استعرض عاهل البلاد المفدى حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ورئيس الوزراء صاحب السمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة خلال لقائهما - كلاً على حدة - رئيس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق عبدالعزيز الحكيم، التطورات التي تشهدها الساحة العراقية. وأشادا بالعلاقات التي تربط بين البلدين والشعبين.
وأكد العاهل اهتمام البحرين وحرصها على استتباب الأمن والاستقرار في العراق وان تكلل جهود المسئولين العراقيين بالتوفيق في إجراء الانتخابات العامة التي تعمل على تحقيق تطلعات الشعب العراقي نحو السلام والبناء والاعمار، مؤكدا استعداد مملكة البحرين للتعاون في أي مسعى يسهم في تجاوز العراق ظروفه الراهنة.
الصافرية - بنا
أكد عاهل البلاد المفدى حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة اهتمام البحرين وحرصها على استتباب الأمن والاستقرار في العراق وان تكلل جهود المسئولين العراقيين بالتوفيق في إجراء الانتخابات العامة التي تعمل على تحقيق تطلعات الشعب العراقي نحو السلام والبناء والإعمار، مؤكدا استعداد مملكة البحرين للتعاون في أي مسعى يسهم في تجاوز العراق لظروفه الراهنة.
جاء ذلك خلال استقبال جلالته بقصر الصافرية أمس رئيس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق عبدالعزيز الحكيم وذلك بمناسبة زيارته لمملكة البحرين يرافقه نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الشئون الإسلامية رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة.
واستعرض العاهل معه التطورات التي تشهدها الساحة العراقية واشاد جلالته بالعلاقات التي تربط بين البلدين والشعبين. كما أكد العاهل اهمية الدور الذي يضطلع به رجال الدين والمراجع الدينية في مساعيهم من اجل تدعيم روح المصالحة بين أبناء الشعب العراق بجميع طوائفهم. من جانبه ثمّن الحكيم مواقف مملكة البحرين المشرفة بقيادة العاهل في دعمها ومساندتها للعراق في مختلف المجالات وتمكينه من اجتياز الظروف والتحديات التي يواجهها الشعب العراقي.
المنامة - بنا
أكد رئيس الوزراء صاحب السمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة على مواقف مملكة البحرين المؤيدة لترسيخ دعائم الأمن في العراق الشقيق وتمكين الشعب العراقي من بناء مؤسساته الدستورية من خلال الانتخابات العامة التي ستجري في الثلاثين من شهر يناير/ كانون الثاني المقبل.
جاء ذلك خلال استقبال سموه صباح أمس رئيس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية بالعراق عبدالعزيز الحكيم والوفد المرافق يرافقه نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الشئون الإسلامية رئيس المجلس الاعلى للشئون الاسلامية الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة.
واستعرض سموه مع الحكيم الأوضاع والتطورات في العراق، مشيداً بعمق العلاقات التي تربط بين البلدين، مؤكداً حرص مملكة البحرين على تعزيز وتدعيم هذه العلاقات واستعدادها للتعاون في أي جهد يسهم في تجاوز العراق لظروفه الحالية . ونوه رئيس الوزراء بالجهود التي يبذلها الحكيم والمراجع الدينية الأخرى من أجل المساهمة في تحقيق الأمن والاستقرار في العراق، مثنياً على الدور الرائد للحكيم وإسهاماته في الجوانب الدينية والدنيوية. من جانبه عبر الحكيم عن بالغ شكره وتقديره لرئيس الوزراء لمواقف مملكة البحرين المشرفة قيادة وشعباً تجاه العراق، مثمناً عالياً الدعم والمساندة التي يلقاها العراق من قبل مملكة البحرين في مختلف المجالات من أجل تمكين العراق من اجتياز ظروفه الراهنة، منوهاً بما حققته المملكة من تطورات على صعيد الممارسة الديمقراطية ومؤسسات المجتمع المدني، متمنياً للبحرين دوام الرفعة والتقدم والازدهار.
هذا وغادر البلاد عصر أمس رئيس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق عبدالعزيز الحكيم بعد زيارة لمملكة البحرين استغرقت يومين التقى خلالها كبار المسئولين بالمملكة. وكان في وداعه بالمطار نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الشئون الإسلامية رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة وعدد من كبار المسئولين.
المحرق، القضيبية - ريم خليفة، حسين خلف
قال رئيس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق عبدالعزيز الحكيم لـ «الوسط»، إن الهدف الحقيقي لزيارته المنطقة، هو «طمأنة الدول المجاورة للعراق» من الدور السياسي المتوقع أن يؤديه الشيعة في العراق. مؤكداً أن فكرة وجود حكم ذاتي للشيعة في جنوب العراق «غير مطروحة».
وتأتي هذه الزيارة بعد أيام من تصريحات أطلقها ملك الأردن عبدالله الثاني بن الحسين، وحذر فيها من «هلال شيعي» يمتد من العراق إلى لبنان عبر سورية.
وكشف الحكيم - في مقابلة مع «الوسط» - أن المجموعة الإرهابية التي قامت بعملية الهجوم على القنصلية الأميركية في مدينة جدة في المملكة العربية السعودية، «انطلقت من العراق، بعد أن تلقت تدريبها هناك لمدة ستة أشهر، ثم عادت بعد شهر رمضان إلى السعودية». وشدد على ضرورة أن تعمل دول الجوار على استقرار العراق، وإلا فإنه سيتحول إلى «بؤرة للإرهاب».
وقبيل مغادرته، نفى رئيس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق عبدالعزيز الحكيم، وجود أية عناصر تعمل لحساب الجانب الإيراني أو السوري فيما يتردد بتدخلها في العملية الانتخابية، موضحاً أنها مجرد «ادعاءات واتهامات» لا أساس لها من الصحة.
جاء ذلك رداً على سؤال «الوسط» في مؤتمر صحافي عقده عصر أمس موضحًا أن هناك شعباً وقوى سياسية تعمل وتتهيأ لخوض هذه الانتخابات المصيرية إضافة إلى أن المفوضية العليا للانتخابات والحكومة العراقية جهتان تتحملان مسئولية إجراء الانتخابات المرتقبة.
وعن نوعية الحكومة التي يأملها المجلس الأعلى للثورة، أوضح الحكيم أن الحكومة الجديدة يجب أن تبنى على أساس «المشاركة الحقيقية والتوافق الوطني».
وأضاف «لا نريد حكومة تحصد 51 في المئة بل نريد حكومة تحصد 80 في المئة فما فوق وبالتالي تتحقق حكومة التوافق الوطني وهذا ما نحتاج إليه في المرحلة الراهنة».
قصرالقضيبية - حسين خلف
ألمح رئيس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق عبدالعزيز الحكيم إلى أن هدف زيارته دول المنطقة يأتي من أجل تطمين دول المنطقة من الدور السياسي للشيعة في العراق. مشدداً على أن عدم الاستقرار في العراق سيجعله بؤرة للإرهاب، إذ قال: «إن الخلية التي نفذت الاعتداء على القنصلية الأميركية في مدينة جدة في المملكة العربية السعودية، انطلقت من العراق، بعد أن تدربت ستة أشهر هناك»، وأشار الحكيم خلال لقاء أجرته «الوسط» معه يوم أمس في قصر القضيبية، إلى أن التصريحات التي صدرت عن بعض قيادات الدول المجاورة للعراق، التي تخوفت من الدور الشيعي في العراق «لا مبرر لها»، مؤكداً أن فكرة وجود حكم ذاتي للشيعة في جنوب العراق «غير مطروحة».
ما السبب في التصريحات الرسمية التي صدرت عن بعض الدول المجاورة للعراق، والتي عبرت عن قلقها من تنامي الدور السياسي الشيعي في العراق، ما تعليقكم على هذه التصريحات؟
- السبب الأول لهذا القلق بدأ سابقاً في عهد نظام صدام، إذ تعمد ذلك النظام تشويه الواقع العراقي وإعطاء صورة غير حقيقية عن الواقع، وتصوير الشيعة كأنهم حال خطرة، ومرتبطة بجهات خارج العراق ولاسيما إيران، وهذه السياسات أوجدت أجواء معينة، وقضية أخرى هي عدم معرفة الواقع العراقي التي تتسبب بالتحليل غير الناضج وعدم المعرفة بالواقع ان أدت إلى هذا الخلل، ومن الناحية الواقعية صحيح أن العراق به مجموعة من المكونات إذ توجد ثلاثة مكونات رئيسية، هي: الأكراد والشيعة العرب والسنة العرب، كما يوجد هناك تركمان وأقليات أخرى، إلا أنه من اللطف الإلهي توجد حال من التآلف والتقارب بين أبناء الشعب العراقي، ولذلك على رغم حدوث الكثير من الاضطهادات والجرائم التي ارتكبت في العراق، ومن استعمال الأسلحة الكيماوية في حلبجة، والمقابر الجماعية وقتل المراجع وتجفيف الأهوار، ومع كل ذلك لم يحصل أي تصادم بين أبناء الشعب العراقي، إذ كان الجميع يعتقدون أن هناك حكومة ظالمة تحكم بدكتاتورية، وتستخدم سياسة الاضطهاد القومي والاضطهاد الطائفي، وفي بعض الأحيان صعدت هذه السياسة إلى درجة الإبادة الطائفية والإبادة القومية، هذا الواقع الموجود نختلف فيه مثلاً عن الواقع الحالي في أفغانستان، إذ كان هناك تصادم بين الفئات التابعة إلى حركة طالبان، والفئات التابعة إلى تحالف الشمال، أو كالحال التي كانت موجودة في جنوب إفريقيا بين البيض والسود، أو في البوسنة بين المنتمين إلى القوميات المختلفة، هذه الحال لم تقع في العراق ولم تكن موجودة، نحن نعتز بذلك... هذه الحال نسعى للحفاظ عليها، أما أعداء العراق وشعبه، من أزلام نظام صدام فهؤلاء هم والمتحالفون معهم من المجموعات الإرهابية المتطرفة من التكفيريين، هؤلاء يسعون من أجل إيجاد فتنة طائفية أو قومية في داخل العراق، وكان من الممكن أن تقع هذه الفتنة عندما اغتيل شهيد المحراب آية الله العظمى محمدباقر الحكيم، وكذلك عندما تمت التفجيرات في يوم عاشوراء في كربلاء والكاظمية، وما ارتكب من عمليات في شهر رمضان الماضي، عندما تم التعرض لزائري الإمام علي ابن ابي طالب (ع) في يوم ذكرى استشهاده في 21 من شهر رمضان، عندما رجعوا من النجف إلى بغداد، إذ تم التعرض لهم في المنطقة التي يطلق عليها مثلث الموت في اللطيفية والمحمودية، إذ تم القبض على مجموعة من الزائرين وقتلت مجموعة، هذه الممارسات كلها كانت بدافع إيقاع الفتنة الطائفية، لكن الشعب العراقي شعب واع يتمكن من ألا ينساق في حال من التصادم، ونحن نشعر أن مكونات الشعب العراقي بأجمعه تمثل باقة من الورد، إذ لكل وردة لون ورائحة خاصة، ولابد من أجل الحفاظ على هذه الباقة من أن نحافظ على كل الورود، ونحن نسعى للحفاظ على هذه الباقة، ولا نسمح بأن يتم التعدي على أية وردة، وألا يتم تهميش أية مجموعة ولا أي تيار، بل لابد أن نشترك جميعاً في صوغ العراق الجديد وفق الأسس التي تم الاتفاق عليها من السابق، إن هذه التخوفات التي أشرتم إليها لا مبرر لها، وإن كان الأشخاص الذين عبروا عن هذه التخوفات يحملون نيات صادقة، وإن كنا نشك في نيات البعض إذ ان تخوفاتهم تهدف إلى تحقيق أهداف خاصة يسعون لها.
ربما تكون الأطراف السياسية في المنطقة متخوفة من برنامجكم السياسي ومساره، إذا ما صعدتم إلى منصات القرار من خلال الانتخابات التي طرحتم لها قائمة موحدة، ربما يبدو برنامجكم غير واضح في اتجاهه ومساره؟.
- برنامجنا واضح جدا وهو مكتوب، وفيه متبنياتنا السابقة من أننا نريد عراقاً ديمقراطياً فيدرالياً، عراقا لكل العراقيين، عراقاً دستورياً، إذ إن أحد النواقص في العراق الآن أنه لا يوجد دستور دائم للبلاد، ويجب أن يتم تداول السلطة عن طريق الانتخابات، لا أن يتم التسلط عن طريق الانقلابات العسكرية، وأن تسرق السلطة من قبل مجموعة من الضباط كما كان يحصل في الماضي، إن برنامجنا واضح في المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، هناك حال من الواضح التام لما يجب فعله في كل المجالات.
ما الباعث الحقيقي لتخوفكم من تزوير الانتخابات المقبلة، فقد لمسنا ذلك من عدة تصريحات من قبلكم، فهل أنتم لا تثقون في مخرجات العملية الانتخابية في حين أنكم تصرون على إجرائها؟
- تخوفنا وقلقنا مشروع، وذلك بلحاظ أن البلدان التي تنظم انتخابات وهي في أوضاع أمنية جيدة واستقرار، تراها تتخوف من حصول حالات تزوير وتلاعب، فكيف بنا ونحن في العراق ونحن في هذا الوضع الأمني، إذ انه ليس بالمستوى المطلوب، إضافة إلى الحدود المفتوحة على كل الدول، وبالتالي فإن الدوائر الحكومية التي لاتزال ضعيفة حتى هذه المرحلة، إذ إن بناء المؤسسات لم يتم، وأن الوضع السياسي ليس على تلك الدرجة من الاستقرار، وبالتالي فإن كل هذه النقاط تدعونا لهذا القلق المشروع والتخوف من ألا تكون الانتخابات، انتخابات نزيهة.
تبين من القائمة الموحدة التي قدمتموها لأجل خوض الانتخابات، أنها تحوي كل الفرق ما عدا التيار الصدري، هل هناك محاولات أخيرة لجذبه للانتخابات؟
- هناك محاولات بذلت سابقا، والمحاولات مستمرة لأجل المشاركة، وكل التيارات تقدمت للانتخابات، وأيضاً هناك سعي للتحالف وهذه القوائم لن تتصادم مع القوائم الأخرى، لدينا تحالفاتنا السابقة التي استمرت لأكثر من عقدين من الزمن مع جهات تمثل شريحة كبيرة من الشعب العراقي، وسنسعى للاحتفاظ بهذه التحالفات حتى لو لم تكن هذه الجهات داخلة في قائمتنا، سنسعى للتحالف عندما ندخل إلى المجلس، وأحب أن أوضح بأننا اتفقنا مع هذه الجهات على تعدد القوائم، وليس معنى التعدد أن هناك حال من التصادم بين القوائم، وهذا ما نسعى لتحقيقه في هذه المرحلة، إذ آمنا وعملنا على أساس مبدأ المشاركة الحقيقية، ومبدأ التوافق بين الجهات الرئيسية التي تمثل قطاعات واسعة من الشعب العراقي، ولهذا فنحن نريد أن يتم انتخاب رئيس وزراء العراق بنسبة ثمانين في المئة لا بواحد وخمسين في المئة، كما حصل بالنسبة إلى هذه الحكومة.
وردت معلومات بشأن مطالبة بعض المجموعات الشيعية التي تطالب بوجود حكم ذاتي في جنوب العراق، ما مدى صحة هذه المعلومات؟
- الحكم الذاتي غير مطروح، بل المطروح هو الدولة الفيدرالية والتي هي أحد أشكال الحكم المعمول بها في الكثير من الدول كالولايات المتحدة الأميركية، وسويسرا والهند، وفي العراق توجد هناك مشكلة حقيقية معروفة ومزمنة وليست بالمستحدثة، وهي مشكلة الإخوة الأكراد الذين ظلموا خلال الفترة السابقة، ويرون أن أحد الطرق المهمة للخلاص هو وجود النظام الفيدرالي، ونحن كقوى سياسية وافقنا على هذا الموضوع منذ السابق ولا نجد أن الفيدرالية غير مناسبة، يمكن أن يكون هناك نظام فيدرالي إذا ما أقرت هذه المسألة من خلال الشعب العراقي، إذ أنها لا يجب أن تفرض عليه، بل يجب أن يختار الشعب شكل النظام السياسي المناسب له في المستقبل القريب إنشاء الله، عندما تنتخب الجمعية الوطنية التي ستكون مهمتها إعداد مسودة دستور دائم للبلاد، وفي هذا الدستور ستبحث فكرة نظام الحكم المناسب للعراق، وقد يكون هو النظام الفيدرالي الذي لا ضير منه إن كان يحل مشكلة حقيقية تعاني منها بعض مكونات الشعب العراقي.
هناك تصريحات كثيرة من قبل دول الجوار على الوضع العراقي، كتصريحات وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل، والملك عبدالله، وأيضاً إيران، وهناك تصريحات باتجاه إيران من قبل الرئيس المؤقت الياور، هل أنتم متوقعون هذا الأمر، أم أن هناك توافقا داخليا في القيادة المؤقتة للعراق باتجاه معالجة هذا الوضع؟
- هناك توافق داخل القيادة العراقية، بأن يتولى الشأن العراقي أبناء العراق، كما ان الجميع متفق على إشراك جميع مكونات الشعب في العملية السياسية من الانتخابات، وفي كتابة الدستور، وفي اختيار نظام الحكم واختيار الحاكم، وغيرها من الأمور الاستراتيجية المهمة، وكان يجب أن تكون هناك علاقات جيدة مع كل الجيران، وهذا ما نسعى لتحقيقه وقدمنا الكثير في هذا الاتجاه منذ سقوط الحكم الصدامي ولحد اليوم العملية مستمرة، دول الجوار ربما يكون لديها قلق مشروع، ولكن في الواقع فإن علاقة هذه الدول بالعراق، وكما هو معروف فإن الاستقرار في العراق قد يكون له تأثير كبير على استقرار هذه الدول، وإن عدم استقرار العراق تكون له آثار سلبية على هذه الدول كما حصل في العقدين الماضيين إذ حصلت حربين في هذه المنطقة واستمرت لسنوات، وحال القلق من عدم الاستقرار الذي يؤثر في المنطقة، وهذا الوجود الأجنبي الكبير الذي نجده في المنطقة كل ذلك يعود سببه إلى عدم استقرار الأوضاع في العراق، وبالتالي من حق الدول أن تفكر في أمنها واستقرارها، وفي الوضع العراقي، الآن ترون عندما تكون الأوضاع غير مستقرة داخل العراق، فإن المجموعات الإرهابية تقوم بالعمل فيه، وتنعكس بسرعة على الدول، فالمجموعة التي اعتدت خلال عملية إرهابية في جدة على القنصلية الأميركية، جاءت من داخل العراق، إذ تشير المعلومات إلى أن هذه المجموعة تدربت داخل العراق لمدة ستة أشهر، وعادت من العراق بعد شهر رمضان إلى السعودية وقاموا بهذه العمليات، وربما هناك مجموعات أخرى لم تنكشف وربما تتجه إلى دول أخرى، ومن الطبيعي أنه عندما يتحول العراق إلى بؤرة للإرهاب ولهذه المجموعات، فإنه من الممكن أن يمتد الإرهاب إلى هذه المناطق، وبالتالي من حق هذه الدول أن تفكر، وهم أكدوا أنهم لا يتدخلون في الشئون الداخلية العراقية، وأن العراقيين هم من يتحملون مسئولية بناء العراق، يجب أن نتحرك وأن نطمئن هذه الدول، وحركتنا بهذا الاتجاه كانت ومازالت وبالتالي فإننا نتوقع تعاون هذه الدول مع العراق ومع شعبه، ومؤتمر شرم الشيخ ومؤتمر طهران واجتماعات المنامة وغيرها، تصب في مصلحة الشعب العراقي.
هل سيكون هناك حضور عراقي في القمة المقبلة لدول مجلس التعاون التي ستعقد هنا في المنامة، وهل هناك دعوة رسمية للعراق للحضور، وهل سيكون هناك اهتمام في اتجاه معين؟
- الاهتمام موجود، أما على المستوى الرسمي فانا لا أعرف إن كانت توجد دعوة رسمية أو لا توجد، كل هذه الدول عندما زارها إخواننا أكدت الاهتمام بالشأن العراقي، والسعي إلى الوقوف بجانب الشعب، ومساعدته في أن يتجاوز شعبنا مرحلة المخاض بعد أن تم القضاء على صدام ونظامه، الذي كان هو السبب في حال عدم الاستقرار، والجميع صرحوا وأكدوا استعدادهم للتعاون.
تحديداً هل ينوي العراق كما نقل في تصريحات سابقة التقدم بطلب للانضمام إلى دول مجلس التعاون؟
- هناك مجموعة من الأفكار، وهذه إحدى الأفكار المطروحة منذ أيام مجلس الحكم، كما توجد هناك رغبة وأفكار لإيجاد منظومة استخبارية وتعاون أمني لدول المنطقة يكون للآخرين جزء فيها، وعموما فإن الأفكار والمشروعات كثيرة، ولكن لا يمكن لهذه الحكومة أن تتخذ مثل هذا القرار، نحتاج لأن تكون حكومة دستورية للتحرك بهذا الاتجاه، وتوجد لدى العراقيين إرادة حقيقية في إيجاد علاقات وثيقة وعميقة ومشتركة مع هذه الدول، التي يمكن أن تساعد العراقيين في إعمار العراق، وبناءه وتقدمه في كل المجالات، وأن يصل التعاون في هذه المنطقة إلى أعلى مستوياته، فكما هو معروف أن التحديات التي تواجهها الدول هي في جزء كبير منها هي تحديات مشتركة، وبالتالي فنحن بحاجة إلى إيجاد تشكيلات ومنظومات مشتركة مع هذه الدول.
ما الذي يهدف إليه لقاؤكم مع جلالة ملك البحرين؟
- بداية لابد من شكر جلالة الملك على اهتمامه بالشأن العراقي، والذي عبر عنه في أكثر من مناسبة، إذ أبدى استعداده سابقاً لاستضافة مؤتمر عراقي، إضافة إلى الاجتماعات التي تمت في الأسبوع الماضي لبحث القضايا الأمنية، هذا الاهتمام يجب أن يشكر، كما نهدف إلى وضع جلالة الملك في الصورة بشأن ما يجري في العراق وأوضاعه، ونحن نريد من هذه الدول أن تساعد الشعب العراقي، البحرين مستعدة لهذا الموضوع، والآن كل الدول تبدي استعدادها، وإذا كان هناك أي تخوف أو قلق فلابد من تطمين هذا القلق، هذا هو هدف الزيارة الرسمية، ونحن علاقتنا مع البحرين وحكومتها تمتد لعقود بعيدة من الزمن، منذ زمن مرجعية السيد محسن الحكيم رحمه الله، علاقتنا خاصة بالشعب البحريني والحكومة البحرينية، ووثاقتها لا تحتاج إلى مبررات، فالبحرين بلدي الثاني، نود أن نشكر البحرينيين جميعا لما أبدوه من متابعات لقضايا أبناء الشعب العراقي، ومن تعاطف كبير بعد استشهاد السيدالحكيم رضوان الله عليه
العدد 829 - الأحد 12 ديسمبر 2004م الموافق 29 شوال 1425هـ