد أعماله الفنية التي تعود لمجموعته التي تحمل عنوان «الأشعة السينية» X-Rays والتي تصور هيكلا عظميا لجمجمة وجذع على خلفية من الأوراق المستخدمة من الكتابات الدينية التقليدية. وقد صممت هذه اللوحة التي تحمل اسم «إضاءات خمسة وستة» من صورة شعاعية ألصقت على ورقة تناثرت عليها بقع من الشاي وعصير الرمان، وزينت بأوراق نباتية بلون الذهب والفيروز والعنبر، وتبلغ القيمة المقدرة لهذه اللوحة 15 ألف إلى 20 ألف دولار. أما العمل الفني الآخر والذي يحمل اسم «محارم» فهو عبارة عن لوحة فنية يلعب من خلالها الفنان بكلمة «محارم» التي تستخدم لوصف المحارم الورقية وفي الوقت ذاته تستخدم لوصف الأشخاص المقربين في العائلة ويعود للفنان أيمن يسري ديدبان. وفي هذا العمل الفني، الذي عرض لأول مرة خلال معرض «حافة الجزيرة العربية»، قام الفنان الذي يعيش في مدينة جدة في المملكة العربية السعودية بجمع عدد من علب المحارم الورقية وتزيينها بملصقات تظهر عليها بعض الإعلانات الخاصة بأفلام عربية تعود لفترة الأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي، وجمعها فوق بعضها بعضا، ويقدم هذا العمل بسعر يتراوح بين 10 آلاف و15 ألف دولار.

ومن الأعمال الفنية الأخرى تبرز لوحة «الباطن» وهي عبارة عن طباعة بالشاشة الحريرية على اللوحة للفنانة لولوة الحمود التي عاشت معظم حياتها في المملكة المتحدة ودرست الماجستير في كلية سانت مارتينز المركزية للفن والتصميم، في لندن، وتعرض هذه اللوحة بسعر يتراوح بين 15 ألف و20 ألف دولار أميركي. كما يبرز أيضا العمل الفني الخاص بالفنان مهدي الجريبي، الذي أمضى فترة كبيرة من حياته في مكة بعد أن تخرج من كلية الفنون الجميلة في الرياض. ومن مجموعته التي تحمل اسم «المنطق»، هي قطع مختارة من الواقع، تتميّز بعلامات وأشكال وتضاريس خاصة بها. وقد سبق استعمالها، فهي بالية ومخدشة كمكاتب التلاميذ مثلا، تشكّل لوحة غامضة وخفيّة ينطلق الفنان منها لخلق لوحات - أشياء. فتراه يكشف هنا عن شق في الخشب، وهناك عن تقشير في الطلاء، أو عن محيط بقعة، أو عن بقايا كتابات، ويعرض العمل الخاص بالفنان مهدي الجريبي بسعر يتراوح بين 8 آلاف و12 ألف دولار أميركي.

أما عبدالناصر غارم، فهو فنان ورائد في الجيش السعودي. درس عبدالناصر في قرية المفتاحة التشكيلية في مدينة أبها مع صديقه أحمد ماطر آل زياد عسيري. ويتألف عمله التجريدي من 80 ألف قطعة من قوالب الطباعة المطاطية التي تجسد عددا من الأحرف العربية والإنجليزية والأرقام التي طليت بإسراف باللون الأصفر لتبدو وكأنها مربط الحبال الذي يوجد في الموانئ أو عارضة خشبية، ويقدر لهذا العمل أن يباع بسعر بين 7 آلاف و10 آلاف دولار أميركي. أما الفنانة ريم الفيصل فقد درست الأدب العربي في الجامعة قبل الانتقال لدراسة التصوير الضوئي في باريس. وتتنقل الفنانة ريم حاليا بين كل من جدة وباريس، بعد أن مارست التصوير في جميع أنحاء الشرق الأوسط، وأميركا وشرق آسيا. وستعرض الدار إحدى صورها من مجموعتها المعنونة «الحج إلى مكة» وهي صورة رجل جالس فوق السطح في الحرم المكي، وتغيب ملامح الرجل، بينما تركز العدسة على الكعبة المشرفة والحجيج حولها، في إشارة ربما إلى ذوبان الفرد وكينونته في فضاء البيت الحرام بسعر يتراوح ما بين 4 آلاف و6 آلاف دولار أميركي. ومن الجدير بالذكر أن المصورة ريم الفيصل هي أول مصورة من النساء تمنح الإذن لتصوير الأماكن المقدسة في مكة والمدينة.

العدد 2386 - الأربعاء 18 مارس 2009م الموافق 21 ربيع الاول 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً