أحلى الأوقات... طائرة من ورق... الملائكة لا تحلق فوق الدار البيضاء، هي بعض عناوين نخبة من الأفلام العربية التي تعرض ضمن فقرة «الليالي العربية»، إحدى فقرات مهرجان دبي السينمائي الدولي الأول المقام برعاية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في الفترة من السادس وحتى الحادي عشر من ديسمبر/ كانون الأول الجاري، بمدينة جميرا بدبي. هذه الأفلام - التي يصل عددها إلى ثلاثة عشر فيلماً، من بينها عشرة أفلام تعرض للمرة الأولى في منطقة الخليج - تناقش عدداً من القضايا العربية المهمة وتقدم للمشاهد من الخارج صورة حقيقية للواقع العربي بعيدة عن أي تدليس أو تزييف تمارسه بعض أفلام السينما التجارية.
الأفلام المعروضة تستعرض واقع الحال العربي في مصر والمغرب ولبنان وفلسطين وغيرها من الدول العربية، كما تقدم فكرة عن نظرة العالم الغربي للعرب ونظرة العرب لأنفسهم، وقد جاء اختيارها بدقة متناهية من قبل اللجنة المعدة لهذه الفقرة التي يرأسها السينمائي الإماراتي والمدير الفني للمجمع الثقافي بأبوظبي مسعود أمرالله، الذي صرح للصحافيين قائلاً إن «اختيار اسم «الليالي العربية» لهذه الفقرة يعني البحث عما هو فريد واستثنائي ليس في السينما العربية وحسب، بل في الذاكرة العربية والمجتمع العربي والقضايا الإنسانية عموماً».
ومن أهم الأفلام العربية التي تعرض في المهرجان فيلم «غرفة التحكم» وهو فيلم وثائقي من إنتاج أميركي يتحدث عما دار في كواليس غرفة أخبار قناة «الجزيرة» أثناء الغزو الأميركي للعراق، إذ يعرض ما حدث حين قصفت القوات الأميركية مركز المحطة بحجة الدفاع عن النفس وقتلت مراسل القناة هناك. الفيلم من إخراج المصرية جيهان نجيم التي كانت قد فازت بزمالة الغاردينز عن فيلمها الأول «مقطم».
كذلك يعرض المهرجان الفيلم المصري «بحب السيما» الذي أثار جدلاً كبيراً ابان عرضه في دور السينما المصرية كما حصل على اهتمام النقاد والمختصين في مجال السينما، نتيجة الاعتراضات من بعض رجال الدين الأقباط كونه يناقش فكرة دينية وعقائدية حساسة، تتمحور حول حب الله والخوف منه. الفيلم أوقف عرضه لسنوات بسبب دعوى قضائية رفعها رجل دين قبطي مطالباً بإيقاف الفيلم متهما مخرجه بالاساءة للعقيدة المسيحية، ويدور الفيلم حول حكاية صبي صغير يحلم بالشاشة الفضية التي ينظر لها والده المسيحي التقليدي على أنها خطيئة، والفيلم بحسب ما ذكرت الفنانة ليلى علوي بطلة الفيلم في مؤتمر صحافي عقدته مع مخرج الفيلم أمس الخميس، يروي الحكاية الحقيقية لكاتب القصة مع معالجة درامية.
وقد دافع مخرج الفيلم وبطلته خلال المؤتمر الصحافي نفسه، عن فكرة الفيلم ورفضا الاتهام بالاساءة إلى أي دين أو معتقد قائلين إن الخوف من الله هو خوف المحب من حبيبه وهو بحسب تعبير علوي كخوف الولد البار من إغضاب والدته المحبة، وليس هو الخوف الذي تزرعه في نفوسنا بعض معتقداتنا الدينية الخاطئة وفهمنا المغلوط للعلاقة مع الخالق.
وإلى جانب هذين الفيلمين تتوزع عروض أفضل ما انتجته السينما العربية هنا وهناك بين السينما الواقعة في فندق جميرا بيتش، وسينما ميركوتا، متيحة للمشاهدين من جميع أنحاء العالم فرصة التعرف عن قرب على ابداعات هذا الجزء من العالم، وهي الابداعات التي ظلت غائبة أو مغيبة لأسباب لا تخفى على الكثير من المهتمين بهذا المجال والمراقبين للساحة السينمائية العربية
العدد 827 - الجمعة 10 ديسمبر 2004م الموافق 27 شوال 1425هـ