أستاذ الإدارة في جامعة دي - بول الأميركية ديفيد بيسترو تحدث عن الشركات العائلية في ندوة نظمتها جمعية الإداريين البحرينية مساء أمس الأول في فندق الشيراتون وحضرها رئيس غرفة تجارة وصناعة البحرين خالد كانو وعدد من كبار رجال وسيدات الأعمال ومديري الشركات البحرينية والمهتمين بتطوير الأعمال في القطاعات المختلفة. وجاء في حديثه: «إن الشركات العائلية تتصف بخصائص تمكنها من قيادة مشروعات التنمية في البحرين والمنطقة».
بيسترو عرّف الشركة العائلية بأنها تلك المؤسسة التي تدار من قبل رؤوس أموال (أو أسهم كبيرة منها) ومديرين من عائلة واحدة. وقال إن عمر الشركة العائلية على مستوى العالم هو 24 سنة، إذ تشير الإحصاءات إلى أن 30 في المئة تستمر إلى الجيل الثاني من العائلة، و10 في المئة تستمر حتى الجيل الثالث، بينما تستمر 3 في المئة إلى الجيل الرابع من العائلة نفسها. وهذا يعني أن 43 في المئة من الشركات العائلية ستتبدل إداراتها خلال العقد المقبل.
وأشار إلى «أن 35 في المئة من أنجح الشركات الـ 500 في قائمة مجلس (فورتشون) هي شركات عائلية»، وأن الشركات الناجحة «هي التي استطاعت أن توازن بين متطلبات العائلة ومتطلبات نشاط الشركة الاقتصادي واستطاعت أن توجه العائلة والشركة من أجل ضمان التدفق النقدي والتوسع الرأس مالي والتوجه الاستراتيجي».
وقال إن الشركات العائلية الناجحة هي التي استثمرت كثيراً في تعليم أبناء الجيل الثاني بصورة فائقة، بحيث يتمكن هذا الجيل من تطوير المؤسسة وملاءمتها مع الظروف المتغيرة.
وقال إن على الشركات العائلية في البحرين والمنطقة أن تستفيد من التوجه الحثيث نحو الخصخصة وتقليل دور الحكومات في الاقتصاد الوطني ويمكنها أن تستقطب رأس المال الأجنبي من خلال تنسيق إقليمي لتنمية الاستثمارات الاجتماعية - الاقتصادية، وأشار إلى أهمية الاعتماد على «الشفافية والإجراءات الفعالة، والنظم المحاسبية المتطورة، لكي تستطيع الشركات العائلية البقاء إلى أكثر من جيل». وقال إن الشركات العائلية الناجحة تحوي مجالس إداراتها أفراداً متخصصين في مجالات الأعمال، وهذا يشير إلى أهمية الحرفية واكتسابها من الآخرين لكي تبقى الشركة العائلية متطورة وناجحة.
وقال: «إن الشركات العائلية الناجحة هي التي استطاعت أن تستثمر في تعليم أبنائها من جانب، ومن جانب آخر تستثمر في التكنولوجيا الحديثة، ومن ثم تتوسع جغرافياً إلى خارج بلدها الأم».
وسألت بيسترو عن السبب في «جمود» سوق البورصة في البحرين التي لم تشهد اكتتاباً يتحمس له الناس منذ نحو 15 عاماً، فجاء تعليقه بأنه يتوقع أن تتحرك السوق مع توسع الانفتاح الاقتصادي عندما تقرر بعض الشركات العائلية الحصول على مزيد من رؤوس الأموال من خلال الاكتتاب. والجواب الأكثر دقة جاء من النائب الثاني لرئيس غرفة التجارة عصام فخرو الذي قال إن الأموال الأجنبية مازالت لا ترى في حجم السوق البحرينية ما يرغبها في الدخول بقوة.
هذا التعليق يشير إلى اننا بحاجة إلى أن نوسع خياراتنا الاستراتيجية، ولعل توقيع اتفاق التجارة الحرة وسيلة من وسائل توسيع الخيارات، كما اننا بحاجة إلى أن تبادر الغرفة وتوضح استراتيجيتها لكي يتحرك القطاع الخاص للتأثير بصورة أفضل على السياسة الرسمية
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 829 - الأحد 12 ديسمبر 2004م الموافق 29 شوال 1425هـ