لم يقدم منتخبنا الوطني لكرة القدم المشارك في دورة الخليج المقامة مبارياتها في الدوحة القطرية أمس في لقائه المنتخب اليمني ما يشفع له بالتأهل إلى الدور الثاني من المسابقة بعد المستوى المتباين والذي قدمه في مباراته الأولى على رغم الفرص الكثيرة المحققة التي لاحت للفريق أمام المرمى اليمني.
سيقولون إن عوامل كثيرة تدخلت في هذه النتيجة وأن خطة اللعب الدفاعية التي انتهجها الفريق اليمني وأن مستوى الحكم العماني المتواضع وأن الحظ لم يكن معنا في مباراته ما أوصل الفريق إلى نتيجته التي ربما ستنعكس آثارها في المراحل المتبقية من مباريات المجموعة.
لم يعمل مدرب المنتخب الكرواتي ستريشكو سريعاً في تصحيح تشكيلته التي كانت تشوبها بعض السلبيات وخصوصاً في خط الوسط والهجوم الذي كان يبدو عليه بعض التعب أو الملل.
لقد كان الفريق مفكك الخطوط وهو ما حصل بالضبط في الدورة الدولية وحينها قالوا إن تلك الدورة كانت دورة تدريبية يستفيد من خلالها اللاعبون وبالتالي لعب الفريق من دون التنظيم الواضح والهدفية أمام المرمى فتارة أحدهم يسدد من دون الحاجة إلى التسديد وهو في موقف لا يحتم التسديد، وتارة يقوم أحدهم بالمراوغة غير اللازمة وزميله في انتظار الكرة وهو في المكان الصحيح.
لم يكن المنتخب حقيقة في مستواه واستطاع المنتخب اليمني اللعب بحسب الطريقة التي يريد أن يلعبها فكان هجومه الوحيد يتلاعب بمدافعي منتخبنا والذي كان أيضاً في غير مستواه، وكان على عكس مهاجمينا الذين أصابهم العقم في غير مستواهم على رغم الفرص السهلة التي لاحت أمام المهاجمين وأضاعوها.
لا نريد أن نضع خسارة التعادل على عاتق الحكم الذي لم يقدم شيئا يذكر وعمل أخطاء فادحة كانت كفيلة بتحقيق الفوز للمنتخب ولو على أقل تقدير بهدف ثانٍ كما أوضح ذلك خبير التحكيم في قناة الجزيرة الرياضية من أن للبحرين ركلة جزاء صحيحة لم يحتسبها الحكم على رغم أن الصورة كانت تبين قرب الحكم للعبة التي حدث فيها الخطأ، كما كان الحكم كثيراً يتغاضى عن الخشونة التي لعب بها لاعبو المنتخب اليمني والتأخير الواضح للكرة من الحارس الذي ظل يصطنع الإصابة.
عموماً، نحن لا نريد أن نقلل من قوة الفريق اليمني وخصوصا ان كنا نكرر أن القرعة أوقعتنا في ربكة البداية وخصوصاً أمام اليمن الذي يعرف بالبداية الجيدة كما حدث في الدورة الماضية، وسيتطلب هذا التعادل الكثير من الجهاز الفني وخصوصاً المدرب ستريشكو في العمل والاستعداد للمباراة المقبلة والتي ستكون منها الانطلاقة الحقيقية للمنتخب نحو التأهل والعمل بشكل أكبر على تصحيح نفسيات اللاعبين التي لم تتوقع ما حدث مع دعوانا للمنتخب أن يبتعد عن نحسه ويرجع إلى مستواه
إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"العدد 828 - السبت 11 ديسمبر 2004م الموافق 28 شوال 1425هـ