وجدت مصر نفسها في حرج بسبب ردود الفعل السلبية داخليا على مبادلة الطلاب المصريين الستة الذين كانوا محتجزين في «إسرائيل» بعزام عزام الذي أدين بالتجسس لصالح «إسرائيل». ولكنها أشارت إلى أن هذه الخطوة محاولة لدفع عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية، مؤكدة ذلك برغبتها في عودة سفيرها إلى تل أبيب أي أن البلدين دخلا «شهر عسل». تحاول مصر من خلال هذه الخطوة ملامسة النظرية القائلة «العلاقة مع القوي تأخذ إلى الحل والتنفيذ وأن الضعفاء يتجنبون الحل لأن من مآثرهم التردد».
بذلك تكون «إسرائيل» وخصوصاً رئيس وزرائها حصدت الجوائز الإضافية التي أثبرت مسيرته الأخيرة في رئاسة الوزراء، وأن المعلومات العربية القائلة بأن «شارون ليس صاحب نظرية وأنه يعتمد على ذراعه العسكري في تسويق أفكاره (إن وجدت)» خاطئة. ويبدو أنه بدأ يلعب لعبة جديدة في المنطقة، ستغير استخفافنا بقدرات هذا الرجل، إذ قالت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية الصادرة أمس بأن الرئيس المصري حسني مبارك يسعى إلى توسيع دائرة الدول العربية المشاركة في عملية السلام مع «إسرائيل»، ويسعى إلى إقناع الكويت بإقامة علاقات دبلوماسية معها.
هل صحيح ما نقلته الصحيفة، وأن مصر تريد من «شقيقاتها» و«صديقاتها» ممن فاتهن «قطار الارتباط» أن «تقرصنها في ركبتها لكي تتبعنها في جمعتها»؟. أم أن هذا الخبر مجرد لغو إسرائيلي لا هدف منه إلا البلبلة. لكن إن صدق ذلك وحدث «العرس الجماعي» العربي - الإسرائيلي، ماذا ستفرخ لنا المنطقة؟
إقرأ أيضا لـ "ايمان عباس"العدد 825 - الأربعاء 08 ديسمبر 2004م الموافق 25 شوال 1425هـ