العدد 827 - الجمعة 10 ديسمبر 2004م الموافق 27 شوال 1425هـ

معتقلو جو يلتمسون العفو من جلالة الملك

عوائلهم زارت «الوسط»

وجه المعتقلون البحرينيون في سجن جو المركزي نداء إلى عاهل البلاد الملك حمد بن عيسى آل خليفة عبر «الوسط» مناشدين فيه جلالته العفو عنهم «لدواع إنسانية صعبة تعيشها أسرنا، إذ ان بعضنا العائل الوحيد لأسرته».

وشكلت لجنة أهالي المعتقلين وفدا ضم ست عوائل زارت مكاتب «الوسط» لتشرح معاناتها منذ سنوات طويلة. وقالت لجنة عوائل المعتقلين «إن أملها كبير في جلالة الملك وسمو رئيس الوزراء للعفو عن أبنائهم الذين قضوا سنوات طويلة خلف القضبان لكي يدشنوا صفحة جديدة في حياتهم لخدمة هذا الوطن».

ودعت العوائل إلى «إعادة تأهيل أبنائها، واخذ التعهد الكافي لضمان عدم تكرار الأعمال التي قاموا بها». ويأتي هذا التحرك من قبل لجنة أهالي المعتقلين بمناسبة العيد الوطني المجيد للمملكة، على أمل أن يلم العفو المنتظر شتات الأحبة بعد طول فراق.


بمناسبة قرب العيد الوطني للمملكة

لدواع إنسانية... عوائل سجناء جو يناشدون الملك الإفراج عن المعتقلين

الوسط - حيدر محمد

وجهت عوائل المعتقلين في سجن جو المركزي نداء مفتوحا إلى جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عبر «الوسط» مناشدين فيه جلالته العفو عن المعتقلين بمناسبة قرب العيد الوطني نظراً «للظروف الإنسانية الصعبة التي تعاني منها اسر المعتقلين»، وخصوصا أن قضايا الاعتقال تعود إلى منتصف عقد التسعينات.

ودعت العوائل إلى «إعادة تأهيل أبنائها، وأخذ التعهد الكافي لضمان عدم تكرار الأعمال التي قام بها المعتقلون»، معتبرين أن «السنوات الطويلة التي قضوها خلف القضبان جعلتهم يتوبون عما صنعوه، ومنحتهم دافعا كبيراً للعودة إلى أحضان وطنهم مرة أخرى وخدمة مجتمعهم بروح جيدة».

وشكلت لجنة أهالي المعتقلين البحرينيين في سجن جو المركزي وفدا يتكون من ست عوائل زارت مكاتب «الوسط» لتنقل رسالتها المفتوحة إلى جلالة عاهل البلاد.

وقالت عائلة المعتقل محمد جعفر (32 عاماً) المحكوم بالسجن عشر سنوات إن ابنها اعتقل في قضية تعود إلى العام 1996 «ولم يبق من الحكم سوى ثلاث سنوات، وملف المعتقل يؤكد أنه حسن السيرة والسلوك، ومحمد يعاني من آثار نفسية كثيرة نتيجة لضياع شبابه وفراق مجتمعه وبقائه لسنوات طويلة خلف القضبان».

فيما قالت عائلة المعتقل جواد سعيد المقابي (32 عاماً) الذي قضى سبع سنوات من الحكم من أصل عشر ان العائلة حملت بشائر الخير عند مرحلة الانفتاح الذي قام به جلالة الملك «لقد فرح الجميع في البحرين بإطلاق المبادرة الوطنية الكبيرة لصاحب الجلالة (...) دخل الفرح و السرور إلى بيوت كل المواطنين في مملكتنا الغالية عدا أهالي سجناء جو الذين انتظروا الأعياد تلو الأعياد من دون أن تقر أعينهم برجوع أبنائهم المعتقلين في سجن جو في قضايا جنائية قديمة».

وتحدث محمد المقابي (شقيق المعتقل) قائلاً: «في الواقع نحن عائلة تتكون من 30 أخاً وأختاً، بينما لا يسمح عند زيارة المعتقل سوى لثلاثة أشخاص إضافة إلى الوالدين. موضحا أن والده المسن الذي يعاني من المرض بشدة لم يتمكن من لقاء ابنه المعتقل إلا بصحبة مجموعة من الشرطة ولساعة واحدة فقط طيلة تلك السنوات».

في حين أشارت عائلة المعتقل صلاح عباس (32 عاماً) الذي حكم عشر سنوات أيضا إلى معاناة العائلة قائلة «صلاح متزوج وله ابنتان، الأولى في الصف السادس الابتدائي والأخرى في الثاني الابتدائي، وابنتاه تبكيان دائما عندما تتذكران والدهما (...) ما ذنب الطفلتين حين تغيبا يوماً دراسياً كل شهر للقاء والدهما في السجن، وعند عودتنا من المقابلة يصبح البيت كالمأتم من دون مبالغة، مع العلم أن حالتهما النفسية تزداد سوءا بمرور الوقت».

وعن التحركات المبذولة قالت العائلة «لقد رفعنا رسائل إلى جلالة الملك والى سمو رئيس الوزراء والى مختلف المعنيين في الجانب الرسمي والأهلي وعبر الصحافة»، واختتمت العائلة بقولها «من أجل الطفلتين الصغيرتين اللتين تعانيان بشدة من فراق والدهما نأمل من جلالة عاهل البلاد المفدى كل الخير ليعيد الفرحة إلى الطفلتين في العيد الوطني المجيد، وجلالة الملك الذي نعتبره بمثابة والد الجميع لن يخيب أملنا في جمع شتات الأسرة».

وتحملت والدة مسنة عناء الوصول إلى مكاتب «الوسط» في النقل العام من سكنها في منطقة البسيتين بالمحرق لتنقل آلام ابنها المعتقل وليد عبداللطيف السندي (37 عاماً) الأب لأربعة أبناء أحدهم في السادسة عشرة من عمره، وقالت الأم التي لم تفتأ عن البكاء طوال وجودها في اللقاء «ابني معتقل في سجن جو وهو يعاني من نزيف مستمر، وقضى نصف شهر رمضان في مستشفى السلمانية (...) التقرير الطبي الذي عندي يثبت أن حالة ابني المعتقل مستعصية على العلاج في البحرين، إذ نصحوني بأخذه إلى الخارج».

وتتابع قائلة «بعثت ثلاث رسائل إلى الديوان الملكي ورسائل أخرى إلى سمو رئيس الوزراء والى وزير الداخلية».

ووجهت الأم نداءها إلى القيادة السياسية «أنا من موقع الأمومة أتوجه إلى جلالة الملك وسمو رئيس الوزراء بنداء من أجل إنقاذ حياة ابني الذي يعاني من المرض، فحياته باتت مهددة بفعل المرض والمعتقل في الوقت ذاته».

فيما قالت زوجة المعتقل داوود غلوم (39 عاماً) ان ابنتها التي تبلغ من العمر 11 عاماً تتذكر والدها الذي يقضي عشر سنوات في السجن «... البنت تمتلك عاطفة كبيرة وهي قريبة من والدها جداً وخصوصاً في هذه السن، فحتى عندما نذهب للمقابلة تجلس البنت في حضن والدها» وتحبس الزوجة أنفاسها لتقول «كتبنا رسائل كثيرة وسمعنا الكثير من الوعود، كلما تكبر البنت يزداد جرح هذه الأسرة. أملنا كبير في جلالة الملك في لم الشمل بعد طول فراق».


... والمعتقلون يوجهون رسالة إلى القيادة عبر «الوسط»

بعث المعتقلون البحرينيون في سجن جو المركزي رسالة إلى القيادة السياسية في المملكة، تنشر «الوسط» أجزاء منها: «بكل تواضع واحترام نرفع إلى مقامكم السامي حاجة وانتم أهل لقضائها حسبما عهدناه منكم دائما من شيم العفو، فنحن ننتظر من جلالتكم أن تدخلوا الفرحة إلى باقي القلوب التي مازالت تنتظر مكرمة تعيد الفرحة إلى كل أم وزوجة وأبناء برجوع المعتقلين إلى أحضانهم (...) نحن محكومون قضينا مدة كبيرة من فترة الحكم ونرجو منكم الصفح والعفو عما بدر منا ونعاهدكم ألا نعود إلى ما قمنا به، ونحن نرجو منكم الفرصة لنثبت لجلالتكم ومجتمعنا اننا قادرون على خدمة هذا الوطن الغالي، مع العلم بأن بعضنا كان المعيل الوحيد لأسرته والله وحده العالم بحالهم الآن، نحن على أمل كبير، لان قلب جلالتكم كان ومازال منزلا لكل أبناء شعبكم».

مجموعة من أبنائكم في سجن جو

العدد 827 - الجمعة 10 ديسمبر 2004م الموافق 27 شوال 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً