ستبقى الدعوة إلى تفعيل حركة السياحة البينية لدول الخليج والبلدان العربية والإسلامية إحدى الدعوات العزيزات التي يظل يطلقها الحادبون على التنمية الاقتصادية في المنطقة.
وتستهدف هذه الدعوة تحريك قطاع السياحة في البلدان العربية والإسلامية الذي مازال بعيدا جداً عن حجمه الطبيعي إذا ما نظرنا إلى الإمكانات التي تتوافر في المنطقة. تلك الإمكانات التي من المفترض أن تجعل من المنطقة بؤرة جذب سياحي ليس لمواطنيها فحسب بل لجميع الباحثين عن الاختلاف والجمال والثراء الحضاري والإنساني والمعرفة والإثارة والمتعة من مختلف أرجاء العالم.
ومن البداهة الإشارة إلى أن تحريك القطاع السياحي يبدأ بتفعيل حركة السياحة البينية كمفتاح لتنمية وتطوير القطاع السياحي في المنطقة.
وبنظرة فاحصة إلى البيانات التي نُشرت حديثاً عن حركة السياح في بلد خليجي واحد هو المملكة العربية السعودية نلحظ أن حركة السياحة البينية إن تم تفعيلها فإنها قادرة على إحداث نقلة نوعية هائلة تسهم بفاعلية في تنمية السياحة الخليجية والعربية والإسلامية في فترة زمنية قصيرة تعزز من قيمة الدعوة، التي ظلت تطلق وبإلحاح، لتنمية السياحة البينية.
وفي هذا السياق كشف تقرير إحصائي صادر عن الهيئة العليا للسياحة في السعودية أن «السعوديين أنفقوا نحو 15,6 مليار ريال خلال رحلاتهم السياحية إلى الخارج في العام الماضي، فيما بلغ حجم إنفاق السياح المحليين في السعودية 41,4 مليار ريال». وأوضح التقرير أن «60 في المئة من إجمالي إنفاق السائحين المغادرين كان في دول الشرق الأوسط منها 22,2 في المئة في دول الخليج العربية». وقدر التقرير أن «عدد السائحين الذين زاروا السعودية العام الماضي بلغ نحو 7,3 ملايين سائح. قدم نصفهم من دول الشرق الأوسط ونحو 26 في المئة من دول جنوب إفريقيا».
هذه عينة من حال واحدة تكشف سخاء السياح الذين بمقدورهم تحريك التجارة وسوق السفر والفنادق وتجارة الخدمات وسائر قطاعات السوق. فماذا لو فتحت الأبواب للجميع ليتجولوا بيسر في بلدان المنطقة؟ والإجابة أوضح من الشمس في رابعة النهار: ستتدفق الأموال وتتحرك ومن ثم تتطور التجارة وتنفتح الأسواق وتنمو حركة السياحة البينية لتفتح الطريق أمام السياحة القادمة من بعيد وتزدهر صناعة مازالت تحبو على شوك المعاناة
العدد 830 - الإثنين 13 ديسمبر 2004م الموافق 01 ذي القعدة 1425هـ