شهدت العملة الأميركية خلال السنتين الأخيرتين حالاً من التأرجح المربك إذ هوى الدولار في مسيرة انحدارية منذ أكثر من عام حتى فقد ثلث قيمته. ثم عاد لالتقاط أنفاسه مع فوز الرئيس الأميركي جورج بوش لولاية رئاسية ثانية لكنه سرعان ما عاود الهبوط مجدداً. غير أن العملة الأميركية فاجأت المتعاملين أمس وسجلت ارتفاعا لافتا رافقه إقبال مستثمرين على بيع عملات رئيسية لجني الأرباح وسط مخاوف من أن تؤدي قوة العملة الاميركية إلى تدخل بعض المصارف المركزية للتخفيف من حدة قيود الائتمان.
وأرجع محللون تراجع الدولار إلى المخاوف بشأن قدرة الولايات المتحدة على تمويل العجز الضخم في ميزان المعاملات الجارية. غير أن المستثمرين أقبلوا على بيع العملة الأميركية لجني أرباح أمس الأول وأمس بعد أن بدأ الدولار مسيرة صعود جديدة مفاجأة.
وسادت حال من الإرباك أوساط المستثمرين بسبب حال التأرجح الذي وسم حركة العملة أمام العملات الأخرى، ذلك لأن الكثير من بلدان العالم بما فيها دول مجلس التعاون الخليجي ترتبط عملاتها بالدولار الأميركي وبالتالي تتأثر اقتصاداتها بحركة العملة الأميركية صعودا أو هبوطا.
وفيما يرى المحللون أن لهبوط العملة الأميركية فوائد كثيرة بالنسبة إلى حركة التصدير بما يتيحه من مكاسب في فرق السعر تسهل من عمليات اقتحام الأسواق. أشاروا أيضا إلى أن لانخفاض العملة مضاراً فيما يتصل بالاستيراد وهي مضار تتسبب عادة في خسائر فادحة.
وكانت مكاسب الدولار خلال اليومين الماضيين أوضح أمام الدولار الكندي والدولار الاسترالي بعد قرار البلدين هذا الأسبوع تثبيت أسعار الفائدة ما أثار المخاوف بشأن اثر قوة العملة على النمو الاقتصادي.
وهكذا تتجذر يوميا سيادة العملة الأميركية التي إن أصيبت بالزكام «عطست» اقتصادات كثيرة على جانبي المحيط
العدد 825 - الأربعاء 08 ديسمبر 2004م الموافق 25 شوال 1425هـ