فعلاً، فإن أقل ما توصف به الحوادث المؤسفة بين الجماهير البحرينية في الدوحة بأنها «مخجلة» و«تفشل» ولا تعكس الصورة الحقيقية للجماهير البحرينية المعروف عنها الحماس الكبير في التشجيع إلى جانب الروح الرياضية العالية، إذ كان يحسدنا عليها الجميع وكانت ملح دورة الخليج الأخيرة في الكويت بـ «شيلاتها» الجميلة وتشجيعها المتواصل.
فالجميع في البحرين هم وراء المنتخب ويشجعونه بشكل دائم ولكن «ثلة» استحوذت على «حق التشجيع» من دون وجه حق لتغلب المصلحة الشخصية وحب الظهور على المصلحة العامة للمنتخب. وهذا ما جرّنا أخيراً في الدوحة إلى اشتباك بالأيدي وصراعات متواصلة كانت بوادرها واضحة في البحرين عندما انقسم المشجعون ودخلوا في منافسة «غير شريفة» من أجل تحقيق السبق في الظهور وترسيخ أنفسهم كمشجعين وحيدين للمنتخب على حساب منتخبنا الوطني نفسه. وما كان صراعاً بالكلام في البحرين تحول إلى صراع بالأيدي في الدوحة ولا ندري إلى أين يصل هذا الصراع في المستقبل!
تشجيع المنتخب ليس حكراً على أحد ولا يجوز لكائن من كان أن يحتكر هذا الحق. وما حصل في الدوحة يحتاج إلى وقفة واعية من المسئولين حتى لا تسيء مجموعة صغيرة إلى شعب بأكمله. فما وصلنا من هتافات بعض الجماهير في الدوحة يبين مستوى الانحدار الذي وصل إليه هؤلاء. فما معنى أن يقول بعضهم «نحن الرابطة الحقيقية لمنتخب البحرين» و «نحن أبناء البحرين». وكأن الآخرين ليسوا أبناء هذه الأرض الطيبة. فبعد الإنجازات المتوالية لمنتخب البحرين والتفاف الجماهير من حوله واهتمام المسئولين به أراد بعض الفضوليين الظهور على حساب هذه الإنجازات بينما أصابت الغيرة الآخرين من ظهور البعض. وتراكم الوضع وصولاً إلى الحال التي عليها نحن الآن كل يريد احتكار المنتخب وبالتالي احتكار الوطن في شخصه والحصول على الامتيازات في هذا المجال. فكما الوطن حق للجميع فكذلك المنتخب الوطني هو حق للجميع وتشجيعه واجب على أبناء هذه الأرض قبل أن يكون حقا أصيلاً لهم.
فلم يكفِ تلك الجماهير العرض السيئ لمنتخبنا وحزن الشعب البحريني على ضياع نقطتين ثمينتين كُنّا في أمس الحاجة إليهما بل زادوا على أحزاننا مواجع أخرى بحوادثهم المخجلة وتصرفاتهم «الصبيانية» التي شوهت سمعتنا في هذا العرس الخليجي، فهل يراجعون أنفسهم ويتعظون مما حدث أم سيستمرون في صراعاتهم هذه على حساب منتخبنا الوطني؟
إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"العدد 829 - الأحد 12 ديسمبر 2004م الموافق 29 شوال 1425هـ